كل الشكر لك أستاذي الفاضل"سعد الدوسري"على ما أرسلته من تعقيب ووجهة نظر رائعة وموفقة على مقالي"الدعاة التجار"، لذا دعني أنقل ما سطرته أولا ًثم أبين لك وجهة نظري:"الأستاذة الفاضلة أشكرك وصحيفة"الحياة"على ما تنقلونه لنا من معلومات ومقالات، وتعقيباً على مقالك"الدعاة التجار"فإني أتفهم وجهة نظرك ولكن دعينا نفكر في هذه الزاوية، أليست المحاضرة أياً كان نوعها تستلزم من المحاضر الكثير من الجهد في الإعداد بحثاً وتفكيراً وصياغة، فإن كنا نجيز للعالم النفسي، وعالم الإدارة، وعالم الاقتصاد، أن يأخذ مقابلاً لحضوره فَلِم نحرم المحاضر الديني من ذلك؟ أكاد أسمعك تقولين إن الدين وعلومه يختلفان عن غيرهما من العلوم. وأقول بأني اتفق معك على ذلك، وأنه ليس من حق المحاضر أن يطالب بمال عن محاضرة يفسر فيها آية أو يقرأ حديثاً مع احترامي لقوله إن فعل، ولكن إن كانت المحاضرة في الحقيقة تتحدث عن جانب أخلاقي أو استنباطي، وفهم معين للحاضر في مجال من مجالات علوم الدين فإني في الحقيقة أؤيد حصوله على مقابل لتعبه - مع احترامي لرأيه إن قرر العكس. الخلاصة: لا أرى مانعاً في المطالبة بمال في مقابل المحاضرة الدينية مع الاقرار بجدلية الموضوع واختلاف الآراء فيه بيننا كمختلفين وبين العلماء أنفسهم، وبالتالي فإن اختلافي الوحيد معك هو في قطعك التام بعدم مشروعية أو أخلاقية السعي نحو المال لمحاضرة دينية... إنتهى تعليقه. وهو التعقيب نفسه الذي أرسلت به الأستاذة"مها يوسف"مع اختلاف في الاسلوب، مع تأكيدها على خوفهما من ان تصبح هذه ظاهرة لكل الدعاة لحاجة ولغير حاجة. وأما تعقيبي فهو: أنني لم احرم شيئاً من هذا القبيل، ولم اقل عن الأموال التي يحصلون عليها بأنها حرام وغير مشروعة، لكن يبدو أني لم أنقل للقراء وجهة نظري بشكل واضح، إذ إن وجهة نظري تتلخص في نقطتين أساسيتين: الأولى: أن المسألة أصبحت تأخذ مساراً جلياً، ما يجعلنا نحكم بأن المادة طغت بشكل واضح حتى في أمور ديننا، وإن ظاهرة الرسوم أصبحت تزيد في غلاء مماثل لغلاء أسعار كل الأشياء! الثانية: أين كان الداعية قبل أن يشتهر؟ وهل بعد اشتهاره له الحق في منع العلم إلا لصاحب المال؟ علماً بأني لم أسطر ما قلته سابقاً إلا من دافع ما رأيته في الحرم النبوي من علوم تستحق الدفع نقداً أو تقسيطاً لا يمكن مقارنتها بما يلقيه الدعاة، وان كنت لا اقلل من شأنهم، ومن واقع ما رأيته من داعيات يجبن الأماكن لإلقاء العلوم الدينية مجاناً عملاً بقوله تعالى قل لا أسألكم عليه من أجر. أما إذا كان الداعية يأخذ المال ويعلن أن ريعه خيري، فإني أرى أنها صدقة، والصدقة إن لم تكن من القلب فلا فائدة منها للمتصدق... والأولى تحفيز الناس على الصدقة في المحاضرة وسيرى المحاضر كمية المال التي تدفع عن اقتناع وحب للخير. [email protected]