شاهدنا الأخطاء أو دعوني أقول «هفوات» التحكيم في مباراة الشباب مع الفتح، وكيف كان تأثيرها حاضراً بقوة في تغيير نتيجة المباراة لمصلحة الفتح، ولن نعلق على هذه الجزئية أكثر مما تحدث رئيس نادي الشباب خالد البلطان عقب المباراة لوسائل الإعلام، وعزمه المعلن في مخاطبة أعلى المسؤولين في الاتحاد السعودي لكرة القدم لإنصاف فريقه مما تعرض له من «ظلم» تحكيمي أدى لنسف مجهود لاعبيه على أرضية ملعب المباراة، ويبقى هذا الشأن خاصاً بالبيت الشبابي وحده، وإن كنا هنا لا نشكك أو نبخس ما قدمه وبذله لاعبو الفتح ومدربهم وإدارتهم في هذه المباراة. وبتجاوز الأمور التحكيمية المصاحبة لهذه المباراة ينبغي على لاعبي الشباب ومدربهم «التوقف» كثيراً عند الأداء العام للفريق، وكيف تحول الفريق ذو الشخصية الفنية القوية والفريق المنظم والمنسجم إلى فريق «مجتهد»، وفريق تطغى عليه الفردية والسلبية في الأداء، لذلك لا غرابة أن تكثر المساحات في الملعب الشبابي، وتصبح الممرات سهلة لمواجهة وليد عبدالله بشكل مباشر في أية ثانية من المباراة، وهذه الوضعية غير الملائمة لفريق منافس على المراتب الأولى كفريق الشباب تجعلني أصر أن الخلل ليس في إمكانات الأفراد سواء في الدفاع أم الوسط أم الهجوم، ليقيني التام أن الفريق الشبابي يستمد قوته من جماعية الأداء، وتكامل الأدوار ما بين لاعبيه بكل مرونة وسلاسة، وهذا ما يدعونا لطرح العديد من الأسئلة حول ما يحدث مع الفريق في فترات كثيرة من المباريات التي خاضها في الجولات الماضية، وكيف «تتقلب» الأمور الفنية ما بين «التواضع» إلى «القوة» والعكس كذلك خلال شوطي المباراة. يدرك لاعبو الشباب ومدربهم أن مباريات الدوري لا وقت فيها لضياع النقطة في ظل السباق المحموم لفرق الصدارة، ولا مجال فيها لانتظار تعويض ما فات من نقاط، فالقطار يسير بسرعة ولن يلتفت أو يتوقف لمن لا يمتلك الإرادة والتضحية لمجاراته. وهذا ما يجعلنا ننتظر من لاعبي الشباب إعادة حساباتهم ومكاشفة بعضهم البعض حول «تذبذب» الأداء الذي تحدث فيه بكل جرأة رئيس النادي عبر وسائل الإعلام، وكيف انجرفوا بسرعة للتوتر و«النرفزة» في مشهد نتمنى عدم تكراره مع لاعبي فريق ينال نصيباً كبيراً من الإعجاب. [email protected]