رحل عن دنيانا أميرنا المحبوب الأمير فواز بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة سابقاً، الذي كانت له مجهودات عظيمة وبارزة في منطقتنا المقدسة، وإنجازات غير مسبوقة يظل يذكرها العالم كله على مدى التاريخ، كما رحل من قبله الأميران ماجد بن عبدالعزيز وعبدالمجيد بن عبدالعزيز، طيب الله ثراهما، وكانت إنجازاتهما لهذه المنطقة ولأبنائها وللإسلام والمسلمين كافة كبيرة وعظيمة، تظل راسخة في الأذهان. ففي عهد الأمير فواز بن عبدالعزيز، رحمه الله، حينما كان أميراً لمنطقة مكةالمكرمة، تحققت أكبر توسعة في الحرم المكي الشريف كانت بمثابة نقلة نوعية، إذ يقف مشروع توسعة وعمارة المسجد الحرام اليوم معلماً إسلامياً شامخاً ستظل الأجيال المسلمة تتذكره شاهداً على ما تقوم به المملكة من أعمال جليلة تهدف في مجملها إلى خدمة الإسلام والمسلمين، وقد شملت تلك التوسعة إنشاء 18 مدخلاً عادياً، إضافة إلى بوابة رئيسة للحرم المكي الشريف باسم"بوابة الملك فهد"، كما شملت التوسعة مأذنتين مشابهتين للمآذن الموجودة سابقاً، وكذلك شملت التوسعة إنشاء سلالم كهربائية متحركة لنقل المصلين إلى السطح والدور الأول في وقت الذروة والمواسم، خصوصاً كبار السن والعجزة، إضافة إلى ثلاث قباب، تبلغ مساحتها 225 متراً مربعاً، وممرات للمصلين ليتمكنوا من الدخول والخروج للحرم. وجاء من بعده أميرنا المحبوب الأمير ماجد بن عبدالعزيز، طيب الله ثراه، الذي تولى إمارة منطقة مكةالمكرمة ليواصل المشوار في متابعة أكبر توسعة شهدها الحرم المكي الشريف، إضافة إلى إنجاز اكبر المشاريع التنموية في المنطقة، وحققت منطقة مكةالمكرمة في عهده طفرة تنموية وسياحية هائلة. أما على صعيد إنجازات الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز، الذي تولى الإمارة من بعد الأمير ماجد بن عبدالعزيز، وتشرف بالبقاء فيها لنحو 14 عاماً، فلقد عرف عنه حبه لأبنائه جميعاً، فأعطى جل وقته لدعم الشباب وإيجاد الوظائف لهم، ولم تقف عطاياه عند هذا الحد، وإنما امتدت لعتق الرقاب، واستطاع إنقاذ أكثر من رقبة من حد السيف وأنفق من جيبه الخاص من أجل هذه المهمة الإنسانية، ومساعدة المحتاجين ونجدة الملهوفين. يذكر أهالي"طيبة الطيبة"ما قدمه الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز حينما كان أميراً لها من مجهودات كبيرة، ولم تكن حفلة الوداع التي حرص أهالي المنطقة على إقامتها سوى ملحمة ترجمت حب الأمير للأرض الطيبة ومن تشرفوا بالبقاء فيها وحب هؤلاء لمن عايش همومهم يوماً بعد يوم. ومن منا لا يذكر إنجازاته في كل الإمارات التي كان أميراً لها، إذ شهدت منطقة المدينةالمنورة كذلك أكبر توسعة للمسجد النبوي في عهده، وأشرف إشرافاً مباشراً على هذه التوسعة، إضافة إلى تطوير منطقة الحرم وأشرف على أكبر توسعة للحرم النبوي، التي وضع حجر الأساس لها الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله، كما أنشأ أول جمعية خيرية في المدينةالمنورة وهي الجمعية الخيرية للخدمات الاجتماعية لمساعدة الفقراء والقضاء على مشكلة غلاء المهور. وحينما كان أميراً لتبوك، رحمه الله، قبل ذلك وضع الأفكار والدراسات الخاصة بالبنى التحتية لمنطقة تبوك. كما كان صاحب فكرة الحزام الأخضر حول منطقة تبوك، وفي عهده حققت المنطقة نهضة زراعية متطورة وأسهمت في دعم الأمن الغذائي من خلال الرؤى التي وضعها. ونتمنى من أميرنا المحبوب أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز تكريمهم ولو بإطلاق أسمائهم على بعض المشاريع التنموية التي تحققت في المنطقة تقديراً لهم ولجهودهم الضخمة التي قدموها في حياتهم، رحمهم الله. لهذا أطالب الأمير خالد الفيصل بالمسارعة بتكريم هؤلاء الأمراء البررة وإطلاق أسمائهم، على مرفق حيوي أو منشأة، وبهذه المناسبة أقول: من منا لا يتذكر ما قدمه الأمير الراحل عبدالمجيد بن عبدالعزيز الذي اهتم بالتطوير الاقتصادي في منطقة مكةالمكرمة، وتوجت بإسهامه في إنشاء مركز"خديجة بنت خويلد"في غرفة جدة للتجارة والصناعة المخصص لسيدات الأعمال، كما ابتكر ما أطلق عليه"الدائرة الاقتصادية"في إمارة منطقة مكةالمكرمة، وتتصل هذه الدائرة بأمير المنطقة بشكل مباشر. والدائرة عبارة عن مجموعة تطوعية تتكون من نخبة من رجال الأعمال والأكاديميين المتخصصين في علمي الاقتصاد والاجتماع، وتقدم استشارات لتحسين البيئة الاستثمارية في المنطقة، بما يجعلها نقطة جذب سياحي وترفيهي وعلاجي، ومركزاً للصناعات الصغيرة والمتوسطة، ونجحت هذه الدائرة في احتضان الكثير من المشاريع الاقتصادية المبتكرة، وتكوين مجموعة لتقويم التعليم الأهلي، ولجنة للاهتمام بقضايا الشباب، وكان من ابرز توصياتها السماح للشباب بدخول المراكز التجارية. [email protected]