غطت سحابة من الدخان الكثيف، سماء مدينة الدمام ظهر أمس، ووصلت إلى جارتها في الجنوب الشرقي الخبر، وحتى القطيف شمالاً، إثر نشوب حريق «ضخم» في أحد المستودعات الخاصة بشركات الشحن في ميناء الملك عبد العزيز إذ اشتعلت النيران في عدد من الحاويات، التي تحوي قطع غيار سيارات، ومكائن، وأخشاباً، وغيرها من المواد. ولم تعرف بعد أسباب الحريق، أو حجم الخسائر المادية الناجمة عنه. وأدت حرارة الصيف وهبوب الرياح، إلى ارتفاع ألسنة اللهب، التي انتشرت في معظم الحاويات الموجودة في الساحة الخارجية، الموجودة بالقرب من ساحة تخزين سيارات تابعة لإحدى أكبر شركات السيارات. وشوهدت أعمدة الدخان من مسافة تصل الى 20 كيلومتراً غرب الدمام. وأدت النيران الكثيفة الى احتراق عدد كبير من الحاويات، وسقوط وانفجار بعضها، من شدة حرارة النيران المشتعلة، إضافة الى انهيار في أحد أجزاء السور الخارجي المحيط في المستودع، واحتراق أحد أعمدة الخطوط الهوائية الكهربائية. وقامت إحدى شركات السيارات، بنقل مركباتها المخزنة في إحدى الساحات المجاورة لموقع الحريق، إلى موقع آخر، تحسباً لوصول النيران إليها. وشارك في إخماد الحريق عشرات الإطفائيين، وفرق إطفاء، وآليات من مختلف مراكز الدفاع المدني في حاضرة الدمام، إضافة إلى فرق تابعة إلى الهلال الأحمر السعودي، ومستشفيات خاصة، وفرق طوارئ تابعة إلى «الشركة السعودية للكهرباء»، التي قامت بفصل التيار الكهربائي عن المنطقة. وظهر التعب الشديد والعطش والإعياء، على بعض الإطفائيين، جراء ارتفاع درجات حرارة الجو التي لامست 47 درجة مئوية، فضلاً عن والنيران الكثيفة. فيما شوهد عدد من الصهاريج تقوم بتعبئة المياه غير مرة. وأوضح الناطق الإعلامي لمديرية الدفاع المدني في المنطقة الشرقية المقدم منصور الدوسري، أن «الحريق وقع ظهر اليوم (أمس) في الساحة الخارجية لإحدى الشركات في ميناء الملك عبدالعزيز، التي تحوي عدداً كبيراً جداً من الحاويات المحملة بمواد كيماوية سائلة وصلبة»، مضيفاً أن «فرق الدفاع المدني تساندها الجهات المشاركة، قامت بمحاصرة النيران ونقل الحاويات، التي لم تصل إليها النيران، إلى مواقع آمنة»، مبيناً أنه «لا تزال الفرق تتعامل مع الحادثة، ومن المتوقع أن تتم السيطرة على الحريق في الساعات المقبلة». وأدلى الدوسري بتصريحه هذا عند السابعة من مساء أمس. وشاركت في الحادثة 29 فرقة إطفاء وإخماد تابعة إلى الدفاع المدني، إضافة الى فرق إطفاء من الجيش، وقاعدة الملك عبد العزيز الجوية، والحرس الوطني، ومعهد الدراسات الفنية، وأمانة الشرقية، ومديرية المياه، إضافة الى فرق تابعة إلى ميناء الملك عبد العزيز. يُشار إلى أن هذا الحريق يعد الثالث في ضخامته على مستوى المنطقة الشرقية، في غضون أقل من شهرين، إذ وقع الحريق الأول في مستودع بتروكيماويات في المدينة الصناعية الأولى، والآخر في مصنع ورق في المدينة الصناعية الثانية.