أعادت جمعية الثقافة والفنون في جدة، الى الأذهان الدور الريادي الذي لعبه الأديب الراحل احمد السباعي في تأسيس المسرح السعودي في العام 1932، ورفيقه الأديب الراحل محمد مليباري في مكةالمكرمة، ومحاولتهما تقديم مسرحية"فتح مكة"، التي كتبها مليباري وجهز ما يلزمها من أدوات مسرحية وديكور متكامل، وتفانى السباعي في انشاء اول خشبة مسرح سعودي، وصولاً الى مسرح الاذاعة وظهور الممثلين الاوائل، كحسن دردير ولطفي زيني وخالد زارع - الذي وافته المنية قبل أيام - ويوسف شاولي وعبدالرحمن الحكيم وسواهم. ذلك الدور الذي يغيب عن أذهان الكثير. واحسنت جمعية الثقافة والفنون في جدة صنعاً، حين أكدت على هذا الدور الرائد للسباعي، وتفانيه في تأسيس المسرح السعودي، ايماناً باهمية مسيرة الرواد وتوثيقاً لمرحلة مهمة من مراحل الثقافة والفنون في السعودية. وقامت الجمعية بتفعيل الحراك المسرحي لهذا العام، من خلال عرضها الاول"سهرة مع الشيخ احمد"، بطولة الدكتور الفنان فهد غزولي وتأليف عبدالعزيز السماعيل وإخراج صالح إمام على مسرح مركز الملك عبدالعزيز الثقافي بإبرق الرغامة، يومي الاربعاء والخميس الماضيين، وسط حضور من المهتمين بالشأن المسرحي والدرامي. وركز العرض على معاناة السباعي، عندما بدأ مهمته وهو يحاول أن يسهم في حل مشكلات مجتمعه، من خلال تقديمها وعرضها على خشبة المسرح، وكيف استطاع مواجهة العراقيل والصعاب. وأبدع المؤلف السماعيل في حبكته للنص، من خلال الإسقاطات الرائعة في معظم أجزاء المسرحية، التي استغلها المخرج الإمام بالتنوع في تقديم أكثر من مدرسة إخراجية، متنقلاً بين التجريبي والكلاسيكي والواقعي والمونو دراما، مستخدماً المؤثرات الضوئية والموسيقية واجادته توظيف البلاك لايت، في جزئيات مختلفة من مقاطع المسرحية، ما شد الجمهور وجعله يتفاعل مع أحداث العرض. يذكر ان العرض حضره عدد من المسرحيين، منهم جميل علي وعادل صالح ومحمد بكر ومصطفى بخش، وبمتابعة من التلفزيون السعودي وقناة LBC اللبنانية.