ساعدت الظروف المحيطة بالفريق الهلالي المدرب كوزمين على رسم منهجية تكتيكية، نجح في تنفيذها لاعبو الفريق، واستطاعوا من خلالها مفاجأة الفريق الشبابي وتعطيل أي خطورة قد تحدث في وقت باكر من المباراة، خصوصاً في منطقة المناورة التي شكل فيها كوزمين توليفة جيدة قامت بأدوار مكملة لبعضها بكل انسيابية ومن دون ارتباك، وطبق خماسي الوسط"اللامركزية"في تحركاتهم باستثناء محوري الارتكاز خالد عزيز وعمر الغامدي، واتضح نجاح كوزمين ومعاونيه في قراءة فريق الشباب جيداً، وتحقق لهم ما أرادوا في المحافظة على نظافة شباكهم في المقام الأول ومن ثم البحث عن تسجيل هدف السبق، وعلى الطرف الآخر تأخر لاعبو الشباب في الدخول في جو المباراة، إلى أن اهتزت شباكهم مع الدقائق الأخيرة من الشوط الأول، وتأثر الفريق بعدم تواجد لاعب اللمسة الأخيرة، بالذات في الدقائق التي كان فيها الفريق يصل على حدود منطقة الجزاء الهلالية، ويضطر مهاجموه إلى التوغل من العمق الهلالي، أو إرسال الكرات العرضية التي نجح تفاريس والمرشدي في ابطال خطورتها بفضل تفوقهم الجسماني على ناصر الشمراني ومجرشي حينما شارك مع الدقيقة 54. مهام هلالية مفاجئة تعتبر الأدوار التكتيكية التي نفذها خماسي وسط الهلال مفاجأة للاعبي الشباب، ومكنت الفريق من السيطرة على منطقة الوسط منذ انطلاق المباراة، إضافة لبحثهم عن إبقاء الكرة دوماًً في ملعب الشباب، وهو ما تحقق بالفعل في الشوط الأول، وكانت أولى الأدوار هو تميز عبدالعزيز الخثران الذي شكل رأس مثلث مع لاعبي المحور عمر الغامدي وخالد عزيز في تطبيق مهامه التي كانت تعتمد على الازدواجية دفاعاً وهجوماً، وهو ما جعله ينجح في الضغط على احمد عطيف ويوسف الموينع لاعبي الارتكاز الشبابي وحرمانهما من المساحة والحرية التي قد تساعدهما في إيصال الكرات لعبده عطيف أو كماتشو في وسط الملعب، إضافة لتحوله من الشق الدفاعي والتمركز خلف محوري الشباب حينما يستحوذ فريقه على الكرة، وشكل لاعبا الوسط الأيمن والأيسر احمد الفريدي ومحمد الشلهوب قوة على طرفي الملعب، حينما قاما بالضغط على ظهيري الجنب زيد المولد وحسن معاذ، لتحقيق أهداف منعهم من المساندة الهجومية، التي تعتبر أحد مفاتيح الهجمات الشبابية، ولم يكتفيا بدورهما الدفاعي على أكمل وجه بكل كان لهما توغل ومساندة هجومية وكاد الفريدي 5 أن يصل لشباك وليد عبدالله من مجهود فردي قام به على الطرف الأيمن، ناهيك عن تبادل مركزيهما بكل تفاهم طول الشوط الأول. سيطرة شبابية من دون فائدةعلى رغم استحواذ فريق الشباب على معظم مجريات الشوط الثاني وتفوقه في وضع لاعبي الهلال في موقف دفاعي إلا أنه مع هذا الاستحواذ وامتلاك الكرة افتقد لعنصر مهم وهو سرعة نقل الكرة إضافة لعدم الاستفادة من ضعف المخزون البدني الذي وضحت معاناته على الظهير الأيمن خالد العنقري، وهذا ما تنبه له المدرب انزو هكتور في وقت متأخر من الشوط الثاني، حينما استعان بعبدالله شهيل على حساب زيد المولد، ولن تقلل هذه الخسارة من جهد لاعبي الشباب، إلا أن الملفت هو التطور الكبير في الأداء الهلالي أثناء هذه المباراة، والتركيز العالي الذي كان عليه اللاعبون وهو ما ساعدهم على مقاسمة الشباب للسيطرة الميدانية، وإن كان هدف الفوز جاء بطريقة مفاجئة بتسجيل المدافع الشبابي فيصل العبيلي بالخطأ في مرماه. سلاح الأخطاء التكتيكية التركيز الذهني الذي كان عليه لاعبو الهلال مع انطلاق المباراة وتصميمهم الكبير على إحراج فريق الشباب بالضغط على لاعبيه وتضييق المساحات أجبر الشبابيين على أن يرتكبوا بعض الأخطاء التكتيكية التي عطلت أية هجمة مرتدة للاعبي الشباب، ووضحت هذه اللقطات مع كرة مارتينيز وتدخل الخثران في تعطيله في الشوط الأول، إضافة إلى تدخل الفريدي مع حسن معاذ، وتدخل كذلك الموري مع كماتشو، وهناك العديد من التدخلات التكتيكية من عمر الغامدي، وهذه الأخطاء التكتيكية تترك انطباعاً بأن هناك حرصاً كبيراً من لاعبي الهلال على تنفيذ تعليمات المدرب كوزمين بعدم منح لاعبي الشباب فرصة كسب أي مساحة في ملعبهم لإدراكهم مدى الخطورة التي قد تحدث.