ما صحة الحديث: «لا اعتكاف إلا في المساجد الثلاثة»، وإن صح الحديث فهل يعني فعلاً أنه لا اعتكاف إلا في المساجد الثلاثة؟ - يصح الاعتكاف في غير المساجد الثلاثة، إلا أنه يشترط في المسجد الذي يعتكف فيه إقامة صلاة الجماعة فيه، فإن كانت لا تقام فيه صلاة الجماعة لم يصح الاعتكاف فيه إلا إذا نذر الاعتكاف في المساجد الثلاثة، فإنه يلزمه الاعتكاف بها وفاء لنذره. الشيخ عبدالعزيز بن باز - رحمه الله - المفتي العام للمملكة العربية السعودية سابقاً ما ثواب من يعد طعام السحور للمصلين أو القائمين في المسجد، أي الذين يتهجدون؟ علماً أن الذين يقومون بإعداد السحور يقومون بإعداده أثناء صلاة التهجد، أي أنهم لا يستطيعون أن يتهجدوا مع المتهجدين؛ لانشغالهم بالسحور وإعداده، وهل صحيح أن ثوابهم مثل ثواب من يصلي التهجد؟ علماً أن من يعد السحور لا يتيسر له إعداده إلا في الوقت المذكور أعلاه؟ - إن لمن ينشغل عن التهجد لإعداد طعام السحور للصائمين المتهجدين له مثل أجر المتهجد، بل قد يكون أعظم أجراً، ويدل على ذلك ما جاء في الصحيحين عن أنس - رضي الله عنه - قال: كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في السفر، فمنَّا الصائم ومنّا المفطر، قال: فنزلنا منزلاً في يوم حار أكثرنا ظلا ًصاحب الكساء ومنا من يتقي الشمس بيده قال: فسقط الصوام، وقام المفطرون فضربوا الأبنية وسقوا الركاب، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ذهب المفطرون اليوم بالأجر» صحيح البخاري (2890)، وصحيح مسلم (111) وفي الحديث الآخر: «من جهّز غازياً فقد غزا» صحيح البخاري (2843)، وصحيح مسلم (1895). هذا وينبغي لمن يُعدّ السحور ألا يترك نصيبه من التهجد وإن كان يسيراً، كما ينبغي أن يصلوا الوتر مع الإمام إن كانوا يصلون جماعة كما في رمضان ليحصل لهم أجر قيام ليلة، وذلك بعملهم مع انصرافهم مع الإمام. الدكتور سليمان بن فهد العيسى أستاذ الدراسات العليا في جامعة «الإمام»