وصف قائد الهلال والمنتخب السابق صالح النعيمة قرار إيقاف لاعب الاتحاد محمد نور بأنه عادل وعاقل، وقال:"إيقاف اللاعب محمد نور من لجنة الانضباط قرار أعتبره عادلاً وعاقلاً جداً، فلم يهمل القرار تصرفات اللاعب، ولم يكن قاسياً مقارنة بما فعله نور خلال الفترة الماضية، فمبدأ الثواب والعقاب أمر لا بد منه للجميع مهما كان حجم المخطئ، شريطة أن يتناسب القرار مع حجم الخطأ". واعتبر النعيمة التصرفات التي تصدر من بعض اللاعبين أمراً طبيعياً وتحدث من كل إنسان، قائلاً:"البشر معرضون للخطأ، كما أنهم يصيبون، ويجب ألا نحمل الأمور أكثر مما تحتمل، على رغم أن محمد نور لاعب كبير في مستواه وفي سنه وكان الخطأ منه ملاحظاً وغير مقبول في الشارع الرياضي، خصوصاً أن كثيراً من الناشئين ينظرون إليه ويقتدون به في أمور كثيرة سلباً وإيجاباً". وحمّل صالح النعيمة الإدارة الاتحادية التصرفات التي قام بها نور في الفترة الأخيرة وأدت إلى إيقافه من مشاركة الفريق، وقال:"أقولها بكل صراحة بأن الإدارة الاتحادية تتحمل بشكل كبير التصرفات التي صدرت من لاعب فريقها محمد نور، خصوصاً ضد الاتفاق، فاللاعب أخذ يتصرف تصرفات غير مقبولة، لتأثير ما حدث له نفسياً عندما لم تقف الإدارة معه بعد أن أُبعد من أفضلية لاعبي آسيا، ولم تفعل إدارة الاتحاد كما فعلت إدارة الهلال عندما أُبعد اللاعب سامي الجابر وعاد من المطار، وكذلك ما فعلته مع محمد الشلهوب، فإدارة الهلال وقفت مع اللاعبين لما تعرضا له وكرمتهما ودافعت عنهما، وهو ما لم تفعله إدارة الاتحاد مع لاعبها محمد نور، إذ كان من المفترض أن يتم تكريم نور تكريماً خاصاً، أو على الأقل تدافع عنه، لكن ما حدث أثر في نفسية اللاعب، وجعله يخرج عن طوره في الفترة الأخيرة ليحدث ما حدث ويوقف نور عدداً من المباريات". كما طالب النعيمة اللاعب محمد نور بضبط نفسه، وألا يحرم فريقه من خدماته في الفترة المقبلة، قائلاً:"نور لاعب كبير ومهم وقائد، لذا يجب أن يضبط نفسه في المباريات التي يشارك فيها فريقه، وألا يتأثر بما يحدث له، وأن يكون ذلك درساً يجب أن يستفيد منه، فما حدث له على خلفية أفضل لاعبي آسيا حدث لغيره، ونور لاعب كبير في السن والمستوى، وقادر على تقويم الأمور بما يحفظ مكانته ومصلحة فريقه". من جهته، اعتبر المحلل الرياضي في قناة"الجزيرة"محمد عبدالجواد، النجم الاتحادي محمد نور أحد أفضل اللاعبين، الذين مرّوا على الكرة السعودية، مشيراً إلى أنه صاحب مجهود وعطاء وافرين داخل الملعب، واصفاً إبعاده من جائزة أفضل لاعب آسيوي لعام 2009 بمثابة الظلم الواضح، الذي تعرض له نور خلال مراحل التصويت، وقال:"محمد نور لاعب كبير من طراز فريد، ويتميز بمزايا عدة قلَّ أن تجدها في لاعب في هذا الجيل، نور قائد حقيقي لعناصر فريقه داخل الملعب، ويمتلك الخبرة الكبيرة التي تراكمت خلال مشاركته في العديد من المناسبات الرياضية، ما صقل موهبته وجعلته لاعباً هدافاً وصاحب نهج مميز في الاتحاد، ولكن يعاب عليه أنه يفقد أعصابه بشكل سريع، ما يعرض فريقه للحرج، لكنه يظل في نهاية الأمر لاعباً مؤثراً، سواء على مستوى ناديه أو منتخب بلاده، ونتمنى له التوفيق في مسيرته الرياضية". أكد المحلل الرياضي بقناة art الدكتور مدني رحيمي أن ما يتعرض له قائد فريق الاتحاد محمد نور من هجوم إعلامي أمر طبيعي تعرض له نجوم كُثر في السعودية، أمثال: ماجد عبدالله وسامي الجابر وغيرهم من اللاعبين في عالمنا العربي. وقال:"هناك من يدير الإعلام بعصبية مفرطة، ولا يرى سوى ناديه، وعلى هذا الأساس أنا أدعو قائد الاتحاد محمد نور أن يخفض رأسه لكي تمر العاصفة وحتى تمر بسلام أيضاً، وعليه أن لا يلتفت