لم يعد غريباً أن تتوجه أنظار السعوديين مواطنين ومسؤولين في شكل مستمر إلى روضة خريم 100 كيلومتر شمال شرقي الرياض لمتابعة أهم القرارات التي يُصدرها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، أثناء إقامته القصيرة هناك في مثل هذا الوقت سنوياً، إذ أكسبها مكانة كبيرة جداً، ليس محلياً فقط بل حتى على المستوى الدولي. ويحسب لهذه الروضة - التي تعد من أشهر الرياض السعودية - أنها كانت منطلقاً للكثير من المفاوضات مع كبار زعماء العالم، إذ زارها الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الأب، ومواطنه بيل كلنتون، وكذلك ولي عهد بريطانيا الأمير تشارلز، إضافة إلى عدد من رؤساء وزعماء الدول العربية والإسلامية. وينظر الكثير من السعوديين ل"روضة خريم"التي تكوّن مستطيلاً من الجنوب إلى الشمال بطول 25 كيلومتراً، وعرض سبعة كيلومترات، على أنها مصدر أهم القرارات المصيرية التي تعني لحياتهم الكثير، فمنها تم إعلان آخر موازنتين عامي 2008 و2009، على اعتبار أن الموازنة الأولى كانت في عهد وصول برميل النفط إلى أعلى مستوياته، فيما كانت الموازنة الأخرى وسط أزمة مالية اجتاحت العالم بأكمله. وخلال الأيام الماضية انطلقت من"روضة خريم"التي يقيم فيها خادم الحرمين الشريفين منذ أيام قرارات مهمة عدة، وفي مقدمها تعيين 4 وزراء جدد في وزارات حيوية جداً، وكذلك تعيين أول سعودية في منصب نائبة وزير، وأخيراً وليس آخر، التمديد الذي أصدر أول من أمس لأمراء 6 مناطق ونواب جهات حكومية كبرى. وكان الملك عبدالله افتتح في صيف 2005 محمية الصيد ال17 في المملكة، وتم إطلاق الأحياء الفطرية فيها، ولفت خادم الحرمين الأنظار إلى لعبة قديمة جداً تدعى البولز، إذ ظهرت أخيراً صور عدة وهو يمارسها في"روضة خريم"، بمشاركة ضيوفه من الدول الأخرى. المفارقة العجيبة أن"روضة خريم"لا تختص بالملك عبدالله، إذ يسمح لكل المرتادين بالتنزه فيها والإقامة أيضاً، ما حدا بالهيئة العليا للسياحة إلى رعاية مهرجان"مخيم الربيع"، بالتعاون مع بلدية محافظة رماح - وهي التي تتبع لها إدارياً روضة خريم - وذلك ضمن برنامج دعم الفعاليات الذي تقدمه الهيئة، واستمر المهرجان شهرين، واشتمل على تجهيز معرض للصور الفوتوغرافية التاريخية التي تحكي ماضي وحاضر محافظة رماح والمراكز التابعة لها والمناطق الربيعية، وصور تبرز روضة خريم كأحد المتنزهات البرية التي تدعم بشكل كبير أحد عناصر السياحة، متمثلة في السياحة البيئية، كما شمل المخيم إقامة مركز إعلامي تم تجهيزه من أجل خدمة السياح والمتنزهين والزائرين للمحافظة بشكل عام، ولروضة خريم بشكل خاص، وتضمن أيضاً بيع المنتجات التراثية والحرفية، وجناحاً لبيع منتجات الثروة الحيوانية مثل"الإقط"والسمن البري والحليب واللبن. يذكر أن عدداً من الرؤساء والملوك يعمدون إلى اختيار أماكن بعيدة عن المدن بحثاً عن الهدوء، مثل الرئيس الأميركي جورج بوش الابن الذي اشترى مزرعة تقع في بلدة كروفورد في الشمال الشرقي من ولاية تكساس، وهي منطقة نائية الى حد ما عن ضجيج المدن وصخبها، مساحتها 1500 فدان، وفيها منزلان، وبحيرة اصطناعية مساحتها 9 فدادين، يمارس فيها هواية صيد السمك عندما يقضي فيها عطلة الأسبوع، واستقبل فيها الملك عبدالله في إحدى المناسبات.