انحصر الفكر الرياضي العربي في كرة القدم ثم الألعاب الجماعية، وتأتي أم الألعاب ألعاب القوى في آخر قائمة اهتمام الوسط الرياضي العربي بما في ذلك المسيّرون وحملة الأقلام. دورات الألعاب الأولمبية تقام كل أربع سنوات، وهي مقياس التقدم الرياضي للأمم، وهي معيار التطور الرياضي الفعلي وشعار الدورات الأولمبية الأعلى والأسرع والأقوى، وفي الشهر المقبل ستتجه الأنظار إلى الصين لمتابعة وقائع دورة الألعاب الأولمبية بكل بهرجتها وأبطالها وأرقامها الإعجازية. الفكر العربي تحرك مياهه الراكدة النتائج المخيبة للآمال بعد كل دورة أولمبية، إذ تعلن حالة الطوارئ التجريبية الوهمية على طريقة تجارب فرق الدفاع المدني الوهمية في غالب الأقطار العربية، وتبدأ التصريحات بالإعداد للدورة المقبلة وتمر الأيام ونفاجأ بدورة أولمبية جديدة والوضع كما كان أي لا جديد، وبالتالي تستمر النتائج في إطار خجول بل في إطار لا يذكر. معظم العرب سيكونون ضيوف شرف ومعزومين من ضمن المعازيم في دورة الألعاب الأولمبية المقبلة في الصين، وقد يكون الحضور السعودي والمغربي الأفضل من خلال أبطال العاب القوى، فالسعودية تعلق آمالاً كبيرة على عدائي المسافات المتوسطة والواثبين السعوديين حسين السبع متصدر الدوري العالمي الذهبي بعد ثلاث جولات آخرها يوم الجمعة الماضي في روما، ومحمد الخويلدي الثالث في المسابقة نفسها، وقد يكرر الفرسان السعوديون حضورهم المشرف، وهذا شيء متوقع في ظل تأهل الفرسان السعوديين بكل جدارة للمنافسات الأولمبية المقبلة. وهناك عدد من العدائين المغاربة قد يدخلون ساحة النجومية لاستعادة أمجاد سعيد عويطة ونوال المتوكل وهشام الكروج، وبالمناسبة مازال رقمه القياسي في سباق 1500 متر الذي حققه في عام 1998 3:26:00 قائماً حتى الآن. قدم لنا العداء السعودي هادي صوعان أول ميدالية فضية أولمبية، وكان أقرب للذهب بفارق جزء من الثانية، كما قدم لنا الفارس السعودي خالد العيد أول ميدالية برونزية أولمبية، والإنجازان في دورة سيدني الأولمبية 2000 ولم نحقق شيئاً في دورة أثينا الأولمبية 2004، ونترقب دورة الصين الأولمبية فقد تكون فأل خير على الرياضة السعودية ونحقق أي ميدالية تضع السعودية في قائمة الدول الحاصلة على ميداليات، وهذه القائمة تخلو من الدول العربية إلا ما ندر، يعني العرب يركزون على الألعاب الجماعية ويتركون العاب الذهب للدول الأخرى، وهذا تفكير مقلوب في المفهوم الرياضي. خطط بناء اللاعبين الأولمبيين في الألعاب كافة تبدأ بالمراحل السنية المبكرة، وإذا أردنا صناعة أبطال حقيقيين في ألعاب الذهب فعلينا اتباع خطوات البناء والتحضير التي تقوم بها الدول التي تنافس على ذهب الدورات الأولمبية، فنحن بحاجة إلى خطط تنفذ على المدى البعيد، أي لا نفكر في دورة الصين والتي تليها، بل نفكر في دورة الألعاب الأولمبية 2016 وما بعدها، ولكن كيف نبدأ الخطوة الأولى ومتى؟ [email protected]