استنفر البيت الأبيض أركانه لصد هزة مقبلة على إدارة الرئيس جورج دبليو بوش في كتاب جديد لأحد أبرز منتقدي الإدارة وهو الصحافي المؤلف رون ساسكند، الذي يقول إن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية سي. آي. ايه. زوّرت خطاباً ينتحل توقيع مدير مخابرات الرئيس العراقي السابق صدام حسين لتعزيز مزاعم واشنطن بأن للنظام السابق في بغداد صلات قوية بهجمات 11 أيلول سبتمبر 2001 على واشنطن ونيويورك. ويقول ساسكند، وهو صحافي سابق في صحيفة"وول ستريت جورنال"تحول مؤلفاً وأصدر كتابين ينطويان على انتقادات شديدة لإدارة بوش، في كتابه الذي صدر أول من أمس الثلثاء، تحت عنوان"طريق العالم... قصة الحقيقة والأمل في عصر التطرف"، إن الإدارة اختلقت خطاباً يحمل توقيع مدير المخابرات العراقية السابق طاهر جليل حبوش التكريتي، موجهاً إلى صدام حسين يصف فيه نشاطات مدبري هجمات سبتمبر داخل العراق. وأضاف المؤلف أن البيت الأبيض غض الطرف عن ذلك الخطاب المزيف الذي كتب بتاريخ رجعي أول تموز / يوليو 2001، وجاء فيه أن زعيم مختطفي الطائرات التي استخدمت في هجمات سبتمبر محمد عطا أكمل التدريب لمهمته في العراق، ليدل الخطاب على ما تبحث عنه إدارة بوش، وهو وجود صلة عملية بين صدام و"القاعدة"، وهو أمر ظلّ نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني ومساعدوه يتمسكون به لتبرير غزو العراق من دون إقامة دليل عليه. وأوعز البيت الأبيض لأعوانه بتفنيد ادعاءات ساسكند، واتهامه بالترويج لنظرية"المؤامرة". واتهم المدير السابق لوكالة الاستخبارات جورج تينيت مؤلف الكتاب بالافتقار إلى الدقة. وقال إنه لا صحة لمزاعم ساسكند أن البيت الأبيض أمر الوكالة بتزوير ذلك الخطاب لإيجاد مبرر لغزو العراق. بيد أن ساسكند يتمسك بأن معاوني تينيت الذين كلفوا بتزوير الرسالة هم الذين أطلعوه على التفاصيل الكاملة.