تضاربت آراء عاملين في قطاع السياحة حول مشكلة تأثير الأحداث السياسية والمالية على توجه السعوديين للسياحة في الخارج، خصوصاً مع حلول عطلة نصف العام الدراسي، إذ أكد بعضهم وجود انخفاض في معدلات الإقبال على السفر هذا العام قياساً بالعام الماضي، مشيرين في الوقت ذاته إلى انخفاض أسعار تذاكر السفر حالياً بنسبة تتراوح ما بين 15 و 50 في المئة، في حين نفى آخرون تأثير الأزمة المالية على قطاع السفر والسياحة، وأكدوا ارتفاع معدلات السفر خلال عطلة منتصف العام الدراسي بنسبة تصل إلى 100 في المئة بحسب الحجوزات لديهم. وكشف المدير العام لشركة الصرح للسياحة والسفر مهيدب بن علي المهيدب ل"الحياة"أن"تراجعاً كبيراً طرأ على عدد السعوديين الراغبين في السفر للخارج في إجازة نصف السنة لسببين أولهما أن إجازة عيد الأضحى وإجازة منتصف العام ليست بينهما فترة طويلة"، ولاحظ"أن غالبية السعوديين سافروا خلال إجازة عيد الأضحى لمناطق قريبة منها دبيوالقاهرة وبيروت والبحرين"، وأوضح المهيدب أن ثاني الأسباب يتمثل في"الأوضاع السياسية والمالية غير المستقرة في المنطقة"، مبيناً أن هذا الأمر دفع شركات الطيران"للمرة الأولى منذ 20 عاماً إلى خفض أسعار التذاكر لجميع الدول حول العالم". وأشار في هذا الإطار، إلى أن أسعار التذاكر المتدنية التي حددتها الخطوط السعودية منذ أربعة أسابيع ساعدت في تنشيط ملموس في قطاع السياحة،"إذ وصل سعر التذكرة للدول الأوروبية 1600 ريال أي ما يقارب ثمن تذكرة السفر إلى القاهرة، وهو ما أدى إلى تغطية الحجوزات على الرحلات المتجهة إلى إيطاليا ولندن مثلاً". وذكر أن الخفض تراوح ما بين 15 و 50 في المئة. من جهته، نفى المدير الإقليمي لشركة الطيار للسياحة والسفر سعيد الغامدي عزوف السعوديين عن السفر للخارج بفعل الأزمة المالية. وقال ل"الحياة":"الإقبال على السفر للخارج على حاله، والناس تفضل خلال هذه الإجازة التوجه إلى محطات عربية قريبة، نظراً لقصر مدة عطلة نصف العام". وأضاف:"لو جرى مقارنة ما بين الوقت الحالي وعام 2008، لوجدنا أن الوضع حالياً أفضل ونسبة الحجوزات وصلت إلى مئة في المئة، وبالنسبة إلينا ما زال لدينا طلبات حجز للسفر للخارج لم نستطع تلبيتها".