أيادٍ بيضاء تمدها المملكة العربية السعودية على جميع الأصعدة والميادين، بالأمس القريب وأنا أشاهد التلفزين السوداني أسعدني غاية السعادة خبر الخير والتواصل بين الأشقاء في البلدين الكريمين، الأخبار تطلعنا على 30 عربة إسعاف مهداة من الهلال الأحمر السعودي إلى الحكومة السودانية لتسهم في تضميد الجراح ونقل المرضى والمصابين والحوامل إلى المستشفيات لتلقي العلاج بالسرعة اللازمة، كما شهدنا قبل ذلك بأيام"خلال شهر رمضان المبارك"طلائع الندوة العالمية للشباب الإسلامي وهم يسهمون في تضميد جراح أهلنا في دارفور بتقديم كل ما يحتاجون إليه وتوفير سبل الحياة الكريمة لهم التي تسعى الدولة جاهدة في تقديمها لهم بمساعدة الأشقاء لكي يتمكنوا من العودة الطوعية إلى قراهم والإسهام في عجلة التنمية، وفي هذه اللحظات لا بد لنا أن نترحم على روح الدكتور مانع الجهني الذي أرسى الطريق ومهده لشباب الندوة العالمية لكي تسهم بفعالية في مساعدة كل الدول الإسلامية. فرجوع أهلنا في دارفور من المعسكرات إلى قراهم قطعاً سيكون السبب في أن تدب الحياة في تلك القرى التي هُجرت بالسنين من جديد، وسوف يتم فلاحة الأرض الذي أمر الله أن تعمر من الإنسان، وبتعميرهم لأرضهم وزراعتها سوف يسهمون في الناتج القومي، وبالتالي سوف تتاح فرص وظيفية ومن ثم يكون هنالك إسهام فاعل في دوران عجلة التنمية، والاستفادة من الموارد المتاحة، وخلق أسواق للمنتجات التي سوف يتم إنتاجها، وبالتالي يزيد الصادر منها بما يعود على المواطنين بالخير والاستقرار، أو يتم استغلال المواد الأولية في تشغيل المصانع وعليه يتم الإسهام في خفض الأسعار التي نراها ترتفع بجنون في كل أنحاء العالم. فمملكة الخير بقيادة ربانها الحكيم، خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وسماحة أهلها وحبهم للخير، يذكرونني بذلك الصحابي الذي أخذ ضيف رسول الله"صلى الله عليه وسلم"وهو يعلم أن ما لديه من طعام بالكاد يكفيه وأولاده، على رغم ذلك أخذ الضيف معه وطلب من زوجته أن تقوم بتنويم الأطفال من دون عشاء، وبعد أن نام الأطفال تم تقديم ما لديهم من طعام للضيف، وأطفأ السراج وتظاهر للضيف بأنه يشاركه الطعام وهو لم يأكل، فنزلت فيه الآية الكريمة التي تتلى حتى قيام الساعة، فنعم الرجال الذين يتشبهون بذلك السلف الصالح، ونعم شعب المملكة العربية السعودية الذي يقف دوماً مبادراً بمد يد العون ويسهم ويساعد في تخفيف الجراح، ويحل مشكلات الغير بكل حب وإخلاص. وهكذا ومنذ بدايات"رمضان"شهر الخير والمغفرة، الذي رحل عنا منذ ايام قليلة، وصلت سيارات الإسعاف ال"30"لتكون إضافة حقيقية تسهم في تخفيف العناء والآلام والمشاق التي يعاني منها ابناء السودان الشقيق، الذي عانى بأكمله من الظروف القاسية التي يعيشها وهو صابر ومصابر على تلك الآلام... أتمنى أن تتضافر الجهود السعودية بشدة، خصوصاً في هذه الأيام للمساعدة في خروج السودان من عنق الزجاجة، وذلك لما نكنه من تقدير للسعودية ومواقفها النبيلة، أسوة بالإخوان القطريين والمصريين وبقية الدول العربية المحبة لاستقرار السودان وتقدمه وأمنه. ولا بد من رفع صوت الشكر عالياً لمملكة الخير"حكومة وشعباً"على ما يقدمونه لإخوانهم الآخرين في البلاد العربية والإسلامية..."من لا يشكر الناس لا يشكر الله"، وبالشكر تدوم النعم. علي حسن الريح - الرياض