اتفق مدربو الأندية الأربعة الشباب والهلال والنصر والاتحاد، التي لعبت مباريات نصف نهائي كأس الأمير فيصل بن فهد، على الدخول في الأوراق الرسمية وصعوبة مهمة العودة لأجواء المباراة، خصوصاً أن مباريات خروج المغلوب تصعب معها إعادة الحسابات خلال سير المباراة، وتتضاءل فرص العودة بحسب مجرى المباراة، لذلك كانت الواجبات تميل جهة المناطق الدفاعية، وتتركز حول إغلاق المساحات في منتصف الملعب، سواء بتكثيف هذه المنطقة بعدد أكبر من اللاعبين، أم من خلال الرقابة اللصيقة التي تفرض على أبرز اللاعبين في صناعة اللعب أو في التهديف، إضافة إلى عملية الضغط القوي على حامل الكرة في هذه المناطق المهمة والحاسمة في نظر مدربي الفرق الأربعة. هكتور ب"المجازفة"حقق الهدف المنهجية التكتيكية التي أعطاها مدرب الهلال كوزمين للاعبيه بسرعة التحول من الدفاع إلى الهجوم كانت تعتمد على مراقبة ظهيري الجنب في الفريق الشبابي وأهم مفاتيح بناء الهجمة حسن معاذ وزيد المولد، لذلك كان الضغط عليهما يأتي في الملعب الشبابي من السويدي وليهامسون والكوري سول، ونجحا فيه إلى درجة كبيرة، حتى أن الكرات الخطرة للفريق الهلالي كانت تُجهّز من خلف ظهيري الشباب، واستطاع العنبر تسجيل هدف الهلال الوحيد من إحدى هذه الكرات العرضية التي شكلت خطورة بالغة على مرمى محمد خوجة، وفي منطقة الوسط كانت التعليمات مشددة على خالد عزيز والروماني رادوي بعمل حاجز دفاعي أمام قلبي الدفاع قليلي الخبرة وغير المنسجمين سلطان البيشي وحسن خيرات، وهذا ما جعل كماتشو يهرب في مرات عدة لأطراف الملعب لعله يجد فرصة يمرر من خلالها كرات ساقطة للمهاجمين يوسف السالم واحمد عجب اللذين أيضاً لم يلعبا مع بعضهما من قبل ويفتقدان الانسجام المطلوب، تعليمات كوزمين قابلتها تعليمات مضادة من هكتور بأن يكون لاعبوه في منطقة الوسط قريبي المسافة، وأن يكون الضغط على لاعبي الهلال في منتصف الملعب سواء من محوري الارتكاز طلال البلوشي وعبدالملك الخيبري أم من لاعبي الطرف بدر الحقباني وكماتشو، خصوصاً أن قلبي الدفاع نايف القاضي وماجد العمري يلعبان مع بعضهما للمرة الأولى وفي هذا المركز الحساس، كل هذه التعليمات لم تسمح لأي فريق ببناء هجمة طولية تخترق هذا التكتل في العمق، وكانت الخطورة الفعلية تأتي من الكرات العرضية كما حدث من فريق الهلال وسجّل من خلالها هدفاً أول، ووصل من خلالها بأكثر من كرة. التبديل الثلاثي"حوّل"المباراة التبديلات المتلاحقة التي أجراها مدرب الشباب هكتور بالاستعانة بالمهاجمين الشابين ناجي مجرشي وعبدالعزيز السعران على حساب أحمد عجب ويوسف السالم، ودعمهما بالبرازيلي بوفيو بديلاً عن الحقباني مع منتصف الشوط الثاني، غيّرت كثيراً من مجرى المباراة لمصلحة لاعبي الشباب، وتمكّنوا من الوصول إلى المناطق الدفاعية، حتى تم اختراق منطقة العمق وتحصّل الفريق على ركلة جزاء، سجل منها الفريق