عاد مسلسل حرائق المصانع في المدن الصناعية، إلى الواجهة مرة أخرى، ولكن بتوقيت مختلف عن المُعتاد (فصل الصيف)، إذ شبَّ مساء أول من أمس، حريق في مقر مصنع تابع لإحدى الشركات في المدينة الصناعية الثانية في الدمام، وسمع دوي انفجارات براميل مواد كيماوية. فيما انتشرت سحابة دخان كثيفة على طريق بقيق – الظهران. وأصيب أحد الإطفائيين أثناء إخماد الحريق. وأوضح الناطق الإعلامي في مديرية الدفاع المدني في المنطقة الشرقية العقيد منصور الدوسري، أن «غرفة العمليات الرئيسة تلقت مساء السبت بلاغاً يفيد بنشوب حريق في مصنع داخل المدينة الصناعية الثانية، وتبين بعد وصول فرق الإطفاء والإنقاذ إلى موقع الحادثة، أن الحريق شبَّ في مستودع تابع للشركة، يستخدم لتخزين أدوية بيطرية ومبيدات مطهرة، مساحته 1500 متر مربع»، مضيفاً أن «الفرق قامت بمحاصرة الحريق، ومنع وصوله إلى بقية مواقع الشركة والمصانع المجاورة، وتمت السيطرة على الحريق من دون وقوع إصابات بين العاملين في الشركة»، لافتاً إلى إصابة أحد أفراد الدفاع المدني بإصابات «خفيفة». وأشار الدوسري، إلى أن فرق الدفاع المدني لا تزال تقوم ب «عملية التطهير»، لافتاً إلى مشاركة 17 فرقة ووحدة إطفاء وإنقاذ، إضافة إلى فرق من أمانة الشرقية، والمديرية العامة للمياه، بصهاريج مياه. ولا يزال التحقيق جارياً، لمعرفة مسببات الحادثة. يُشار إلى أن المدينة الصناعية الثانية، شهدت خلال الفترة الماضية عدداً من الحرائق، كان آخرها في شهر أب (أغسطس) الماضي، إذ اندلع حريق في مصنع خاص لإنتاج «الفلاتر»، تقدر مساحته بأكثر من خمسة آلاف متر مربع، وبذلت فرق الإطفاء والإنقاذ جهوداً كبيرة لاحتواء الحريق ومحاصرته، ومنع امتداده إلى مواقع أخرى مجاورة، فيما تعرض رجال الدفاع المدني لحالات إجهاد وتعب، نتيجة ارتفاع درجات الحرارة وألسنة النيران المتصاعدة، إضافة إلى إصابة لأحد أفراد الدفاع المدني باختناق «بسيط». وعلى رغم أن اللجنة الوطنية الصناعية، طبقت خلال العامين الماضيين، مشروع «إطفاء» في المدينة الصناعية الثانية في الدمام، للتوعية والمساعدة على تطوير وحماية المصانع من الحرائق، إلا أن مصادر ل «الحياة»، أكدت أن هناك «مصانع لم تتجاوب مع ضوابط الحماية اللازمة»، ما سبب حدوث عدد من الحرائق فيها، مشيرة إلى أن الرقابة على المنشآت الصناعية من الحرائق «غير كافية، وتحتاج إلى عمل كثير، من خلال تكاتف جميع الجهات المختصة لتطوير آلية الرقابة، بهدف حماية المصانع من الحريق». وتضم المدينة الصناعية الثانية، نحو 130 مصنعاً منتجاً، إضافة إلى 160 مصنعاً قيد الإنشاء، فيما تجري توسعة المدينة، لتستوعب أكثر من 800 مصنع ومنشأة، يعمل فيها أكثر من مئة ألف موظف وعامل.