حافظت الأندية السعودية الهلال والشباب والاتحاد والاتفاق على حظوظها في المنافسة على التأهل عن مجموعاتها في دوري المحترفين الآسيوي، عقب تجنبها للخسارة في هذه الجولة الثانية، على رغم تعادل الهلال للمرة الثانية وكانت هذه المرة مع باختكور الاوزبكي، إضافة لتعادل الشباب مع بيروزي الإيراني، وحقق فريق الاتحاد فوزه الثاني بتغلبه على أم صلال، كذلك الاتفاق الذي عوض خسارته الأولى بفوزه على سبهان أصفهان الإيراني. الهلال والشوط الثاني احتاج فريق الهلال الى تخطي الشوط الأول كاملاً حتى يبدأ في مهاجمة مستضيفه فريق باختكور الأوزبكي، بالذات أن مدرب الفريق كتالين حاول الاستفادة من الكرات المرتدة عن أطراف الملعب حينما استغنى عن صانع الألعاب طارق التائب، وأحل مكانه في هذه المباراة الكوري الجنوبي سيول كي ليقوي مراكز أطراف الملعب التي كانت أحد الحلول التكتيكية أمام كتالين، وبالفعل أثمر هذا خلق العديد من الفرص الخطرة مع نهاية الشوط الأول، وامتدت الى الشوط الثاني، وتحصل الفريق على فرص أخرى كانت احداها كرة هدف التقدم عن طريق ركلة الجزاء، وتحولات المباراة هي الثواني التي أعقبت هذا الهدف، حينما فقد لاعبو الهلال التركيز المطلوب عقب هذه الصدمة التي تعرض لها لاعبو باختكور، ولكن سرعة هدف التعديل ألغت أي تفوق مقبل قد يكون للفريق "الأزرق" وإعادة المباراة من نقطة الصفر بأن يعود التحفظ مسيطراً على أجوائها، ويكتفي كل فريق بإرسال الكرات الطويلة لعل وعسى أن تجدي في هز شباك المنافس، حتى والهلال يزج بطارق التائب مع منتصف الشوط الثاني، إلا أن رتم المباراة والحذر لم يجعلا لهذا التبديل أي أهمية فنية تضاف الى الفريق الهلالي. الإرهاق والاختراق"عطلا" الشباب إصرار لاعبي الشباب على الاختراق من عمق الدفاعات لفريق بيروزي الإيراني عطلت أي خطورة على المرمى الإيراني، بل ان هذا الإصرار من العمق تحول للعب الفردي في أغلب فتراته، ما سمح للإيراني بالتغلب على هذه الكرات وخلق العديد من الكرات المرتدة التي كانت قريبة من التسجيل في مرمى وليد عبد الله، وعلى رغم إراحة مدرب الشباب لأربعة من أعمدة الفريق بدواعي الإرهاق من تعاقب المباريات، إلا أن غياب الجماعية في الأداء وتناسي التنويع في بناء الهجمات أفسد أي مخططات لهز شباك حارس مرمى بيروزي الإيراني، الذي اعتمد فيه مدرب الفريق فينغادا على تكثيف منطقة الوسط، وإعطاء علي كريمي وعلي رضا حرية مهاجمة دفاعات الشباب على رغم تميزهم كلاعبي وسط متقدمين، ولم تجد التبديلات التي أجراها هيكتور مع الشوط الثاني حينما زج بعبده عطيف وعبدالعزيز السعران وناجي مجرشي جراء تواضع الحالة البدنية للفريق، بسبب غياب التركيز المثالي لفك التكتل الدفاعي لفريق بيروزي، إضافة لمواصلة لاعبي الشباب البحث عن التوغل من عمق الدفاع. المهارة والخبرة "أنقذتا" الاتحاد لم يكن فريق الاتحاد بحاجة لهدف في مرماه قد يعيد حساباته فوق المستطيل "الأخضر" خصوصاً أن منافسه فريق أم صلال القطري ظل متكتلاً داخل مناطقه الدفاعية من أول دقيقة، لمعرفته المسبقة بقوة الفريق الاتحادي وتمرسه الكبير في مثل هذه البطولات، حتى وان خطف هدف التقدم من كرة مرتدة وحيدة له استطاع بها هز شباك مبروك زايد، فالسيطرة الميدانية لفريق الاتحاد كانت تحتاج سرعة أكثر وتنويع أكثر حتى "تلخبط" التنظيم والتكتل الدفاعي لفريق أم صلال، وفي الوقت الذي حاول بو شروان التنويع في غير الجهة المحببة له استطاع صناعة هدف التعديل، وكان هذا الهدف نقطه مهمة لفريق الاتحاد ليستطيع التسجيل في مرمى أم صلال لو باغت ونوع هجماته، وكان التبديل الذي أجراه المدرب كالديرون بالزج بمحمد نور على حساب عبدالمطلب الطريدي مع انطلاق الشوط الثاني ذا فاعلية هجومية كبيرة حينما تقوت الجهة اليمنى بنور وتحرر البرازيلي ريناتو باللعب خلف المهاجم عماد متعب وانتقل بوشروان للجهة اليسرى، لذلك كان من السهل أن يضيف الاتحاد هدفين سريعين، تسببا في تهدئه اللعب وكسب الثقة بشكل تدريجي، إلى أن كادت الزيادة في الثقة تعيد الاتحاد لنقطة الصفر لو تمكن الخطير ماغنو إلفيس مهاجم أم صلال من استغلال الكرات الانفرادية بمبروك زايد. الاتفاق والجرأة الهجومية حسم الاتفاق مباراته أمام فريق سبهان أصفهان في الوقت الحاسم من المباراة، نتيجة الجرأة الهجومية المتأخرة التي عمد إليها مدرب الفريق، خصوصاً والفريق الإيراني يلعب ناقص العدد منذ الدقيقة 17 من الشوط الأول بطرد أحد مدافعيه، وإن كان الفريق الاتفاقي أضاع ركلة الجزاء من قدم صالح بشير، إلا أنها لا تعني أن يفقد الفريق تركيزه ويسمح لمنافسه بهز شباكه مع آخر الشوط الأول، لذلك كانت التدخلات منطقية من المدرب بالاعتماد على القحطاني عبدالرحمن بديلاً للمغنم وكذلك دخول مهند إبراهيم وحمد الحمد، هذه التبديلات الهجومية كانت ذا فاعلية قوية في الضغط على المنافس، الذي تأثر كثيراً من النقص ووضحت المعاناة من العامل اللياقي، وهو ما سمح للاتفاق بالتعديل ومن ثم التسجيل في الوقت الحاسم من المباراة، ومن العوامل المساندة للفريق الاتفاقي الدعم الكبير من الجماهير، التي حفزت اللاعبين وبثت فيهم روحاً قوية لم نر فريق الاتفاق عليها من فترات طويلة.