في كل عام تطل علينا مناسبة اليوم الوطني فنستعيد فيها معاني عدة، ونسترجع جملة من الصور، ونقرأ رموزاً مضيئة وحكاية عطرة، تمثلت في وحدة البلاد، ولم شتات الأمة في كيان واحد، ما شكل نموذجاً يحتذى به. وحدة هذا الكيان تحت راية التوحيد، مشروع عظيم قاده المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، رحمه الله، في يوم مشهود سجله التاريخ له في عام 1351ه، 23 أيلول / سبتمبر 1932، تحت مسمى المملكة العربية السعودية، ومنذ ذلك الحين إلى يومنا هذا والمملكة تعيش قفزات نوعية من التطور في المجالات كافة، الاجتماعية، والاقتصادية، والسياسية، خطط لها وطبقها الملك عبدالعزيز، وأكمل المسيرة من بعده أبناؤه البررة الملوك"سعود، وفيصل، وخالد، وفهد"، حتى وصلنا إلى هذا العهد الزاهر الذي تواصل فيه مشروع البناء والنماء بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - إذ نشهد تسارعاً كبيراً في عجلة التنمية وإطلاقاً متنامياً لمشاريع الخير، ومسابقة دائمة لتحسين شروط الحياة لأبناء المملكة العربية السعودية في كل المجالات. في هذه المناسبة علينا أن نقرأ بعناية معنى الوحدة ومعنى المحافظة على إنجازاتها، ومواصلة البناء في عالم تقاس فيه قوة الأمم وحضورها بمدى إنجازها في سجل التنمية، وفي مدى قدرتها على الاستفادة من التطورات العلمية والتقنية والإدارية لتوظيفها في مشروع تنمية وطن يستحق الكثير. في ذكرى اليوم الوطني يجب أن يستعاد، إلى جانب ذلك المعنى، القدرة على مواصلة مشروع التنمية، وحراسة مكتسباتها، والحفاظ على ما تحقق، والبناء المتواصل من أجل غد أفضل. رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية