سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أكدت أن المرأة السعودية أقدر من الرجل على التعامل مع كثير من المشكلات الاجتماعية . حصة آل الشيخ : المرأة ذات الرأي والاستقلالية "موصدة" أمامها أبواب المناصب والفرص
هي ابنة هذا المجتمع ومن عائلة لها عراقتها في المكوّن الاجتماعي لبلادنا، وعلى رغم ذلك فهي تتمتع بحرية وثبات ينبع من قناعات وليس من التزامات، ولأنها نشأت يتيمة فذلك منحها صلابة أكثر، حصة آل الشيخ تربوية حتى النخاع، رسمت لنفسها خريطة طريق منحتها كل الأبعاد التربوية. بدأت من مهنة معلمة حتى وصلت إلى منصب عمادة جامعة أهلية، هي تؤمن بأن المرأة قادرة على صنع المستحيل وتغيير القوالب لكنها تحتاج إلى فرصة، وترى أن المجتمع هو حبل المشنقة لكل طموحات وآمال نسائنا. ومع خبراتها التربوية لها نشاط اجتماعي واضح من خلال عضوية جمعيات خيرية ورئاسة بعضها وإنشاء بعضها الآخر، وتملك نظرة موضوعية تجاه نشاط تلك الجمعيات، وتحرص على وجود آليات تكفل استمرارها وتطوّر أنشطتها. هي تؤمن بأن حل مشكلات المرأة عندنا لا بد أن يأتي من الداخل، وترفض أي حل يأتي بالقوة من الخارج، لنقرأ الدكتورة حصة آل الشيخ في ثنايا الحوار الآتي: خطوات الطفولة الأولى كيف كانت؟ ولمن تدين حصة آل الشيخ؟ - خطوات الطفولة كانت قاسية، فوفاة والدتي - رحمها الله - وأنا لم أتجاوز الرابعة من عمري أثرت فيَّ كثيراً وأنضجتني باكراً، وجعلتني اعتمد على نفسي، وخلقت عندي العزيمة والإصرار. أدين لوالدي - رحمه الله - الذي غمرني بعطفه وحنانه ودعمه وثقته الكبيرة بي، ولزوجي سلمان الدغيثر الذي أكمل مسيرة دعمي وشجعني ووقف معي وساندني على تحقيق أهدافي، وتحمّل الصعاب معي ومن أجلي، ولإخواتي هيا المعلمة الأولى والأم الحنون كبيرتنا التي تحملت مسؤوليتنا وهي صغيرة، ومضاوي الأخت الوسطى المساندة بقلبها الدافئ وبروحها المعطاءة وإحساسها بحاجتي إليها، وهند رفيقة عمري ودربي التي مشينا معاً دروباً وتعدينا الصعاب بتكاتفنا وبحرصنا على بعض. كما أدين لأبنائي الأربعة دلال كبيرتهم، فقد تعلمت معها الأمومة التي كنت أجهلها، ثم ابني خالد الولد الحنون، كذلك ابنتي بسمة وآخر العنقود محمد اللذان منحاني فرصة تعويض ما فقدته من حنان الأم فيهما... ولأني تعلمت منهم فأعطيتهم. الندم وآل الشيخ هل ندمت يوماً على أمر ما شكّل فارقاً في حياتك؟ - إطلاقاً، فأنا أعيش بقيمي وأتعامل مع ضميري، وأراجع نفسي كثيراً وأنتقدها، وكل أمر قمت به لم يكن خارج قناعاتي. كونك من آل الشيخ ما الصعوبات التي واجهتك في حياتك؟ لم التفت إلى هذه المسألة كثيراً، الصعوبات التي واجهتها لها علاقة بخياراتي أنا، وهي أن أكون وهذا ما أفعله. في مراحل دراساتك العليا احتجت إلى أكثر من 12 سنة للانتقال من مرحلة لأخرى، هل ظروف المرأة السعودية تحد من انطلاقتها العلمية؟ - ليست ظروف المرأة السعودية فحسب، إنما الرجل معها فثمة مجتمع يتشكل، يتعثر وينهض وبالتأكيد هذا يؤثر فينا في ما نريد تحقيقه، بعضنا يستغرق وقتاً أطول والبعض الآخر تلتهمه التزامات أخرى. فظروف المرأة السعودية ليس من المفروض أن تحد من انطلاقتها، ولكن كوننا مجتمعاً في طور النمو فقد بدأت فرص المرأة لدينا ضعيفة في التعليم والعمل. اللغة العربية... ماذا منحت منطقك ولسانك؟ - أحببت اللغة العربية ومنحتني حب قراءة الشعر والقصة والرواية، ولكن أخذني جانب التربية والإدارة بحكم عملي وأوصلني شغف المعرفة إلى دخول عوالم أخرى واكتشاف فضاءات متعددة متعلقة بالقضايا الثقافية والاجتماعية والفكرية. في الماجستير كنت مع المناهج وفي الدكتوراه اتجهت للإدارة التربوية... ما الذي تغير في بوصلتك؟ - هذه بهذه، يقعان تحت مظلة واحدة هي التربية وإن كانت الأولى عن المناهج والأخرى عن الإدارة. أي أن البوصلة لم تتغير في الهدف والاتجاه. التدريس... هل كان خياراً أم أمراً مقضياً؟ - بالطبع في مرحلة الاختيار كان أمراً مقضياً، فأنا من خريجات كلية التربية اللواتي كن يتعين وهن على مقاعد الدراسة. التدرج في العمل الإداري من معلمة لمديرة لمشرفة تربوية... هل كان خريطة طريق؟ - التدرج في العمل كان خريطة تحقيق الذات، تطلع ومحاولة للوصول. وقد كان نتيجة عمل وإخلاص وإيمان بأهمية التغيير. أتجاوز الأخطاء بمحاولة تصحيحها، فمعركتي تصحيح الأوضاع المعوجة وتطوير الواقع وإنجاز التغييرات مع المسؤولات والمسؤولين ممن يتجاوبون لتصحيح أي وضع خاطئ. الإشراف التربوي الإشراف التربوي... هل يحقق رفع كفاءة أداء المعلمات، أم أنه تحصيل حاصل؟ - الإشراف التربوي بالتأكيد يحقق كفاءة المعلمات والأمر فقط يتوقف على ذمة الموجهة. فلا يزال الإشراف في مرحلة الانتقال من مصطلحات التفتيش إلى التوجيه ثم الإشراف ولا يزال عالقًا في مشكلاته الأولية، معايير الترشيح والاختيار وتطوير آليات الإشراف نفسه وضعف التواصل بين النظري والعملي ولا تزال تطلعاته وخططه المستقبلية تدور في فلك نصاب المشرفة فحسب ومزيد من الدورات التدريبية ولا غير. معلمة غير متمكنة من أدواتها، ومحلك سر لسنوات طويلة... مسؤولية من؟ - لو كنت أحب المشاجب لقلت النظام، إنما هذا يصدق حتى في أرض الأحلام، وتبقى أن المسؤولية الشخصية لاعب أساسي في الموضوع. البحوث التربوية... هل تدرس نتائجها ويعمل بتوصياتها، أم أنها فقط للفهرسة والحفظ؟ - يبدو أن هواية الحفظ للبحوث ما زالت سارية المفعول، بدليل أن توصيات رائعة كثيرة لم تر النور بعد. تتهم مناهجنا بأنها تقدم المرأة بصورة غير فاعلة؟ - غير فاعلة؟ الأدق أنها تقدمها بصورة مشوشة فما زالت صورة المرأة وهي تطبخ، فيما هو يقرأ والحاجة ماسة إلى طرح تصور عصري بديل، بعيداً عن الصورة النمطية عن طريق حسن اختيار النصوص وصياغة البعض منها من أجل تعزيز الأولى وإزاحة الثانية تدريجياً مع التأكيد على أن الدين الإسلامي يعزز مكانة المرأة ويدعوها إلى اقتحام الآفاق الممكنة، السياسية منها والاجتماعية والاقتصادية والثقافية وتوعية الآباء والأمهات بأساليب التنشئة السليمة والمعاملة المتساوية بين الجنسين باعتبار الأسرة الخلية الأولى التي تعمل على نقل القيم والتقاليد الايجابية منها والسلبية بضرورة العمل على تغيير الذهنية كمدخل طبيعي لتغيير الاتجاهات في تغيير صورة المرأة في المجتمع. القيادات النسائية القيادات النسائية في وزارة التربية... هل مُنحت الفرصة الكاملة؟ - من حيث إدارة العمل نعم، أما التخطيط ووضع الاستراتيجيات، فمع الأسف ظل الرجل يقوم بالمهمة، ولعل تنصيب نائبة للوزير إشارة إلى شق الطريق نحوها. وكيف يمكن أن نقول انها منحت الفرصة الكاملة والتصور السائد فيها لا يزال يحظى بالرعاية والوصاية من القائمين على التربية والتعليم. القرار التربوي في الوزارة... ما مدى اسهام المرأة في صياغته؟ - طبعاً، متواضع جداً، للسبب السابق. فالقرار التربوي في الوزارة لا تسهم المرأة فيه لأن مخرجات العمل الذي تمارسه مميز إدارياً وتقنياً بالمقارنة مع أعمال الرجل ولأنها لا تتنافس مع الرجل على المراكز العليا، ولا توجد لديها صلاحيات تجعل أولوياتها مختلفة عن الرجل. المؤتمرات التربوية في الخارج أو زيارات الوزير... لماذا مشاركة المرأة فيها محدودة؟ - قد لا يصبح الأمر كذلك بعد تعيين الأستاذة نورة الفايز في منصب نائب وزير التربية والتعليم، ففي السابق لم تكن هناك مشاركة للمرأة في المؤتمرات والندوات إلا ما ندر، إذ ان هناك بعضاً من ذوي المبادرات الذين يحاولون إشراك المرأة، وإعطاءها الفرصة، وهؤلاء من القلة التي لا تكاد تذكر ولا يؤبه لها. استقلالية تعليم البنات... هل تمت كما يجب، أم مجرد شعارات؟ - في المقررات هناك خصوصية بالتأكيد على أن الاستقلالية في التخطيط ووضع البرامج والمناهج ما زال صناعة رجالية. هذا الوضع لم يتحقق ولم تتح لها المشاركة ولم تحظ باستقلالية، وأمورها كلها تدار من الرجال، وكل ما في الأمر انه تغيير مسمى الرجال من رجال الرئاسة إلى رجال الوزارة، بل أصبح الوضع أسوأ في كثير من الإدارات فمن الصعب التخلي عن صلاحيات وإعطاؤها للمرأة. هموم المرأة تؤرق المجتمع ومن يتباحث فيها الرجال فقط... إلى متى هذه الوصاية؟ - إن شئنا الإنصاف، فهي تؤرق المرأة أكثر من الرجل، ومع ذلك فالأرق هنا لا علاقة له بالجنس، ذكراً أم أنثى، وإنما بالوعي، فخصم المرأة ليس أباها أو أخاها، ليس الرجل لمجرد كونه رجلاً، وإنّما خصم المرأة هو ثقافة المجتمع بقيمه وتقاليده وأغلاله، فكلّ أب وكلّ أخ يريد لابنته أو لأخته الحرية والرفاهية، إنما الذي يحول دون تحقيق ذلك هو الكمّ الكبير من القيود والأعراف المسيطرة، وهذه الرقابة التي يفرضها المجتمع، ويمنع بالتالي على الأب أو الأخ توفير أو تحقيق الحدّ الأدنى من القناعة التي يؤمن بها. بين القطاع العام والخاص... هل المسافة شاسعة في المسارات والمدارات؟ - القطاع الخاص، أنت والعاصفة، أما القطاع الحكومي فيديرها غيرك! والمسافة شاسعة، فالقطاع الخاص مسارات محددة ومدارات واسعة، والقطاع الحكومي مسارات متشعبة ومدارات ضيقة. المرأة وصنع القرار أين المرأة من صنع القرار في المملكة؟ وهل تملك المرأة صنع قرار لنفسها أولاً؟ - صنع القرار ليس آلية لاتخاذ قرار ما لتحقيق أهداف معينة، أو الوصول لنتائج مبررة من صانع القرار، بل هو كذلك عملية اجتماعية وجودها مرتبط عضوياً بعوامل مؤثرة داخل وحدات المجتمع، بدءاً بالأسرة وعبر كل مؤسسات المجتمع ، ووصولاً إلى مؤسسات الدولة، وصنع القرار للمرأة في المملكة متأثر بالمجتمع السعودي في نشأته وتكوينه، بل ويعكس ترابطاً قوياً بين عوامل تاريخية واجتماعية مختلفة، أسهمت في تحديد مكانة الفرد عموماً والمرأة خصوصاً. هناك سيدات منحن الألقاب لمواقعهن في العلاقات الاجتماعية في القطاع الخاص، وهناك سيدات أدهشن بقدرتهن على الارتقاء بأسرهن في القطاع الحكومي يقمن بأدوارهن إلى تخوم الخط الأحمر، إذ تبدأ مهمة السيد الرجل! وما زالت المرأة ذات الرأي والفكر والاستقلالية موصدة في أبوابها المناصب والفرص، ولكن الكل يشهد على أن المرأة السعودية قادرة على المساهمة الفعالة في مجتمعها، ومع وجود العوائق التي تزرع في طريقها إلا أنها لم تتمكن من إلغاء وجودها في المعادلة الوطنية. كنتِ عضواً مؤسساً لجمعيات عدة... هل تعيد هذه الجمعيات قراءة أهدافها مرة أخرى بعد التأسيس؟ ولماذا تخبو الحماسة بعد ذلك؟ - أنا بدأت كعضو مؤسس لجمعيات عدة لإيماني بحمل المشعل وفتح الطريق، وما زلنا في بداية الطريق، ولكن بصراحة بعض الجمعيات تنسى أن لديها أهدافاً محددة، تتدبر أمرها بالاجتهادات لذلك تشتعل الحماسة مرة وتخبو مراراً، لكن الجمعيات المتخصصة مثل الجمعية السعودية لمتلازمة داون والتي أترأس مجلس إدارتها فنحن نحاول أن نضع أهدافنا لسد حاجات المخدومين تبعاً لإمكاناتنا المادية والبشرية. التحرش الجنسي التحرّش الجنسي في بيئة العمل للمرأة... هل هذه القضايا تمر من دون رادع؟ ولماذا تدفع المرأة الفاتورة دائماً؟ - في الكثير من الدول تجدين القانون بالمرصاد، أما في عالمنا فذلك كوضع للعربة أمام الحصان، أي أن سؤالاً في غير مكانه لأن بيئة العمل، إما نسائية أو رجالية حتى في المؤسسة الواحدة وان وجدت حالات من التحرش الجنسي فهي في بيئة عمل مغلقة عمل/ دراسة، كما أنها تتميز بوقوعها من شخص له نوع من السلطة على مرؤوسه، على أي حال فهي نادرة الحدوث في الأماكن العامة وفي أماكن تتساوى فيها قدرات المرأة والرجل في جو يكفل نوعاً من المساواة وتكافؤ الفرص. إلا أن وقوعها لا يؤدي إلى أزمات ومعاناة نفسية وفقدان للثقة وشعور بالدونية على من وقع عليه الفعل فحسب، بل يمتد إلى الرزق ومصادره. لذا فإن التحرش الجنسي يشكل نوعاً من أنواع القهر على من يقع عليه، إذ غالباً ما يقع من القوي على الضعيف، وغالباً ما يشكل أسوأ أنواع الاستغلال وأبشعه في مصدر رزق الإنسان وقوته، وإزاء ظروف المجتمع والتقاليد غالباً ما يكون سلاح الصمت، والتضحية بالراتب والعمل، هي الوسيلة الوحيدة للنجاة من مخالب وبراثن التحرش الجنسي. برنامج الأمان الأسري، هل يسير وفق أحلام مؤسسيه والداعين له؟ - أظنه يتوخى ذلك. فقد انطلقت فكرة البرنامج من سيدات وأكاديميات من عام 2000، وبدأت بمجموعة ظل تقوم بدعم وتشجيع المبادرات ثم انتقل إلى مرحلة التطبيق وما زال يحاول، ولكن اكتشاف العنف الأسري ومعالجته من أصعب المهام خصوصاً في مجتمعنا نظراً لحرص الأفراد والمجتمع عموماً على عدم التدخل في شؤون الآخرين وإن كان الفضول موجوداً، ولتقديس الناس لما يسمى بالخصوصية ولو كان على حساب حياة الآخرين. وهناك القناعة بأن البيوت أسرار وبأن ما يجري فيها ليس من شأن الجيران أو حتى الأهل، هذا فضلاً على أن كثيراً من النساء يرفضن التبليغ عن أزواجهن أو آبائهن. ونظراً لأنه ليس هناك نظام واضح يحمي المرأة آنياً ومستقبلياً أو نظام يوضح دور الجيران في حال سماع استغاثة امرأة يعتدي عليها زوجها أو أبوها أو أخوها مما يمنحهم الفرصة ليقوموا بما يشاءون من دون خشية من أية سلطة. في حين أنه في الدول الأخرى بها قوانين للحماية من العنف الأسري تجد الجيران وكل من يشهد اعتداء مكلف بأن يبلغ الشرطة فوراً. فإن لم يكن الجيران قادرين على التدخل السلمي أو تبليغ الأهل فإن أضعف الإيمان إبلاغ الشرطة. وحول الآليات التي تكفل للمرأة عدم التعرض لمثل هذه الممارسات فانه يمكن حمايتها بسن القوانين وتطبيقها بجدية، قوانين تحفظ حق المرأة في الأمان وتضمن معاقبة المعتدي عقاباً يتناسب مع قوة الجرم وتوفير الملاذ الآمن للمرأة وأبنائها. المؤتمر الدولي الإقليمي لحماية الطفل... لماذا تغيب عنه أكبر فئة تتعامل مع الأطفال في مدارس وزارة التربية والتعليم؟ لماذا لا توجه الدعوة لمن هن في خط المواجهة؟ - هل يمكن أن أشاركك السؤال نفسه؟ الواقع أنها ما زالت دون المستوى المطلوب ونتمنى مشاركتها في وضع آليات للتبليغ عن حالات العنف لديها. العنف على المرأة العنف على المرأة يزداد أكثر... هل يغذي هذا العنف عدم وجود مدونة أحوال شخصية وأسرية للمرأة؟ - المدونة ضد العنف موجودة في التشريع، ما يجعل العنف غاشماً ومستوراً في ظل جهل بعض النساء بحقوقهن وعدم معرفتهن بوسائل التبليغ علاوة على أن مفهوم العيب يجعل الكثيرات يحجمن عن رفع الشكوى للجهات المختصة. فيوجد غيض من فيض من حالات العنف الذي يعصف بالمرأة ويلغي إنسانيتها ويهدد كبرياءها ويعبث بكرامتها. أعتقد أن وعي المرأة المعنفة خطوة مهمة على طريق إصلاح حالها وتسوية وضعيتها والتفكير جدياً في قضيتها بحثاً عن حياة كريمة. يناط بالمرأة في المجتمع المسؤولية الأكبر والأصعب وهي التربية وبالوقت نفسه لا تلقى هذه المسؤولية الحماية المجتمعية... أليس هذا تناقضاً واضحاً؟ - لست مستاءة من هذا، أراه ميزة وتبجيلاً، الحكمة الربانية خصتها بالحمل والولادة والرضاعة والحنان على الصغار فهل تقوى على الانفكاك منهم كباراً؟ لكن هذا لا يعني استعبادها واستغلال وضعها البيولوجي والنفسي هذا وإرهاقها بأعباء أنانية بعض الرجال. وهذا إن وجد التناقض مصدره اقتصار قضايا المرأة على قضايا شكل الحجاب وتعريف الاختلاط والسماح لها بقيادة السيارة أم لا، مع أن هناك قضايا كبرى يمكن أن نصرف جهودنا إليها من أجل تخفيف نتائجها السلبية على المجتمع بكامله ولا أعتبره تناقضاً، إنه إجحاف حين يسمح له بالاستمرار. المجلس الأعلى للمرأة صدرت الموافقة على إنشاء المجلس الأعلى لشؤون المرأة منذ عدد من السنين… هل يحتاج تطبيق الأمر لسنوات إضافية؟ - لا أظن الأمر يحتاج إلى سنوات إضافية وأعتقد أن الأسماء المرشحة ستخرج قريباً، ووجود نماذج مشرفة من المفترض أن يحمسهن أكثر، مع أن المرأة السعودية ربما تكون أقدر من الرجل السعودي على التعامل مع كثير من المشكلات الاجتماعية، وهي أقدر على اقتراح الحلول لها، لكونها امرأة أولاً، ولكونها أكثر قرباً ووعياً في كثير من الحالات من الرجل في المجتمع وهناك أمثلة كثيرة تدعم مشاركة المرأة في الحياة السياسية وتولّي مناصب القرار. ثقافة المرأة بحقوقها الشرعية سلبية جداً... ألا يقع ذلك على عاتق التطوير التربوي للمناهج الدراسية؟ - في الحقيقة نعم، غير أن للأجهزة الثقافة والإعلام دوراً مسانداً في التعريف بتلك الحقوق، وكذلك المؤسسات الحقوقية. فالحديث عن الحقوق الشرعية في الإسلام في المناهج الدراسية يأتي ضمناً في الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، وفي الشروحات والتعليقات عليها في الكتاب المدرسي، فتفسير الآيات، والأحاديث وغيرها كثير في الكتاب والسنة كنصوص إسلامية تشرع وتقر وتحفظ حقوق المرأة، ويقوم المعلم أو المعلمة عند تدريس هذه النصوص بالتأكيد كلاماً وشرحاً على الفحوى الحقوقية لها، الحوار الوطني حول المرأة... هل منحها شيئاً أم مجرد فلاشات فقط؟ - دعيني أذكرك بحديث رئيس الاستخبارات العامة الأمير مقرن بن عبدالعزيز الذي ورد في "الوطن"13-1-2009، إذ قال:"مع شديد الأسف، فالحلقة المفقودة، التي تمنع وصول هذه النقاشات، بحاجة إلى مساءلة، وربما عقاب على حجبها المعلومات والنقاشات التي تدور في هذا الحوار عن القيادة". ولكن عندما تصبح توصيات الحوار الوطني ملزمة للجهات ذات الصلة بالمرأة فإنها ستمنح المرأة الكثير. الدور الأمومي للمرأة السعودية... هل يجد العناية المناسبة؟ - الحلول متوافرة، لكن ما يعوزنا هو الآليات، أي وجود المؤسسات المدنية ذات العلاقة بتطوير القدرات النسائية وصيانة حقوقهن. لماذا التوجس من أي قرارات تخص الشأن النسائي عندنا؟ - التوجس من البعض، لكن القافلة تسير. ولنا في القرارات الأخيرة خير مثال أن التوجس ليس حالاً عامة، بل هو عند البعض موافقة ولي الأمر، حتى متى وهي تخنق أنفاس نساءنا؟ هذا يدخل في نطاق قانون الأحوال الشخصية. المعنيون عنه يملكون الإجابة. ولكن تبقى المشكلة في استغلالها من بعض النفوس الضعيفة. صراع الأدوار صراع الأدوار مشكلة تعاني منها السعوديات... هل من حلول تخفف عن النساء؟ - الإشكالية تقع في التحولات الاجتماعية السريعة وغير المسبوقة التي تعرض لها المجتمع السعودي. أهمها ازدياد نسبة التعليم النسائي وخروج النساء ولو بأعداد قليلة إلى العمل خارج المنزل. وهذا التطور ولو أنه في بدايته إلا أنه أفرز عدم طمأنينة على الأدوار التقليدية التي حددها بعض أفراد المجتمع للمرأة كأم أو زوجة. وبذلك انهارت القيم المرتبطة بالذكورة والأنوثة والأدوار المتوقعة من أصحابها وبانهيار الأدوار السابقة وظهور أنماط جديدة من التصرفات السلوكية التي جعلت من بعض النساء يتحملن مسؤولية إعانة الأسرة والصرف المادي عليها، إما بسبب تخلف الرجل عن مسؤوليته أو بطالته أو حتى هروبه من مسؤوليات إعالة الأسرة بسبب زواج ثان أو ثالث. نجد أن الأسرة وعصية الأسرة الكبيرة قد تفككت وفقدت المرأة قدرتها في الاعتماد على عائلتها الكبيرة من أجل السند أو العون في مجتمعات تسكن المدينة وأحياءها المتناثرة والمتباعدة. جمعيات الحقوق بدأت في الظهور، ونسبة سلب الحقوق في تزايد... أين تقع الإشكالية؟ - لا أوافقك على أن نسبة سلب الحقوق تتزايد وإلا لأصبح تعليمنا وتقدمنا عبثاً، على أن إشكالية سلب الحقوق تخف حدتها عموماً بتفعيل جمعيات الحقوق وليس بديكورية وجودها. أطفالنا من ذوي الاحتياجات الخاصة، يحصلون على الرعاية اللازمة بعد طول انتظار، وبعد سنوات الطفولة يقبعون في بيوتهم... لماذا تتوقف رعايتهم عند سن معينة؟ - هذا موجع حقاً، وما زالت كرة اللوم أو الملامة تتقاذفها وزارة التربية والتعليم ووزارة الصحة ووزارة الشؤون الاجتماعية والقطاع الخاص، وما من مخرج بعد. وما زالت الجمعيات والمؤسسات تعاني من ذلك، مشكلتنا في نساء يتحكم فيهن رجال ... ! تتحدث الدكتورة حصة آل الشيخ عن مسؤولية النساء تجاه التقصير في طلب حقوقهن وتقول:"نقطة التغيير تبدأ من المرأة نفسها ومطالبتها بحقها المشروع أصلاً فالنموذج الرافض لكل صور المشاركة هو خوفها من نفسها كامرأة". وتزيد الدكتورة:"وإنْ وُجِد بيننا نساء قويات صامدات وقادرات على إيصال مفهوم اللا حياة والبقاء بالعزلة، فهن يحاربن من اجل أن نبقى في العزلة وأن نعمل في الخفاء، وان نحيا ونموت خلف الجدران الأربعة في كل مناداة حكومية أو اجتماعية بالتغيير لمصلحة المرأة، نجد منهن من تقف وتقول: أنا المرأة السعودية شكراً لكم لا أريد شيئاً، هذه المتحدثة وغيرها يتحكم فيها رجال باحثون عن مناصب، هؤلاء النسوة أدوات ومحركات شديدة القوة". وتضيف الدكتورة:"هناك من النساء من ترغب في التغيير والتطور، لكن في داخلها صراع عنيف. وخوف من المجتمع. خوف من الانتقاد. خوف من الزوج وأهل الزوج. أجزم بأنها ترغب في التغيير وتعجب بالنساء المقدامات وتخفي هذا الإعجاب. وهن بذلك يعشن في مجتمع متناقض وترى عميدة كلية البنات بجامعة اليمامة حول حقوق المرأة"أن القرارات السياسية مهمة جداً وهي التي يمكن أن تحرك المجتمع نظراً إلى كونها تصبح مرجعية ذات سلطة يمكن الاعتماد عليها في تفعيل القرارات. وإن كان لا بد من الإشارة إلى أن كثيراً من القرارات القوية من القيادة يتم وأدها أو إضعافها عندما تصل إلى الموظفين الذين يغرقون في السائد وفي البيروقراطية. وهنا أقول إن القرارات بحاجة إلى متابعة النساء لقضاياهن سواء في الجهات التي عليها أن تطبق القرار أو في الصحافة أو بغير ذلك مما يضمن للنساء عدم تحول القرار إلى حبر على ورق وما مبادرة الطلاق إلا أحد الأمثلة". سيرة ذاتية... الدكتورة حصة بنت محمد بن عبدالرحمن آل الشيخ. الدرجات العلمية: - بكالوريوس لغة عربية كلية التربية للبنات بالرياض1980 - ماجستير آداب في المناهج كلية التربية -"أهمية الأهداف السلوكية لمعلمات اللغة العربية في المرحلة المتوسطة في مدينة الرياض"- جامعة الملك سعود في الرياض 1992. - دكتوراه آداب في الإدارة التربوية -"خطة استراتيجية للتعليم التقني للبنات في ضوء احتياجات سوق العمل في المملكة العربية السعودية"- جامعة الملك سعود في الرياض 2004. الخبرات العملية: - عميدة كلية البنات في جامعة اليمامة. - مديرة إدارة الدراسات في الإدارة العامة للبحوث بوكالة التطوير التربوي في وزارة التربية والتعليم. - مساعدة المديرة العامة للبحوث التربوية في وزارة التربية والتعليم. - مديرة إدارة التوثيق التربوي بالنيابة في الإدارة العامة للبحوث التربوية. - مشرفة تربوية في إدارة تعليم الرياض. - مديرة مدرسة المتوسطة الخامسة والأربعين في الرياض. - مساعدة مديرة الثانوية الخامسة في الرياض. - مساعدة مديرة في المتوسطة الثالثة في جدة. - معلمة لغة عربية في المتوسطة الثالثة والعشرون في الرياض. النشاطات: الجمعيات العلمية: - عضو في الجمعية التربوية للعلوم النفسية في الرياض. - عضو في الجمعية السعودية للإدارة في الرياض. الجمعيات الخيرية: - رئيس مجلس إدارة الجمعية الخيرية لمتلازمة داون"دسكا". - عضو مؤسس لبرنامج الأمان الأسري الوطني في السعودية. - عضو مؤسس لجماعة أمهات الرياض الخيرية. - عضو عامل في جمعية سند الخيرية لدعم أطفال مرض السرطان. - عضو مجلس إدارة لجنة الهلال الأحمر السعودي 2007. - عضو لجنة تحت التأسيس - التحرش الجنسي في بيئة العمل للمرأة.