لما يدور عبر الإعلام". ووصف الرحيمي أن ما يتعرض له نور هو شيء محزن من الإعلام، معتبراً ثقافة الهجوم على النجوم هي تخلف لصق بالإعلام الرياضي السعودي للأسف على حد قوله . وأضاف:"النجوم في جميع البلدان خارج الوطن العربي لهم قيمتهم ولهم احترامهم، وهناك من يتابع أخبارهم، ولكن في عالمنا نتصيد الأخطاء، ونتفنن في ترويجها وتضخيمها وهذا بلا شك أمر محزن". وعن حجم الخطأ الذي وقع فيه محمد نور أثناء مباراة الأهلي، قال:"في اعتقادي انه عادي ولكن هناك من ضخم الموضوع، واعتبرها تجاوزاً على الأنظمة، ولم يقفز نور على السور بل قفز على اللوحة الإعلانية القريبة من المرمى من أجل أن يطمئن على زميله ولو نظرنا لدوافع الموضوع لوجدناه إنسانياً بحتاً، بعد ما شاهد زميله يفقد الوعي، ويكاد ينتهي ويفارق الحياة لم يجد نفسه إلا وهو في الملعب، وفي الإصابة الماضية للاعب لم ينزل نور للملعب كونها بسيطة وعادية". وتساءل مدني عن دور لجنة الانضباط وعملها، وهي متابعة ورصد الأحداث التي لا يستطيع الحكم مشاهدتها، مثل ما حدث مع الحكم الرابع خليل جلال الذي طالب بطرد مهاجم الاتحاد أمين الشرميطي"لكن نور تواجد مع الأجهزة الطبية، والإدارية لناديه، وهي تترقب حالة مبروك في أرض الملعب، ولكن حكم المباراة لم يدون حادثة دخول نور في تقريره، فكان من المفترض أن تعاقب لجنة الانضباط المسؤول الذي لم يدون حادثة دخول اللاعب لأرض الملعب، وليس رمي الخطأ على اللاعب وتصيدّ الأخطاء، فهذا من الظلم بعينه ولن تتقدم الرياضة السعودية إذا كان المسؤول المحمل بالأمانة يرمي التهم جزافاً عبر تقارير غير منطقية". أما المدرب الوطني عبدالله غراب، فقال:"نور لاعب مؤثر في ناديه ومنتخب بلاده، ومن الصعب الاستغناء عن خدماته، كونه يملك طاقة حيوية كبيرة مختلفة عن لاعبي الفرق الأخرى، كما يمتلك القدرة على بث الحماسة بين لاعبي فريقه، وهو لاعب وقائد ميداني داخل الملعب، وتابعنا كيف يقود الاتحاد في المباريات الحاسمة، ونجاحه بشكل كبير في الاستفادة من الأجهزة الفنية المتعاقبة على تدريب ناديه والمنتخب السعودي، ما جعله ينضج كثيراً في السنوات الأخيرة، ويقدم المستويات الراقية التي نتابعها منه". واستطرد غراب:"أنا متابع جيد لنور ومسيرته الرياضية، وكنت قريباً من اللاعب أثناء مشاركتي في الجهاز الفني للفريق في فترة سابقة، وتنبهت لنجوميته مبكراً، إذ استطاع أن يحافظ على هذه النجومية، وهذا بفضل قدرته ورغبته في خدمة الرياضة في بلاده، من خلال ناديه والمنتخب، والحمد لله تحققت أماني الجماهير الاتحادية، بوجود نجم مؤثر في الفريق يقوده لمنصات التتويج، وتحقيق الإنجازات المحلية والقارية، بل إنه قاد فريقه للوصول لبطولة أندية العالم في اليابان، بعد الحصول على اللقب القاري مرتين". بينما يقول عضو مجلس إدارة الاتفاق عدنان المعيبد:"محمد نور بلا شك أفضل لاعب سعودي، ولا أحد ينكر أن عطاءاته الفنية عالية جداً، إذ حصل في السنوات الأخيرة على خبرة كافية، ودائماً يقود الكتيبة الاتحادية للانتصارات"، مضيفاً:"كم تمنينا حصوله مع فريقه على كأس آسيا، والمشاركة في أندية كأس العالم، وسيكون نجماً له شعاع في هذه البطولة، ولكن خرج الفريق، وكل ما يقال عن نور أمر طبيعي، فهو من اللاعبين الذين يعشقون الانتصار، ولا يقبل الهزيمة، وأي هزيمة أو مشكلات داخل الملعب ستشكل له ضغطاً، وشاهدنا على مستوى العالم كيف يكون رد اللاعب الكبير، لكن كل ما أطلبه ألا يعاقب على عصبيته في الملعب، وهذا وارد في خروج اللاعب عن نطاق السيطرة على الأعصاب، فإذا كانت له القدرة على الاعتذار للآخرين فيفتح له المجال، وأرى أن العقوبات الشديدة على