في شهر رمضان يكون إقلاع بعض الرحلات وقت أذان المغرب فنفطر ونحن على الأرض وبعد الإقلاع والارتفاع عن مستوى الأرض نشاهد قرص الشمس ظاهراً، فهل نمسك أم نكمل إفطارنا؟ -أكمل إفطارك، ولاتمسك"لأنك أفطرت بمقتضى الدليل الشرعي"لقوله -تعالى- :"ثم أتموا الصيام إلى الليل"[البقرة:187]، وقوله- صلى الله عليه وسلم-:"إذا أقبل الليل من ها هنا، وأشار إلى المشرق وأدبر النهار من ها هنا، وأشار إلى المغرب، وغربت الشمس فقد أفطر الصائم". الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله. مسافر أفطر في سفره وعندما يصل إلى محل إقامته أيمسك أم ليس عليه حرج في الأكل، وما الدليل؟ - الفطر في السفر رخصة جعلها الله توسعة لعباده، فإذا زال سبب الرخصة زالت الرخصة معه، فمن وصل إلى بلده من سفره نهاراً وجب عليه أن يمسك لدخوله في عموم قوله تعالى:"فمن شهد منكم الشهر فليصمه". وبالله التوفيق. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء إذا سافر المسلم فما الأفضل له في سفره: الفطر أم الصيام؟ - المسألة فيها ثلاثة أقوال: القول الأول: وهو ما يميل إليه شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - أن الفطر في كل حال أفضل لكل مسافر. وعلته: أن الصوم قد أبطله بعض العلماء، فذكر عن بعض الظاهرية أنهم يلزمون المسافر إذا صام في سفره أن يقضي أيام سفره"لأن الله يقول:"فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ"[البقرة:184] فكل من كان مسافراً يصوم عدة أيام سفره سواء أفطر أم لم يفطر. ورد الجمهور على هذا الاستدلال وقالوا: إن الآية فيها تقدير، وتقديرها:"من كان على سفر فأفطر فعدة من أيام أخر"وأما إذا كان على سفر وصام فلا تلزمه عدة، فكأن شيخ الإسلام يقول: الصوم في السفر فيه خلاف فهناك من يبطله، فاختار أن الفطر أفضل خروجاً من الخلاف"لأنه ليس هناك خلاف أن الفطر جائز وأما الصوم ففيه خلاف. قال: فلأجل الخروج من الخلاف فأنا أختار أن الفطر أفضل، سواء وجدت مشقة أم لم توجد، ولكن شيخ الإسلام يقيسه على زمانه"فزمانه يناسبه الفطر في كل حال لغلبة المشقة. القول الثاني: أن الصوم أفضل بكل حال ولو مع المشقة والفطر جائز، واستدل أصحاب هذا القول بحديث جابر - رضي الله عنه - قال: كنا في سفر وفي حر شديد حتى إن أحدنا ليضع يده على رأسه من شدة الحر، وما فينا صائم إلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعبدالله بن رواحة - رضي الله عنه. وقالوا: إن اختيار النبي - صلى الله عليه وسلم - للصوم في هذا الحر الشديد يدل على أنه أفضل حتى ولو مع المشقة، ولكن نحمل الحديث إما: أ. على أنه خاص بالنبي - صلى الله عليه وسلم. ب. على أن النبي - صلى الله عليه وسلم - وثق من نفسه بالصبر ولهذا لم يصوموا كلهم. القول الثالث: وهو أرجحها - إن شاء الله - أن الصوم مع عدم المشقة أفضل والفطر مع المشقة أفضل. والدليل عليه: أنه - صلى الله عليه وسلم - لما خرج إلى مكة في حجة الوداع صام هو وصحابته في رمضان حتى بلغوا عسفان، أي صاموا نحو ثمانية أيام، فلما بلغوا ذلك قيل للرسول - صلى الله عليه وسلم - إن الناس قد شق عليهم الصيام، فعند ذلك أفطر، وفي رواية أنه قال للذين لم يفطروا:"إنكم قد قربتم من عدوكم والفطر أقوى لكم"وبلغه أن أناساً قد شق عليهم الصيام ولم يفطروا فقال:"أولئك العصاة"، فإن هذا دليل على أن الصوم مع عدم المشقة أفضل ومع المشقة فالفطر أفضل مع أن الكل جائز، كما ثبت في حديث أنس - رضي الله عنه - وغيره قال: كنا نسافر مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فمنا الصائم ومنا المفطر، فلم يعب الصائم على المفطر ولا المفطر على الصائم. الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن بن جبرين عضو لجنة الإفتاء سابقا