هدف التعديل مع آخر دقيقة من الشوط الثاني، وعلى رغم هذه المجازفة الباكرة من هكتور، إلا أنه استفاد أيضاً من تبديلات كوزمين التي كانت دفاعية، حينما أخرج"المصاب"احمد الخيرات ومحمد الشلهوب ومحمد العنبر وزج بالمفرج والخثران وفهد المبارك كبدلاء. "الفورمة"تقنع المدربين بالترجيح الحالة البدنية التي وصل لها لاعبو الفريقين مع الأشواط الإضافية لم تساعدهم على مواصلة"الرتم"الهجومي أو السريع الذي كان عليه الفريقان في الشوط الثاني، ووصلت القناعة لدى اللاعبين والمدربين بأن ركلات الترجيح هي الخيار الأفضل، نتيجة تخوفهما من بعضهما البعض ونتيجة للحذر الكبير الذي عاد مرة أخرى في الأشواط الإضافية، وكانت الأمور النفسية والتركيز في ركلات الترجيح مع لاعبي الشباب ومن خلفهم الحارس محمد خوجة، وحقق الشباب الفوز والتأهل للمباراة النهائية أمام النصر. النصر والاتحاد... حذر"أعدم"الهجوم الحذر الذي سيطر على مباراة النصر والاتحاد شمل شوطي المباراة، ولم يجرؤ أحدهما على الاندفاع الهجومي بأكبر عدد، لذلك سهلت السيطرة على المهاجمين في الفريقين، وان كانت طريقة وأسلوب اللعب مختلفة بين الناديين، فالاتحاد اتبع مدربه كالديرون طريقة 4/4/2 ومدرب النصر باوزا اتبع طريقة 4/5/1، إلا أن كالديرون صعب المهام على لاعبيه حينما طلب من صالح الصقري الانتقال للعب في الوسط الأيسر ومناف أبوشقير في الوسط الأيمن، هذه الصعوبات انتقلت لظهيري الجنب عبدالمطلب الطريدي وفلاته اللذين اصطدما بوجود الصقري وأبو شقير أمامهما، وحرم الفريق من المساندة الهجومية من أطراف الملعب، خصوصاً أن نايف هزازي وعماد متعب كانا بحاجة للكرات العرضية، التي يجيدان استغلالها بشكل مثالي، ولم يكن لمحوري الارتكاز احمد حديد والشهري أي مساندات تذكر، لذلك كان هزازي ومتعب غير مؤثرين في الهجوم، وفريق النصر الذي كان متحفظاً خلال الشوط الأول يبدو أنه يخطط لسحب المباراة بكل هدوء حتى يمكنه عمل احدى الكرات المرتدة ويصل من خلالها لمرمى مبروك زايد، وبالفعل وضحت نواياه مع كرة إلتون المرتدة التي مررها لحسن ربيع وأنقذها المنتشري في اللحظات الأخيرة، هذه الكرة الخطرة لم تعد الحسابات لدى دفاع ووسط الاتحاد، اللذين يفكران في إنهاء المباراة بسرعة من دون الالتفات لما قد يحدث مع احدى الكرات المرتدة، وبالفعل جاءت أهم مفاتيح التسجيل للنصر والمتمثلة في الكرات الثابتة ل"يخطف"إلتون نتيجة المباراة للنصر باستغلاله الرائع للكرة الثابتة وينقل بها النصر للمباراة الختامية مع فريق الشباب. فورة الهجوم ضائعة الاندفاع الهجومي القوي من الفريقين حدث بالفعل عقب هدف النصر في الدقيقة 88 ولم يكن الوقت كافياً لعمل العديد من الهجمات الخطرة على المرميين، سواء من جهة الاتحاد الباحث عن هدف يعادل به النتيجة، أو من فريق النصر الذي وجد مهاجموه مساحات شاسعة لم يكن الوقت كافياً لاستغلالها بشكل إيجابي.