الارتقاء بمفهوم خدمة حجاج بيت الله الحرام يجب أن يخرج عن المفاهيم التقليدية التي مازالت حتى يومنا هذا منهجاً يترسخ في أذهان القائمين على خدمة ضيوف الرحمن من حجاج بيت الله الحرام، قبل أيام قلائل نشرت الكثير من الصحف حواراً مع احد مسؤولي مؤسسات الطوافة المخضرمين، وسئل عن مدى تعاون بعثات الحج مع مؤسسة الطوافة التي يشرف عليها؟ فجاءت إجابته"الحقيقة أن المؤسسة تجد تعاوناً مثمراً من بعثات الحج في كل ما تقدمه من خدمات، ولعل من أبرز صور التعاون الذي نجده من بعثات الحج التي تقوم المؤسسة بخدمة حجاجها هو تجاوب هذه البعثات ومؤازرتها للمؤسسة في توفير المرتبة والمخدة والشرشف! لجميع الحجاج طيلة مكوثهم في مشعر منى، وذلك امتثالاً لتوجيهات أمير منطقة مكةالمكرمة ورئيس لجنة الحج المركزية الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز، بتفعيل مفهوم كرامة الحاج"، يتضح من خلال إجابة هذا المسؤول انه يعيش في صومعة بعيدة كل البعد عن الواقع الحقيقي للمفاهيم التي يجب أن تترسخ لدى جميع القائمين على خدمة حجاج بيت الله الحرام. نعلم يقيناً أن الأمير خالد الفيصل لم ولن يحصر مفهوم كرامة الحاج في هذه المرتبة وتلك المخدة وهذا الشرشف، فهي من الأساسيات الرئيسة التي يجب أن توفر للحاج الكريم، لاسيما انه ضيف الرحمن سبحانه وتعالى، فالفرد منا إذا حل عليه ضيف من أقربائه أو من أصدقائه أجلسه في اكبر الغرف، وعلى أرقى الأثاث وأفخمه، وقدم له أطيب الطعام وأجوده وأغلاه، فما بالنا بضيف الرحمن سبحانه وتعالى، إن المفهوم الحقيقي لكرامة الحاج التي تنادي به الجهات المعنية بالإشراف على تقديم الخدمة لحجاج بيت الله الحرام التي تتركز في الكثير من النقاط التي تتجاوز المخدة والشرشف والمرتبة! كان يفترض أن يتم الاستفادة من هذا المفهوم في أمور توعوية وتوضيحية للأخوة الحجاج بدلاً من الوقوع في دهاليز أسئلة وإجابات لا تخدم جهود الدولة أبداً... إن إدارة خدمة ضيوف الرحمن تحتاج إلى تجديد الكثير من المفاهيم الخاطئة التي قد تشوه الكثير من المجهودات الجبارة التي تبذلها أجهزة الدولة بالنظر إلى ما ينشر في وسائل الإعلام، خصوصاً المقروءة منها، سواء مقالات أو حوارات أو ملاحق تجارية، التي قد تستغل لا سمح الله من ضعاف النفوس لتشويه الصورة الحقيقية والواقعية لضيافتنا لحجاج بيت الله الحرام، وما تبذله شرائح العاملين في خدمة ضيوف الرحمن، خصوصاً المطوفين والمطوفات، من جهود حتى يؤدي الحجيج مشاعرهم بيسر وسهولة وأمن وأمان، ويعودوا الى اوطانهم بسلام. أسلوب الإدارة التي تدار بها بعض من مؤسسات الطوافة، والقائمة على مبدأ الإقصاء للرأي الآخر وتهميشه، وإلغاء لغة الحوار الذي توليه الدولة جل اهتمامها من خلال إنشاء مركز وطني للحوار لترسيخ هذه الثقافة لدى مختلف شرائح المجتمع، كما يجب ان تكون العلاقة بين المطوفين والمطوفات المنتسبين لمؤسسات الطوافة في افضل صورها حتى لا يتأثر مستوى الخدمات المقدمة لحجاج بيت الله الحرام، وفي المقابل نثق تماماً في أن متانة وقوة هذه العلاقة سيكون مردوده إيجابياً في جميع الأطر العملية التي ستخلق صورة مثالية لهذه الخدمة الجليلة، وذلك الشرف العظيم. طارق حسني محمد حسين - مكةالمكرمة [email protected]