اللاعبين الكبار ضررها أكبر من نفعها". واستطرد المعيبد كلامه قائلاً:"كلمتي للاعب نور أن الكل يعشق رؤيتك في الملعب، وأتمنى أن تكون قائداً في منتخبنا على أفضل حال، وفي النهاية محمد نور وغيره من اللاعبين المهرة عطاءاتهم تنصب في مصلحة المنتخب، وهذا هو الأهم. كما تحدث المحلل الرياضي عادل البطي قائلاً:"اللاعب محمد نور من أفضل اللاعبين فنياً، وأكثرهم تكاملاً من الناحية الفنية، وإذا ما أراد الاستمرار على نجوميته وتفوقه الفني، فعليه أن يركز على التدريبات، وعلى علاقته الجيدة مع زملائه وجهازه الفني والإداري، وألا يتأثر بأي أجواء خارجية، وألا يقحم نفسه في أدوار ليست من صلاحياته". ويرى المحلل الرياضي عبدالرحمن الرومي أن نور من أميز اللاعبين السعوديين الذين مروا على تاريخ الكرة السعودية، مؤكداً مزاجية اللاعب، ويقول:"إنه كان يستحق من دون أدنى شك الحصول على جائزة أفضل لاعب في آسيا هذه السنة، وعلى رغم عصبيته المعروفة في الملعب، إلا أنه في السنوات الأخيرة بدأ يتحكم جداً في أعصابه فنور لاعب له خبرته، وثقله الواضح سواء في المنتخب أو ناديه، ومن اللاعبين القلائل الذين يمتلكون الميزة الدفاعية والهجومية في آن واحد، فهو يجيد الارتقاء بالرأس بصورة نموذجية، وعلى رغم كل هذه الميزات، إلا أنه أحياناً تظهر عليه"العصبية"، أو بمعنى أدق المزاجية، وشاهدنا أمام الاتفاق كيف كان، فهو لاعب"مزاجي"، لكن من الناحية الفنية، هو أفضل لاعب على مستوى الوطن، وأتمنى منه الاستمرار على هذا المستوى، وأن يبتعد عن الأشياء الخارجة عن الروح الرياضية". ويعتبر الناقد الرياضي وجدي الطويل أن محمد نور قائد مؤثر في الملعب، ويؤثر في عطاء فريقه أيضاً، مضيفاً:"غيابه له التأثير الأكبر، ومتى ما كان في أوج عطائه يكون متجلياً ويعطي أكثر، وله تأثير في زملائه، ومن الممكن أن يكون هذا التأثير سلبياً، وأنا أرى أنه يحمل أكثر من طاقته، ويدخل في صراعات هو في غنى عنها، ورأينا في الفترة أنه يدخل في كلام مع عضو الشرف، يجيب على أشياء ويرد عليها بطريقة أتوقع أنها ليست جيدة إذا جاز التعبير، وللأسف دخل في متاهات ليس له شأن فيها، لو اقتصر على دوره كلاعب وكابتن في الملعب، ورسالتي لمحمد هي أنني أقول له"ركز واجعل كل تفكيرك على الكرة، وابتعد عن الصراعات، ومتع نفسك والمتابعين بأدائك المعروف". أما قائد الفريق الاتحادي السابق أحمد جميل وصف محمد نور باللاعب الكبير في عطاءاته الفنية وإمكاناته العالية، التي أهلته ليكون أحد أهم اللاعبين في الكرة السعودية خلال السنوات العشر الماضية. وزاد:"أعتقد أن جائزة أفضل لاعب آسيوي لن تقدم أو تؤخر في مسيرته الحافلة بالإنجازات والبصمات الواضحة التي لا ينكرها إلا من يرضى لنفسه أن يكون مجحفاً بحق الآخرين، سمعت بعبارة الجائزة خسرت نور، وأرى أنها عبارة مناسبة". وأكد أن غياب نور عن زملائه اللاعبين في المباريات المقبلة أمام الهلال والقادسية والفتح مؤثر في الفريق، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن الفريق الاتحادي قادر على تجاوز هذه المباريات، لاسيما أنه تجاوز الأهلي في ظل غياب ثلاثي مؤثر. ونصح جميل زميله محمد نور بأن يكون قوي الإرادة لا تؤثر فيه جائزة أو إيقاف، مشدداً على أن ما يتعرض له اللاعب في مسيرته الكروية نصيب وقدر. وأضاف:"محمد نور قدره أن يكون نجماً لامعاً، لذلك سيكون في محل النقد، لكنني أرى أن إيمانه بالنصيب يجعله أكثر اللاعبين قدرة على تجاوز العقبات التي تواجهه، وأنا أعرف أن نور يفرق بين النقد الهادف عن غيره، وبذلك ستزيده الأحداث قوة وإصراراً على مواصلة العطاءات الرائعة التي يقدمها في مشواره الرياضي".