قد لا تكون الطفلتان الأردنيتان اللتان فارقتا الحياة في حادثة انقلاب حافلة على طريق النعيرية ? حفر الباطن قبل أيام، آخر ضحايا هذا الطريق، الذي حصد خلال السنوات الماضية أرواح العشرات وربما المئات من المارة على هذا الطريق، الذي ارتبط اسمه بالموت، لكثرة ما شهد من حوادث مأساوية. ويعاني المسافرون على الطريق، من رداءته وسوء حالته، بعد انتشار التصدعات والتشققات وكثرة الحفر الخطرة على امتداده، ما أدى إضافة إلى الخسائر البشرية، في حدوث تلفيات وأضرار في المركبات. وعلى رغم إعادة سفلتته بالكامل منذ فترة لا تزيد على عام ونصف العام، إلا انه خلال تلك المدة القصيرة تحول إلى"شبح مُخيف"، بسبب كثرة وقوع الحوادث المروعة عليه، وكانت آخرها حادثة انقلاب الحافلة، التي نتجت منها وفاة الطفلتين وإصابة عشرة آخرين، جميعهم من الجنسيتين الأردنية والبحرينية. ووقعت الحادثة غرب محافظة النعيرية على بعد 20 كيلومتراً، أثناء محاولة قائد الحافلة تفادي الوقوع في حفرة كبيرة على الطريق، بيد أن الحافلة خرجت عن المسار الضيق، وانقلبت مرات عدة. ويشهد طريق النعيرية - حفر الباطن خلال الإجازات، حركة مرورية كثيفة من المسافرين العرب المتجهين من دول الخليج العربي إلى كل من الأردن وسورية وتركيا، أو العكس، إضافة إلى أنه الطريق الوحيد للشاحنات المتجهة من الشام إلى الخليج، وكذلك هو الطريق الوحيد الذي يربط شرق المملكة بشمالها. ويمتد الطريق من النعيرية إلى حفر الباطن، بطول يبلغ نحو 270 كيلومتراً، ويحوي مواقع خطرة عدة، بسبب ضيقه ورداءة الطبقة الإسفلتية، ووجود الكثير من الحفر والتشققات، وارتفاع بعض طبقات الإسفلت فيه فوق بعضها البعض، ما يتسبب في وقوع حوادث مرورية مروعة. ويمر سند عبدالله، وهو من سكان محافظة النعيرية، بهذا الطريق يومياً، ذهاباً وإياباً لمحافظة قرية العليا، حيث مقر عمله. ويقول:"أصبح وأمسي على هذا الطريق الذي أتلف إطارات سيارتي، على رغم أنه لم يمضِ عليها سوى عام واحد، إلا ان كل جزء منها أصبح يريد أن ينفك عن الآخر، ما جعلني أسلك طريقاً صحراوياً تحت خطوط الضغط العالي بجانب الطريق السريع، حفاظاً على ما تبقى من سيارتي، وتحاشياً للتعرض للحوادث المرورية، التي تقع بسبب المسافرين الذين يجهلون ما في ذلك الطريق من مفاجآت"، مطالباً وزارة النقل ب"بحث وضع الطريق، والمسارعة إلى إعادة سفلتته في شكل صحيح، ومحاسبة المقاول الذي نفذ السفلتة في المرة الأولى". ويقول سعود عبد الرحمن، الذي التقته"الحياة"، أثناء توقفه على جانب الطريق:"الطريق تكثر فيه حركة المسافرين، وأصبح السير فيه لا يطاق لشدة الزحام وكثرة الحوادث، بسبب الحفريات والتشققات التي تساهم في بطء حركة السير عليه في شكل كبير"، مشيراً إلى ان الطريق"شهد وفاة العشرات بسبب الحوادث". ووصف صيانته السابقة ب"السيئة جداً، إذ تكسر الإسفلت وتعرج وزادت المطبات والانطواء فيه". ورصدت"الحياة"سيارات صغيرة وشاحنات تسير في جميع مسارات الطريق، للبحث عن مكان آمن يواصلون فيه السير، كما كانت هناك شاحنات تسير على حافة الطريق المخصص للحالات الطارئة والإسعافية. وعلى طول الطريق يمكن مشاهدة قطع حديد متناثرة بعد ان تفككت من سيارات مارة على هذا الطريق.