والدي يعاني من مرض الاضطراب الوجداني، والمرض متقدِّم جداً، فهل تسقط الصلاة والصوم عنه؟ جزاكم الله خيراً. إن مناط التكليف شرعاً هو العقل، فإذا كان الإنسان عاقلاً وجب عليه الصوم والصلاة. أما إذا حصل خلل في الدماغ، أو حلَّت به آفةٌ تبعث على أفعالٍ مخالفة لما يقتضيه العقل، بحيث يفقد صاحبه القدرة على التمييز، ويعجز عن نيَّةِ الأمر والنهي، فإن لنا أن نحكم حينها أن التكليف ساقطٌ عنه، فلا تجب عليه العبادات، لا الصلاة ولا الصيام ولا غيرهما، لأن هذا لا تقعُ منه نيَّة، ولا يصحُّ منه قصد، فأهْدَرَت الشريعة الإسلامية أقواله. وهذا الذي لديه ما يسمِّيه علماءُ النفس اضطراب وجداني، إذا وصل إلى مرحلة اختلال العقل واضطرابه، وعدم قدرة صاحبه على النظر في عواقب الأمور، فقد سقط عنه التكليف. ثم إن كان هذا الحالُ مستمراً فحُكْمُهُ حُكْمُ غير المكلَّف، أما إذا كان يعرضُ له هذا الاختلال ويزول، فيسقط عنه التكليف حالَ اختلاله، وتجب عليه العبادات حالَ اعتدال مزاجه وتصرفاته. الدكتور قيس بن محمد آل مبارك عضو هيئة التدريس في جامعة الملك فيصل ما ثواب من يعد طعام السحور للمصلين أو القائمين في المسجد، أي الذين يتهجدون؟ علماً أن الذين يقومون بإعداد السحور يقومون بإعداده أثناء صلاة التهجد، أي أنهم لا يستطيعون أن يتهجدوا مع المتهجدين"لانشغالهم بالسحور وإعداده، وهل صحيح أن ثوابهم مثل ثواب من يصلي التهجد؟ علماً أن من يعد السحور لا يتيسر له إعداده إلا في الوقت المذكور أعلاه؟ - فإن من ينشغل عن التهجد لإعداد طعام السحور للصائمين المتهجدين له مثل أجر المتهجد، بل قد يكون أعظم أجراً، ويدل على ذلك ما جاء في الصحيحين عن أنس -رضي الله عنه- قال: كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم- في السفر، فمنَّا الصائم ومنّا المفطر، قال: فنزلنا منزلاً في يوم حار أكثرنا ظلاً صاحب الكساء ومنا من يتقي الشمس بيده قال: فسقط الصوام، وقام المفطرون فضربوا الأبنية وسقوا الركاب، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-:"ذهب المفطرون اليوم بالأجر"صحيح البخاري 2890، وصحيح مسلم 111 وفي الحديث الآخر:"من جهّز غازياً فقد غزا"صحيح البخاري 2843، وصحيح مسلم 1895. هذا وينبغي لمن يُعدّ السحور ألا يترك نصيبه من التهجد وإن كان يسيراً، كما ينبغي أن يصلوا الوتر مع الإمام إن كانوا يصلون جماعة كما في رمضان ليحصل لهم أجر قيام ليلة، وذلك بعملهم مع انصرافهم مع الإمام. الدكتور سليمان بن فهد العيسى أستاذ الدراسات العليا في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سؤالي يتعلق بصلاة التراويح فهناك مجموعة من الشباب الذين يجلسون في الصف بعد صلاة التراويح، وأثناء صلاة الشفع والوتر فهم لا يريدون صلاة الشفع والوتر جماعة في المسجد، بل ربما يودون تأديتها فيما بعد في البيت وهذا مفهوم، ولكن غير المفهوم والذي أود أن أتأكد منه هو أنهم بجلسوهم في الصف غير مصلين يخلقون فجوة، ويجعلون الصف غير موصول. تحدثت مع أحدهم وحاولت إقناعه بمغادرة الصف والجلوس في الخلف، وترك مكانه لمصل آخر إلا أنه جادلني في أن ما يقوم به هو الصحيح، أفيدونا أفادكم الله. - فإن الأفضل لهؤلاء أن يصلوا مع الإمام كامل صلاة التراويح"حتى يكتب لهم أجر قيام ليلة لما ثبت أن النبي -صلى الله عليه وسلم- جمع أهله وأصحابه وقال:"إن من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة"رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني. وبإمكانهم أن يوتروا مع الإمام. وإذا أرادوا أن يصلوا من الليل يصلوا مثنى مثنى"حيث لا وتران في ليلة كما في الحديث. أو أن يأتوا بركعة بعد ما ينصرف الإمام من صلاته، ويوتروا في آخر الليل. وأما بالنسبة للصلاة مع انقطاع الصفوف بجلوس هؤلاء فإنها صلاة صحيحة، والأولى التراص في الصفوف"لأن الملائكة تصلي على من يَصِلون الصفوف. والله تعالى أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. صالح بن راشد الغيث القاضي في المحكمة العامة في محافظة حوطة سدير