تفوق الهلال على الاتحاد في مباراتهم الدورية بفارق العقلية الاحترافية الناضجة، في مقابل العقلية الانفعالية الاتحادية المعتادة في لقاءات الفريقين. عقلية لاعبي الهلال وفي أسوأ الظروف تظل السلاح الخفي التي تميزهم عن الآخرين في لقاءات الحسم ولو كان لاعبو الاتحاد يملكون عقلية اللاعب الناضج الهادئة لحقق الفوز بسهول بعد طرد اثنين من دفاع الهلال، ولكن الاتحاد بعقليته المنفلتة الذي خسر في الظروف نفسها أمام الأهلي بثلاثية كادت تكون نصف درزن عجز عن الاستفادة من نقص الهلال العددي، بل كرس اللاعبون تفكيرهم في كيفية الحصول على البطاقات الملونة حتى تعادلت الكفة بطردين رفع رصيد الاتحاد مع الكروت الحمراء هذا الموسم إلى 14 كرتاً كرقم قياسي يميزهم عن غيرهم في قائمة الفريق الأسوأ سلوكياً. هذا الكلام جزء من سياط النقد التي يستحقها لاعبو الاتحاد الذين لم تسعفهم خبرتهم في استثمار الظروف التي حاولت خدمتهم في هذا اللقاء الحساس الذي قد يرفعهم لقمة الدوري ووجدتهم لا يستحقون ذلك فقذفت بهم في دائرة خطر المنافسة على المقعد الرابع في المربع الذهبي. الاتحاد وعلى رغم الخسارة الموجعة ظهر بما يكفي أنصاره للتفاؤل بعد اكتمال عناصره وبعد التخلص من رجيع الأندية، بخاصة فيصل سيف ويبدو أن الاتحاد إذا تخلص من أخطاء البلوي سيقول كلمته في نهاية الموسم شريطة أن يقتدوا بلاعبي الهلال وبعقليتهم الاحترافية الذكية التي قلبت المجن في وجوه النمور في غمضة عين وبحرافة ودهاء الشلهوب وغباء لاعبي الاتحاد الذين انتابتهم لحظة شرود ذهني فلم يقفوا في"الحيطة"ولم يقف أي منهم بجوار الكرة حتى يتم ترتيب أوراق الفريق أي أن فارق الذكاء الهلالي والغباء الاتحادي هو الفيصل في لقاءات الفريقين. بعودة مناف أبو شقير وفاجنر ومبروك زايد وأسامة المولد وتخلص الفريق الاتحادي من رجيع الأندية ستكون الكلمة العليا للاتحاد نهاية الموسم، وهذا هو الأهم فخسارة أولى بطولات الموسم وفقدان صدارة الدوري لا تلغي حق أنصار"العميد"في التفاؤل بحصاد موسم يغطي على أخطاء الإدارة القاتلة وسيكون صولجان الموسم بيد لاعبي الاتحاد، شريطة الاقتداء بذكاء ودهاء وهدوء لاعبي الهلال الذين قدموا للاتحاد درساً مجانياً في فوارق الذكاء والفكر الاحترافي. [email protected]