الحلم سيد الأخلاق، وقد حث الإسلام عليه، لأنه صفة نبيلة من شأنها تحبيب الناس لبعضهم البعض، وإزالة الشحناء ودحر الشيطان، والقضاء على كثير من المشكلات في المجتمع، وقد كان لرسول الله"صلى الله عليه وسلم"قصب السبق في هذا المجال، وما قصة عفوه عن المشركين يوم الفتح المبين"فتح مكة"بخافية على أحد، فقد ضرب مثالاً رائعاً سيبقى خالداً في ذهن كل مسلم بل وحتى الكافر. لقد أذى المشركون الرسول أذى بالغاً، طال دينه وعرضه وشخصه سنين عدة، وجاء اليوم الذي مكنه الله منهم، وحان وقت الانتقام، فوقفوا في لحظة ذلة وهم يترقبون نوع الأخذ بالتأثر، فسألهم رسول الله"صلى الله عليه وسلم"عن شيء يدور في أذهانهم قائلاً:"ما تظنون أني فاعل بكم؟ فقالوا: أخ كريم وابن أخ كريم"، وهكذا حصحص الحق، فالحسدة الحاقدون يعرفون فضل المحسود والمحقود عليه، لكنهم لا يعترفون به إلا عند الأزمات الحقيقية، فيا لضعف نفوسهم وخبث طباعهم، فقال لهم رسول الله"صلى الله عليه وسلم":"اذهبوا فأنتم الطلقاء". [email protected]