لم يخرج العرب من قوقعة كرة القدم كلعبة جماعية تسرق منهم الوقت والمال والجهد، وظل العرب يركضون خلف لعبة جماعية وحيدة هي كرة القدم بينما يمنحون الألعاب الفردية مساحة ضوء بسيطة تلوح للناظر من آخر نفق الرياضة العربية، وكأنها تبحث عن فتات موائد لعبة كرة القدم وبقايا كرة اليد والطائرة والسلة، وهي لعبات جماعية ميدالياتها لا توازي ميداليات السباحة وألعاب القوى وبقية الألعاب الفردية، هذا هو الفكر العربي منذ عقود عدة، ومازلنا ندور في فلك هذا الفكر. العرب في كل دورة أولمبية على المستوى القاري أو العربي أو العالمي، يكتشفون الحقيقة المرة، وهي أن الألعاب الجماعية لا تؤكل عيشاً، وأن الألعاب الفردية هي العنوان الواضح والسهل لمن يبحث عن الرصيد من الميداليات الذهبية والفضية والبرونزية. دول الخليج على وجه الخصوص صرفت الكثير من المال والجهد على لعبة كرة القدم وبعض الألعاب الفردية الجماعية، وغفلت عن لعبات الذهب الحقيقية القوى، السباحة،الملاكمة، المصارعة، الدفاع عن النفس، لذا استمرت تتذيل القوائم التنافسية في كل دورة ألعاب عربية أو قارية، بل تتحول هذه الدول إلى مدرجات المتفرجين في الدورات الأولمبية عدا ومضات بسيطة يلوح بها الزمن لنا بين فينة وأخرى بظهور بطل أو بطلة بشكل مؤقت لا يشهد الاستمرارية، لمحدودية المواهب ومحدودية الصرف من أجل صناعة الأبطال في لعبات الذهب. دورة الألعاب العربية ال 12 المقامة حالياً في عاصمة الرياضة العالمية"الدوحة"تشهد هذه الأيام منافسات خالية من المتابعة الجماهيرية وخالية من الأرقام التي تمنحنا بصيص الأمل بوجود أبطال وبطلات يلمعون في لندن، الدورة جميلة في شكلها ومضمونها، ومتعثرة في صناعة جيل من الأبطال والبطلات، ويبدو أن العرب سيستمرون في توهانهم في هذه التجمعات، وسيظل التوهان حاضراً حتى في الدورات الكبرى المقبلة، لأن القائمين على الرياضة العربية لا يفرقون بين ذهب الألعاب الجماعية النادر بما فيها كرة القدم، وذهب الألعاب الفردية المتاح بنصف الجهد المبذول للعبة كرة القدم، بل إن هناك قيادات رياضية تذهب لتمارين كرة القدم وتترك الأبطال على منصات التتويج. [email protected]