لماذا يتميز الاتحاد بخاصية تعاطي الكروت الملونة الساذجة والانبراشات على القدمين المتهورة؟ سؤال لا نجلد به لاعبي الاتحاد الذين يتفننون في رفع أرصدتهم بالكروت الصفراء والحمراء بل يطول الجلد فريق العمل الإداري في النادي كمجلس إدارة وجهاز مباشر مع الفريق وفي مقدمهم حامد البلوي. خاصية الاتحاد التي تتسم بالسباق المحموم بين اللاعبين لنيل الكروت الملونة في مواقف لا تستدعي ذلك نهائياً تؤكد أن هناك خللاً في العمل الإداري أو قصوراً ثقافياً في عقليات اللاعبين الذين يمثلون جيلاً ذهبياً حقق بطولة آسيا للأبطال مرتين متتاليتين، في ظاهرة لم يحققها أي فريق آسيوي إلى الآن وبطولة كأس العرب عدا البطولات المحلية وآخرها كأس دوري خادم الحرمين الشريفين، ولاعبون يصلون لهذه الإنجازات الكبرى ويحصلون على عقود احترافية تفوق نظراءهم في الأندية الأخرى من المفترض وصولهم لدرجة من الوعي والثقافة تحميهم من سوء الموقف الذي يتعرضون له في لحظات ضعف مثيرة للاستغراب. رضا تكر من أكثر اللاعبين خلقاً وتواضعاً ومن أكثرهم انضباطاً في التدريبات وفي معسكرات النادي والمنتخب، وعلى رغم هذا فقد تعرض هذا الموسم لموقفين أضرت بسمعته وأضرت بفريقه، فأمام الاتفاق في الدور الأول نال كرتاً أحمر في كرة انبرش فيها رضا مرتين متتاليتين على أقدام لاعبي الاتفاق، وفي أقل من عشر ثوان لينال الكرت الأحمر ويهدر معها فريقه نقطتين مهمتين، وأمام الأهلي نال كرتاً أحمر في كرة بعيدة عن المرمى وخسر الفريق للمرة الأولى، لتذهب خمس نقاط من رصيد الاتحاد كانت كافية لتتويجه بالدوري قبل نهايته، وفي لقاء الاتحاد مع الرائد وهي مباراة سهلة تقريباً نال حمد المنتشري كرتاً أصفر تكشف سذاجته، ثم نال أسامة المولد كرتاً أصفر في الوقت الضائع وبطريقة تؤكد أن عقليات لاعبي الاتحاد تحتاج إلى التطوير الذهني قبل التطوير الفني. جمهور الاتحاد مغلوب على أمره ولا يعرف كيف يتخلص لاعبو الاتحاد من هذه الخاصية التي تخدش جماليات أدائهم الفني العالي، وصحافة الاتحاد بين مكافح ومنافح وإدارة النادي تتعامل مع الوضع على طريقة"ودع هريرة إن الركب مرتحل"أي سياسة سددوا وقاربوا قبل مغادرة الموقع، والأضداد ينظرون لخاصية لاعبي الاتحاد على أنها موروث ثقافي توارثوه من أجيال الأحياء الشعبية التي انطلقوا منها لدائرة الضوء، ويؤكدون أن المال والأضواء لم تغير عقليات لاعبي الاتحاد، وهذا التصور يثير حنق وغيض محبي الاتحاد، ولكن ماذا يفعلون في واقع مرير أصر عليه لاعبو الاتحاد من دون سواهم. الكروت الملونة ينالها اللاعبون في كل الملاعب وكل فرق العالم ولكن لاعبي الاتحاد يتسابقون على كروت باهتة في مواقف تافهة، ولذا ينالون قسطاً كبيراً من النقد اللاذع وتحاصرهم تهمة سوء نشأتهم، وإذا أرادوا التخلص من هذا التعبير القاسي الذي يحاصرهم به الأضداد فعليهم التعقل والتعامل بعقلية احترافية ناضجة كما يفعل لاعبو الهلال الذين لا يخرجون عن النص إلا في حالات نادرة جداً، وحتى اللاعب القادم إليهم يتأقلم مع هذه الأجواء أو يخرج من المنظومة. [email protected]