كما هو متوقع لمباراة حاسمة وذات أهمية كبرى بين الشباب والهلال، سيطر الحذر على غالبية مجريات شوطي اللقاء، على رغم أن البداية الهجومية مالت لمصلحة الشباب، وتمكن من خلالها من الاستحواذ على منطقة المناورة بفضل الضغط على حامل الكرة في الفريق الهلالي، سواء للمدافعين أم للاعبي الوسط في المقام الأول، إضافة الى إجادتهم التحول للشق الهجومي والانتشار بصورة سريعة في المقام الثاني، معتمدين في ذلك على تحركات ظهيري الجنب حسن معاذ وزيد المولد، والأخير كانت له مساندات مفاجئة أربكت الجهة اليمنى الهلالية لتنتقل للمدرب كوزمين. واحتاج لاعبو الهلال لأكثر من 20 دقيقة من الشوط الأول حتى يعودوا تدريجياً لأجواء المباراة ويرتبوا صفوفهم، بل وصلت بهم الحال الى أن يشاطروا لاعبي الشباب في منطقة الوسط. تحفّظ كوزمين التشكيل العناصري الذي زج به المدرب الهلالي كوزمين في اللقاء له الدور الكبير في أن يميل لاعبوه للشق الدفاعي في غالب فترات المباراة، وبالتحديد في الشوط الأول حينما ترك ياسر القحطاني وحيداً في المقدمة، وأعطى التائب حرية التنقل في أرجاء ملعب الشباب، معتمداً على الشلهوب في الوسط الأيسر يقابله الكلثم في الجهة المقابلة، على أن يترك للغنام والغامدي القيام بالأدوار الدفاعية وحفظ منطقة العمق أمام قلبي الدفاع المرشدي وتفاريس، لذلك استغل الشبابيون هذه التوليفة الدفاعية والحذرة من كوزمين وحققوا جزءاً من أهدافهم، سواء في تعطيل مفاتيح التفوق الهلالية أم في السيطرة على منطقة الوسط وتهديد مرمى الدعيع عن طريف أطراف الملعب. مفاجأة الشباب المنهجية التي طبقها مدرب الشباب أنزو هكتور مع انطلاق الشوط الأول كانت مفاجئة للاعبي الهلال، وأجبرتهم على البقاء في مناطقهم الدفاعية وقتاً طويلاً من هذا الشوط، وأجاد لاعبو الشباب استخلاص عدد من الكرات من لاعبي الوسط بفضل الكثافة العددية وتفوقهم في جانب السرعة والضغط على حامل الكرة، وهذا ما أخفى الدور الفعلي الهجومي لطارق التايب أو محمد الشلهوب، إضافة إلى الكلثم الذي اضطر كوزمين لتبديله بفهد مبارك نتيجة للثغرة التي أحدثها في هذا الشوط، إثر إعطائه زيد المولد حرية المساندة والتوغل من دون أن تكون له تدخلات تحد من تقدم المولد، وكان فريق الشباب الأكثر نشاطاً وتفاعلاً مع أجواء المباراة، إلا أن هذه الأفضلية لم تمكنه من هز شباك الدعيع، وهذا ما ستكون له سلبيات في الشوط الثاني من المباراة. معاناة الجهد البدني كان الشوط الثاني مغايراً في سرعته ونشاطه لمجريات الشوط الأول عقب تعرض عدد من لاعبي الوسط في الناديين لانخفاض مستوى المخزون اللياقي، فمال هذا الشوط للهدوء والبطء في رسم أي هجمة، حتى أن المدافعين كانت لهم الكلمة العليا في هذا الشوط نتيجة لتباعد لاعبي الوسط والهجوم، واعتماد المهاجمين على المحافظة على الكرة، مع إصرارهم على الاعتماد على المهارة الفردية في تخطي التكتلات الدفاعية، ومع هذا الإصرار بادر هكتور وكوزمين لمحاولة تنشيط منطقة المناورة، وهذا ما جعل خالد عزيز يشارك على حساب الغنام، إضافة إلى مشاركة سعد الذياب بديلاً عن مسفر القحطاني، إضافة إلى تدخلات أنزو هكتور الذي تخلى عن مارتينيز وناصر الشمراني وزجّ بالسريعين فيصل السلطان وناجي مجرشي، واستعان بالحقباني في أواخر الشوط الثاني لمجرد تهدئة اللعب والمحافظة على لاعبيه لمباراة الرد السبت المقبل. تأثيرات نفسية لا يمكن إخفاء مدى المعاناة النفسية التي التصقت بطارق التايب وياسر القحطاني ومسفر القحطاني وهم يتلقون خبر غيابهم عن المباراة المقبلة، فهذا الخبر تسبب في إرباكهم وإحباطهم طوال الوقت، حتى أنه أوضح مدى حال الإحباط التي عاشوها إلى نهاية المباراة، وإن كان مدرب الفريق كوزمين تدخل لإيجاد بعض الحلول للمباراة الثانية فإنها جاءت على حساب أحد التغييرات في هذه المباراة، حينما استغنى عن مسفر القحطاني وأدخل سعد الذياب، وقام بهذا التبديل لإجراء أكثر من تعديل على مراكز لاعبيه، خصوصاً عقب إعطائه التوصيات لعمر الغامدي بالتمركز في الظهير الأيمن، وحوّل الخثران من دوره في الظهير الأيسر إلى وسط الارتكاز بجانب خالد عزيز، هذه التبديلات المبالغ فيها أحدثت رد فعل جيداً في بعض الأحيان حينما تم منح محمد الشلهوب فرصة المساندة الهجومية من دون التخوف من الكرات المرتدة الشبابية، لذلك كانت الخطورة تزداد بشكل تصاعدي على مرمى وليد عبدالله، وكادت إحدى كرات الشلهوب تجد طريقها للمرمى الشبابي لولا براعة الحارس اليقظ وليد عبدالله. نجوم اللقاء سيطر حارسا المرمى في الفريقين على نجومية هذه المباراة، بفضل التركيز العالي ومثالية رد الفعل الذي قاما به مع أي هجمة على المرميين، ومحمد الدعيع الحارس الخبير كان حضوره قوياً وتصدى للكثير من الهجمات الشبابية، وفي الطرف الآخر كان وليد عبدالله حاضراً كذلك وبكل قوة، وتعتبر تدخلات حارسي المرميين أهم العوامل في غياب التهديف في هذه المباراة.