أنعش منتخب الجزائر لكرة القدم الممثل الوحيد للعرب في مونديال البرازيل آماله ببلوغ الدور الثاني في العرس العالمي بعد فوزه الباهر على كوريا الجنوبية (4 - 2) في ثاني مبارياتهما بالمجموعة الثامنة. وأحرز أهداف الجزائر سليماني وحليش وجابو وإبراهيمي، بينما سجل للكوريين سون مين وشيول. ويعد هذا أول فوز للجزائر منذ مونديال 1986 والأكبر نتيجة منذ مونديال إسبانيا الذي شهد أكبر فوز بنتيجة (3- 2) على المنتخب التشيلي. كما أصبح منتخب الجزائر أول فريق أفريقي يحرز أربعة أهداف في مباراة واحدة بكأس العالم. وأعرب مدرب الجزائر البوسني وحيد خاليلوزيتش عن «سعادته البالغة بالفوز» مؤكداً: «قدمنا عرضاً مثالياً في الشوط الأول وبفعالية كبيرة، مرّ المنتخب بفترة فراغ كالعادة على الأرجح بدنياً أو معنوياً، ويجب أن نتحدث في ذلك، ولكن الجزائر قدمت مباراة بطولية، وأهنئ جميع اللاعبين». وأضاف: «عانينا خلال بعض الفرص من الناحية الدفاعية ولكننا كنا مستعدين لذلك، حللنا أسلوب لعب الكوريين جيداً وأزعجناهم بأسلوب لعب ياسين إبراهيمي بين الخطوط. الهدف الرابع من إبراهيمي يدرس، وأعتقد أن البرازيليين الذين حضروا المباراة في الملعب أعجبوا به». بدوره، قال إسلام سليماني، صاحب الهدف الأول للجزائر وأفضل لاعب بالمباراة: «لم نقدم أداءً جيداً في المباراة الأولى أمام بلجيكا، وكان لدينا الإصرار على تحقيق الفوز في لقاء كوريا الجنوبية وحققنا هذا الهدف». واعتبر اللاعب الدولي السابق ياسين بزاز، في تصريح إلى «الحياة»، أن «المنتخب الجزائري قدم مباراة كبيرة أمام كوريا الجنوبية»، مشيراً إلى أن «الفوز مستحق ويعزز من حظوظ التأهل إلى الدور الثاني». بينما أرجع المدرب أحسن حموش، في تصريح إلى «الحياة»، فوز «الخضر» إلى «الإرادة والعزيمة والمستوى الرفيع الذي أظهره اللاعبون خلافاً لمباراتهم الأولى أمام بلجيكا». لافتاً إلى أن «اللعب الهجومي كان له دور كبير في النتيجة على عكس مباراة بلجيكا، إذ لعب الفريق كله بالدفاع». وتجاوبت الجماهير الجزائرية مع الفوز التاريخي لمحاربي الصحراء، وخرجوا إلى الشوارع في جميع المدن الجزائرية وبعض المدن الأوروبية، باريس على وجه التحديد، ابتهاجاً بالفوز التاريخي وغير المسبوق. أما الصحف الجزائرية فكالت المديح للاعبي المنتخب، إذ كتبت صحيفة «الشروق»: «انتفاضة كبرياء مدوية لمحاربي الصحراء»، بينما قالت البلاد: «الجزائر تكتسح كوريا الجنوبية برباعية وتنعش آمالها في التأهل». أما صحيفة «الهداف» الرياضية المتخصصة فكتبت: «فوز تاريخي للخضر بعد 32 عاماً»، في حين قالت صحيفة «الخبر»: «الخضر ينتفضون وينعشون حظوظهم في التأهل». ولم تتأخر الصحف العالمية عن الإشادة بالفوز الباهر لمحاربي الصحراء، إذ جاء على الصفحة الرئيسة لصحيفة «ليكيب» الفرنسية الشهيرة: «ثعالب الصحراء التهموا كوريا الجنوبية برباعية، ثعالب الصحراء من جديد في المنافسة على المركز المؤهل إلى دور ال16». أما صحيفة «ماركا» الإسبانية فعنونت على صفحتها الرئيسة: «الجزائر لم تقل كلمتها النهائية بعد، الجزائر سحقت كوريا الجنوبية 4-2 في مباراة كان فيها الإبراهيمي وفيغولي في قمة العطاء». بدورها، قالت صحيفة «آس» الإسبانية: «الجزائر ترفض التفريط في حلمها، وتتمسك بأمل اللعب في دور ال16، الجزائر تحتل المركز الثاني في مجموعتها الآن ولا شيء مستحيل». في حين كتبت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية: «فتيان التاريخ، الجزائر على موعد مع صنع التاريخ لها في كأس العالم بعد أن كانت لسليماني، حليش، جابو والإبراهيمي كلمة كبيرة أمام كوريا الجنوبية، إذ فازت الجزائر 4-2». وكتب الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) على موقعه الإلكتروني: «ظهر الوجه الهجومي لمنتخب الجزائر واضحاً وصريحاً منذ بداية الدقائق الأولى أمام كوريا الجنوبية، وبينما كان الصراع كبيراً على أرض الملعب بين منتخبين يحمل كل منهما لقب المحاربين، كانت الغلبة لمحاربي الصحراء على محاربي التايجوك الذين فوجئوا بالضغط الهجومي لنظرائهم، ليحقق منتخب الجزائر انتصاره الأول في كأس العالم منذ 32 عاماً». وتلتقي الجزائر في 26 الجاري منتخب روسيا في مباراة «كسر العظم» وتحديد المتأهل الثاني عن المجموعة الثامنة بعد أن حصد المنتخب البلجيكي البطاقة الأولى من فوزين على الجزائر (2-1) وروسيا (1-0). وتعليقاً على هذه المباراة، قال خاليلوزيتش: «سنلعب مباراة ثالثة، مباراة فاصلة أمام روسيا وكل شيء ممكن». أما المهاجم سليماني فأكد: «نعتزم أن نواصل النجاح في لقاء روسيا ونحقق الفوز».