كشفت وزارة الصحة عن تسجيل 3646 إصابة بمرض الدرن خلال العام الماضي، مشيرة إلى أن الدرن الرئوي الأكثر شيوعاً، إذ بلغت نسبة الإصابة به 70,6 في المئة. وذكرت أن معدل الإصابة بالمرض بلغ 15.4 حالة لكل 100 ألف نسمة، وأن 53 في المئة منهم من السعوديين، مؤكداً أن مدينة جدة حلت في المرتبة الأولى بمعدل إصابة بلغ 32.5 في المئة، تليها مدينة الرياض ب21.8 في المئة. وأكدت مستشارة برنامج الدرن في الوكالة المساعدة للطب الوقائي مديرة إدارة الأمراض الصدرية في وزارة الصحة الدكتورة نائلة أبو الجدائل في تصريح بمناسبة اليوم العالمي للدرن الذي يصادف اليوم ويحمل شعار"أنا سأوقف الدرن"، أن الوزارة تمكنت من زيادة معدل اكتشاف الإصابات الجديدة بين عامي 2000-2008، إذ جهزت 69 مختبراً للدرن في مراكز الرعاية الصحية الأولية في كل المناطق، وعقدت دورات تدريبية للعاملين في البرنامج والقطاع الصحي على آلية العمل وطرق التشخيص والاكتشاف المبكر والمعالجة، إضافة إلى تنفيذ الحملة الوطنية للاكتشاف المبكر لمرض الدرن، وحصر المخالطين والاستقصاء الوبائي في كل المناطق، وإجراء مسح للسجون في نجران وجازان والطائف وجدة. من جهته، أوضح استشاري الأمراض الصدرية البروفيسور محمد الحجاج أن الدرن يعتبر من الأمراض المعدية المشتركة التي تصيب الإنسان وبعض الحيوانات، خصوصاً الأبقار، ولا تقتصر الإصابة به في الإنسان على الرئتين، بل قد تصيب أعضاء الجسم الأخرى كالمفاصل والغدد الليمفاوية والأمعاء والجلد والجهاز التناسلي للذكر والأنثى، كما أن الإصابة به لا تقتصر على عمر محدد، بل تصيب جميع الأعمار ولكن تشتد خطورته على الأطفال من دون الخامسة والبالغين من 15 إلى 25 سنة. وأضاف أن الدرن داء خطير لكن يمكن علاجه، مشدداً على أن معالجته غير الكاملة ومن دون إشراف جيد، أسوأ من عدم المعالجة، لأن توقف المصاب عن تناول الأدوية الموصوفة سيؤدي إلى تعذر القضاء على الجراثيم الموجودة في رئتيه، فيمرض من جديد، وهنا تفقد الأدوية فاعليتها وقد ينشأ عن ذلك ما يعرف باسم الدرن المقاوم للأدوية الذي يبدأ بالانتشار في محيط الأسرة والأصدقاء وزملاء العمل وهو الأقوى من جهة التأثير والأقل من جهة القابلية للشفاء. وأوضح استشاري الأمراض المعدية منسق البرنامج الوطني لمكافحة الدرن في المستشفى العسكري الدكتور علي البراك أنه بعد التقاط العدوى واستنشاق الرذاذ المحمل بالعدوى، تستقر البكتريا في رئة الشخص السليم، ثم تبدأ بالتكاثر، وتنتقل عبر الدم إلى جميع أنحاء الجسم، وتظهر أعراض المرض بعد 4 إلى 12 أسبوعاً.