كنت من سكان حي النسيم شرق الرياض، إذ يسكن والدي، ولكن الظروف العملية أبعدتني وأجبرتني على السكن في مدينة أخرى. في رمضان الماضي قدمت إلى الرياض، واستأجرت شقة مفروشة وسكنت فيها مع أسرتي، وكنت قد عقدت العزم على أن تكون في النسيم حتى أكون إلى جانب والدي خلال الشهر الكريم. حقيقة لم أتفاجأ بكثرة الحفر والتشوهات في الشوارع ورداءة الخدمات البلدية، فهذا ما تعوّد عليه الأهالي منذ سنوات طوال، ولكن الجديد هو الحفريات التي تقوم بها المؤسسات لتنفيذ خدمة ما أو لصيانة الشوارع، فالملاحظ أن معظم المقاولين لا يعيدون الشوارع كما كانت قبل تنفيذ المشروع، وبالتالي تحوّلوا إلى عامل هدم لا عامل إصلاح. أما المؤلم في هذه المشاريع قليلة الفائدة كثيرة الأضرار، فهو طول مدة تنفيذها، فلم يعد أحد يستغرب عندما يغلق شارع لأيام عدة لوجود حفريات، وتتعطل تبعاً لذلك حركة السير ويضطر بسبب ذلك السائقين إلى اختصار الطريق وذلك بالدخول وسط الحارات والشوارع الضيقة. تخيلوا في رمضان ومع اشتداد زحام السيارات، خصوصاً في أوقات الليل تشاهد في حي النسيم اختناقاً تعتقد معه أنك وسط الرياض، مع أنه حي سكني لا توجد فيه إدارات حكومية. في إحدى المرات استغرق مشواري من شقتي إلى منزل والدي أكثر من 30 دقيقة بسبب حفريات في أحد الشوارع، مع أنني أقطع المسافة دوما خلال أقل من عشر دقائق. لماذا يختلف أداء هذه المؤسسات بين حي وآخر؟ ولماذا تبقى بعض الحفريات مدة طويلة، مع أنها تنفذ في موقع آخر في مدة أقصر؟ من دون مبالغة، أقول إن طول مدة التنفيذ وآثارها السلبية على بعض الشوارع، إضافة إلى سلبية البلديات الفرعية في التعامل مع المقاولين، جعلا سكان الأحياء لا يستبشرون خيراً بها، بصرف النظر عن الخدمة المقدمة. كان شهراً ممتعاً ولم ينغص علي ذكريات الطفولة والإفطار مع والدي، سوى هذه المشاريع الحفريات التي شوّهت كل شيء، بما في ذلك روحانية ننتظرها بفارغ الصبر كل عام، فإلى متى يستمر الوضع؟ عبدالله مساعد - الرياض