"لولا صواريخ حماس لما تم الهجوم على غزة"... هذا العذر وغيره الذي نسمعه ونقرؤه متداولاً عبر وسائل الاعلام بمختلف أشكالها على ألسنة أناس أشك أنهم يعيشون في هذا العالم! ومع ذلك نجدهم"يطنطنون"بدعم المقاومة!! تناقض غريب يعيشه هؤلاء ومن يسبح في فلكهم، إنهم يمارسون التضليل كما يفعل العدو، فهم مشتركون في الجريمة وإن كانت بطريقة غير مباشرة، أليس هذا ما يقوله المحتل؟! وأي عاقل يصدق هذا الكلام، فالقتل المتعمد للمدنيين وتدمير البيوت على رأس ساكنيها، حتى دور العبادة لم تسلم من شرهم... كل هذا لأن"حماس"تطلق صواريخ!! من يروج لفكرة أن"صواريخ حماس هي السبب في هذا العدوان"يصور لنا أن اسرائيل مسالمة ولا تعتدي على أحد، وأن المشكلة في الطرف الآخر، الذي اعتدى عليها وأنها فقط تقوم بحق الرد! العارفون بخبايا الأمور ومن يفهم العقلية الاسرائيلية يؤكدون أن هذا العدوان سببه الاخفاق في إطلاق سراح الجندي الأسير لدى"حماس"، وأن ما يحصل الآن استعراض عسكري تؤكد إسرائيل من خلاله أنها قوة لا تُقهر، وكذلك لأغراض انتخابية داخلية، كل هذا على حساب الدم الفلسطيني. إن منظمة"إسرائيلية"، كما جاء في شريط قناة"الجزيرة"، اتهمت اسرائيل بتلفيق التهم والأكاذيب ضد"حماس"، ويصرون على أن حركة المقاومة الاسلامية"حماس"هي السبب، فعلاً"شر البلية ما يُضحك". استنفرت معظم القنوات الفضائية طاقاتها لتغطية هذا الحدث المهم على المستوى العالمي، إذ أصبحت تصل الليل بالنهار لتسرق عين المشاهد من زميلتها حتى وإن كان على حساب العرض المستمر للحم المقطع! فيما حاولت بعض القنوات أن توهم المشاهد بحياديتها أثناء تغطيتها، وأنها فعلاً"حرة"و"مستقلة"عن رأي من أنشأها، ولكن من يدقق في بعض عباراتها يرى بين سطورها تضليلاً إعلامياً واضحاً، وليس أصدق على ما أقول سوى عبارتها المكررة على لسان مذيعيها وشريطها"الحرب في غزة". إن أميركا التي أنشأت هذه القناة هدفت بالدرجة الأولى الى تحسين صورتها في العالمين العربي والاسلامي، ربما تناست أن الأفعال هي من تحفر في ذاكرة الناس وليست الكلمات، ومن لا يصدق فعليه بسؤال منتظر الزيدي عن سبب فعلته؟! ختاماً... ربما يصح القول إن"مصائب قوم عند قوم فوائد"، اذ رفعت هذه الحرب أسهم قنوات في نسب المشاهدة، إذ نقلت بعض القنوات الحدث لحظة بلحظة وجعلت المشاهد كأنه يعيش في غزة! حيث عمل مراسلوها بجهد يستحق الثناء والاشادة... لكني أتحفظ على بعض هذه القنوات التي استضافت شخصيات اسرائيلية تدافع عن جرائمها عبر"إعلام عربي"! حسين علي الطويل - الاحساء