ما حكم الشرع في أن يؤمَّر شخص على مجموعة من الشباب في الاعتكاف بحيث يقوم بتنظيم وقتهم في قراءة القرآن وبعض الدروس العلمية المفيدة؟ وهل ذلك مخالف لقصد الشارع من الاعتكاف، وهو الخلوة لذكر الله -عز وجل- والتعبُّد له سبحانه وتعالى؟ - الذي جاء في السنة التأمير في السفر فقط دون الاجتماعات الأخرى، انظر ما رواه أبو داود 2608 من حديث أبي سعيد الخدري ? رضي الله عنه -، ولذلك لا يشرع في ما يظهر لي أن يؤمَّر شخص على المجموعة المعتكفة، لكن لا مانع من جعل واحد منهم منظماً للمجموعة، حيث يقوم بترتيب الأوقات الخاصة بالأكل أو النوم أو الاستفادة العامة ونحو ذلك، من غير أن يكون أميراً تلزم طاعته في هذا الاجتماع، والله أعلم. د.أحمد بن محمد الخليل عضو هيئة التدريس في جامعة القصيم هل يجوز الاعتكاف في غير المساجد الثلاثة؟ وما الدليل؟ - نعم يجوز الاعتكاف في غير المساجد الثلاثة: المسجد الحرام ومسجد النبي? صلى الله عليه وسلم - والمسجد الأقصى. ودليل ذلك: عموم قوله تعالى:"وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ"[البقرة: 187]. فإن هذه الآية خطاب لجميع المسلمين. ولو قلنا: إن المراد بها المساجد الثلاثة، لكان أكثر المسلمين لا يخاطبون بهذه الآية، لأن أكثر المسلمين خارج مكة والمدينة والقدس. وعلى هذا فنقول: إن الاعتكاف جائز في جميع المساجد، وإذا صح الحديث بأنه"لا اعتكاف إلا في المساجد الثلاثة"فالمراد أنه الاعتكاف الأكمل والأفضل، ولا شك أن الاعتكاف في المساجد الثلاثة أفضل من غيره، كما أن الصلاة في المساجد الثلاثة أفضل من غيرها. فالصلاة في المسجد الحرام بمئة ألف صلاة، والصلاة في المسجد النبوي خير من ألف صلاة فيما عداه إلا المسجد الحرام، والصلاة في المسجد الأقصى بخمسمئة صلاة. هذا ? أي الأجر ? في ما يفعله الإنسان في المساجد، كصلاة الجماعة في الفريضة، وفي صلاة الكسوف، وكذلك تحية المسجد، وأما الرواتب والنوافل التي تفعلها غير مقيد بالمسجد، فصلاتك في البيت أفضل. ولهذا نقول في مكة: صلاتك الرواتب في بيتك أفضل من صلاتك إياها في المسجد الحرام. وكذلك الأمر بالنسبة للمدينة، لأن النبي ? صلى الله عليه وسلم ? قال وهو بالمدينة:"أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة"وكان ?صلى الله عليه وسلم? يصلي النوافل في بيته. أما التراويح فإنها من الصلوات التي تشرع في المساجد، لأنه تشرع فيها الجماعة. العلامة/ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله ? نظراً لظروف عملي فإنني لا أستطيع الاعتكاف طوال العشر الأواخر، فهل يجوز لي أن أعتكف يوماً أو يومين؟. - نعم لا بأس أن يعتكف الإنسان يوماً أو يومين، فأقل الاعتكاف يوم أو ليلة، كما ورد أن عمر ? رضي الله عنه ? سأل النبي ? صلى الله عليه وسلم ? أنه نذر أن يعتكف ليلة في المسجد الحرام، فقال النبي ? صلى الله عليه وسلم -:"أوف بنذرك"، فأقل الاعتكاف يوم أو ليلة، هذا ما ورد في الشرع، لكن السنة أن يعتكف العشر كاملة. د. خالد بن علي المشيقح عضو هيئة التدريس في جامعة القصيم ما ثواب من يعد طعام السحور للمصلين أو القائمين في المسجد، أي الذين يتهجدون؟ علماً بأن الذين يقومون بإعداد السحور يقومون بإعداده أثناء صلاة التهجد، أي أنهم لا يستطيعون أن يتهجدوا مع المتهجدين، لانشغالهم بالسحور وإعداده، وهل صحيح أن ثوابهم مثل ثواب من يصلي التهجد؟ علما بأن من يعد السحور لا يتيسر له إعداده إلا في الوقت المذكور أعلاه؟ - من ينشغل عن التهجد لإعداد طعام السحور للصائمين المتهجدين له مثل أجر المتهجد، بل قد يكون أعظم أجراً، ويدل على ذلك ما جاء في الصحيحين عن أنس - رضي الله عنه - قال: كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في السفر، فمنَّا الصائم ومنّا المفطر، قال: فنزلنا منزلاً في يوم حار أكثرنا ظلاً صاحب الكساء ومنا من يتقي الشمس بيده قال: فسقط الصوام، وقام المفطرون فضربوا الأبنية وسقوا الركاب، فقال رسول الله ? صلى الله عليه وسلم -:"ذهب المفطرون اليوم بالأجر"، صحيح البخاري 2890، وصحيح مسلم 111 وفي الحديث الآخر:"من جهّز غازياً فقد غزا"، صحيح البخاري 2843، وصحيح مسلم. 1895 هذا وينبغي لمن يُعدّ السحور ألا يترك نصيبه من التهجد وإن كان يسيراً، كما ينبغي أن يصلوا الوتر مع الإمام إن كانوا يصلون جماعة كما في رمضان، ليحصل لهم أجر قيام ليلة، وذلك بعملهم مع انصرافهم مع الإمام. الأستاذ الدكتور سليمان بن فهد العيسى ? أستاذ الدراسات العليا في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية كيف يكون إحياء ليلة القدر؟ أبالصلاة أم بقراءة القرآن والسيرة النبوية والوعظ والإرشاد والاحتفال لذلك في المسجد؟ - أولاً: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يجتهد في العشر الأواخر من رمضان ما لا يجتهد في غيرها بالصلاة والقراءة والدعاء، فروى البخاري ومسلم عن عائشة ?رضي الله عنها - أن النبي - صلى الله عليه وسلم -:"كان إذا دخل العشر الأواخر أحيا الليل وأيقظ أهله وشد المئزر"، ولأحمد ومسلم:"كان يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيرها". ثانياً: حث النبي - صلى الله عليه وسلم - على قيام ليلة القدر إيماناً واحتساباً، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:"من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه"رواه الجماعة إلا ابن ماجه، وهذا الحديث يدل على مشروعية إحيائها بالقيام. ثالثاً: من أفضل الأدعية التي تقال في ليلة القدر ما علمه النبي - صلى الله عليه وسلم - عائشة - رضي الله عنها -، فروى الترمذي وصححه عن عائشة - رضي الله عنها - قالت:"قلت: يا رسول الله، أرأيت إن علمت أي ليلة ليلة القدر ما أقول فيها؟"قال:"قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني". رابعاً: أما تخصيص ليلة من رمضان بأنها ليلة القدر فهذا يحتاج إلى دليل يعينها من دون غيرها، ولكن أوتار العشر الأواخر أحرى من غيرها، والليلة السابعة والعشرون هي أحرى الليالي بليلة القدر، لما جاء في ذلك من الأحاديث الدالة على ما ذكرنا. خامساً: وأما البدع فغير جائزة لا في رمضان ولا في غيره، فقد ثبت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم - أنه قال:"من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد"، وفي رواية:"من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد". فما يفعل في بعض ليالي رمضان من الاحتفالات لا نعلم له أصلاً، وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وسلم -، وشر الأمور محدثاتها. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء. الأرملة وللأرملة في الأممالشرقية البائدة صيام خاص بها، وهو أن تصوم عن الأكل والخروج والملاذ والضحك والكلام عاماً كاملاً بعد زوجها. وذاك من الغريب في تلك الأمم، فيقال إن المرأة تظل حزينة مكتربة، مولولة طوال العام! ولا ندري هل هي حزينة لحرمانها من الضحك والكلام لذة المرأة الكبرى، أم لفقدان زوجها، والأولى أولى عندنا والله العالم. غير أن تلك الأمم لا تتعامل في هذا الأمر مع المرأة خصوصاً، بل تلحق بالرجل معاناة الحمل، فتوجب عليه أن يصطحب زوجته في ولادتها، ويصرخ معها في حال الطلق وصعوبات الوضع، فكلما ولولت ولول معها، إلى أن يولول معهما من في المحيط كله. قال طرفة في مثل هذا المعنى، لكنه في عقر الإبل لا في صوم البشر: فقالوا: ذروه إنما نفعها له/ وإن لا تردوا قاصي البرك يزددِ.