"أشتاق إلى خبز أمي... وقهوة أمي"بهذه الجملة الشهيرة للشاعر الراحل محمود درويش أجاب المغترب في ألمانيا لدراسة البكالوريوس سعد الغنام عن سؤال"الحياة"حول ما يفتقده في"هايدل بيرغ"خلال شهر رمضان المبارك، إذ بدا منه ومن حديث زملائه المغتربين أن الجو العائلي هو أبرز شيء يفتقدونه في الغربة. وقال:"لفنجان القهوة الذي تحرص على تقديمه الوالدة مع ترانيم صوت الأذان قيمة نفتقدها... اليوم أدركها جيداً"، وأضاف:"على رغم أني ما زلت أحرص على تحضير قهوتي، مثل القهوة التي اعتدت أن أشربها من يدي الوالدة، إلا أني أجد الطعم مختلفاً، فما عدت أدري هل افتقدت القهوة أم من يعدها؟". ويؤكد المقيم في ولاية فلوريدا الأميركية خالد الخالد أن المرء يشعر بالغربة في رمضان بشكل خاص بخلاف أيام العام"لا تختلف الحياة هنا كثيراً عن السعودية طوال أيام العام، لكننا في رمضان نشعر بفرق كبير"، يفسّر ذلك:"ربما لأني اعتدت في السعودية اجتماع العائلة والجلوس على مائدة الإفطار، فما عدت أعي قيمة تلك الساعات الممتعة، لكنني من خلال الغربة أدركت تماماً أنني أفتقد تلك العادة كواحدة من أجمل اللحظات الرمضانية وأميزها".وفي الوقت الذي يتفق فيه المغتربون على افتقادهم الجو العائلي، إلا أنهم يجدون في الاجتماع مع الأصدقاء والجاليات المسلمة الأخرى عزاء لهم، وأنيساً يطرد الوحشة عن قلوبهم. وذكر المبتعث للدراسة في مدينة كولمبوس الكندية خالد الماضي أن ما يميز شهر رمضان في الغربة، تكاتف السعوديين والمسلمين بشكل عام،"الأمر الذي يجعلنا نشعر بالفخر بكل ما نقدمه ويقدم لنا، إذ أعيش في رمضان تجارب مميزة تتعدى متعة الاجتماع العادي، كما يتكفل أقدم الطلاب السعوديين في الجامعة بإعداد إفطار يدعو إليه الجميع، فيحضره كل الطلاب"، مشيراً إلى أن"منظر الطلاب وهم يفطرون هو ما يميزنا بحق كمسلمين، كما يجد الطلاب في هذا الشهر فرصة للتعارف، وحلّ الكثير من المشكلات التي يواجهونها خلال اللقاءات الكثيرة التي تدور بينهم وخلال الصلوات ووجبات الإفطار". ويشعر الكويتي عبدالله العكشان كغيره من الطلاب الخليجيين في إنكلترا بجو رمضاني مميز، ويقول:"في رمضان نتعرف على المستجدين في المدينة، لافتاً إلى أن"موائد الإفطار في بلاد الغربة تذوّب الفوارق وتخفي ألوان جوازات السفر، ونصبح جميعاً مسلمين متساوين.