حظي سيء ! هكذا يقال إذا قصر تحقيق الهدف بأحدنا، أو أخفقنا في مسابقةٍ ثقافيةٍ أو اختبارٍ أكاديمي أو مهني، فالحظ لا ينطق ولا يحتج ولو حملناه جميع عيوبنا وأخطائنا، وهو المشجب الأول قبل أن نبكي على أطلال الظروف وسوء التقدير والصعوبات التي نواجهها في الحياة. واستغل كثير من الدجالين والمشعوذين هذه القضية، فأشعلوا في الناس حبّ الاطلاع على الحظوظ وسبر أغوار النجوم والأبراج . وكان من أبراجهم العذراء والعقرب والدلو، وكل برجٍ من أبراجهم، يحظى عندهم بكثيرٍ من عوامل النجاح لا الفشل! وتربط أحياناً بالأرقام تواريخ الميلاد مثلاً وهي وسيلة من وسائل التخدير وبث الأكاذيب واستنزاف الجيوب والعواطف، ولم تقتصر العملية على دجل الأبراج والأرقام، بل امتد الأمر إلى الاستعانة بالحواسيب الآلية لمعرفة مدى المواءمة بين الأزواج أو العشاق، وتظهر النتيجة بنقرةٍ حاسوبيةٍ واحدةٍ، فتكون النتيجة إما توافقاً بنسبة 80 في المئة أو 10 في المئة، من دون إلمامٍ واضحٍ بأبعاد تلك المقارنة ! وكانت العرب تتشاءم قديماً من البومة، ومن السفر في شهر صفر، بل كانت القوافل التجارية لا تتحرك إلا بعدما تقدم شيئاً ما إلى الكاهن، ليقرأ لها الطالع، ويضرب لها الأقداح ! ويروي التراث أن ملكاً من ملوك الفرس خرج يوماً إلى الصيد، وأثناء خروجه اعترض طريقه رجل أعور، فتشاءم الملك منه وأمر بحبسه، لكنه ظفر في ذلك اليوم بصيدٍ وفيرٍ، فلما قفل عائداً أمر بالرجل فأحضر إليه واعتذر منه، فقال له الأعور: أيها الملك لقيتني فظفرت بصيدٍ وفيرٍ، ولقيتك فتمّ حبسي، فأينا أشد شؤماً على الآخر ؟! فضحك الملك منه وأمر له . ولم يكتفي البعض من السخرية حتى وهو على أعتاب الموت، إذ أمر ملك من ملوك أوروبا بإعدام فيلسوفٍ من الفلاسفة بتهمة الهرطقة، فلما وقف الشاعر على بئر المشنقة، وفتحت كوتها ليهوي جسد الشاعر إلى أسفل، انقطع حبل المشنقة به ووقع على الأرض، فقال ساخطاً: لم أوفق طوال حياتي بحظٍ جيدٍ، بل ولا حتى ساعة إعدامي ! وتشاءم رجل أعجمي من رجلٍ عربي أعور فقال له: حان خروج الدجال ... فردّ عليه : إنه يخرج من بلاد الأعاجم لا العرب !