لو اعتمدنا على المؤشرات والمعطيات الأولية لمباريات دوري زين السعودي، فلا أعتقد أن هناك ترشيحات لبطولة الدوري ستبتعد عن ثلاثي المقدمة الهلال والشباب والاتحاد، فهذه الأندية تسير في طريق واحد، مخلفة بقية الفرق تتصارع من أجل تحسين المراكز، والبقاء في منطقة الدفء التي أصبحت البطولة الحقيقية للعديد منها، ولو تمعّنا في وضعية الاتحاد مثلاً، الفريق الذي لعب خمس مباريات من أصل تسع مباريات للدوري، فهو متمسك بالمركز الثالث على رغم فراق المباريات للعديد من الفرق، وهنا تتأكد لدينا قناعات تامة أن هناك"خللاً"كبيراً وقع على بقية الأندية، وإن كان فريق الفتح يستحق بكل تأكيد استثنائه من هذا"الخلل"، الذي نتمنى زواله بأسرع وقت، حتى لا يبقى دوري زين منقسماً لفرق صدارة وهي الهلال والشباب والاتحاد، وفريقين أو ثلاثة تبحث عن التقوقع في المنطقة الدافئة، وتظل الغالبية العظمى تهرول نحو الهرب من الهبوط لأندية الدرجة الأولى!، ونتساءل هنا لماذا لم تستفد هذه الفرق من فترات التوقف الكثيرة للدوري في هذا الموسم لمعالجة جملة الأخطاء لديها؟، أما أن لديها ظروفاً قاسية ضيعت هويتها وأبقتها في هذه المراكز المتأخرة؟. ولكن سنذكر هنا أن فترة الانتقالات الشتوية في شهر كانون الثاني يناير المقبل هي آخر الفرص أمام مسؤولي الأندية ومن الأجهزة الفنية كي تصحح العديد من الإشكالات التي تسببت هي فيها مع استعدادات الموسم، وتواصلت معها بكل أسف قبل انطلاق الدوري، واستمرت إلى هذه اللحظة، ولا وقت عقب ذلك لتلقي الأعذار لأن الجميع قد أخذ فرصته كاملة في تعديل ما يمكن تعديله. وإذا كان البعض قد يعتبر الحكم باكراً على ما قدمته فرق الدوري إلى هذا الوقت، إلا أن الصحيح هنا في الكيفية التي سيتعامل فيها ثلاثي المقدمة مع الاختبارات الحقيقية التي سيواجهونها خلال الجولات المقبلة، وهم يتصارعون ميدانياً مع بعضهم البعض، وحينها سنجد المتعة والفرجة الحقيقية لأقوى وأشرس المباريات لدوري زين، وستنكشف شخصيات أبطال المقدمة في هذه المباريات، لأن ورقة الست نقاط متوفرة في هذه المباريات لا غيرها، لذلك دعونا ننتظر جولات الإثارة والندية حينما يواجه غداً الشباب الاتحاد، ويعود ويلتقي الهلال، وتختتم بمباراة الهلال والاتحاد. [email protected]