قدّر رئيس الجانب السعودي في مجلس الأعمال السعودي - اللبناني عبدالمحسن الحكير حجم الخسائر التي تعرضت لها الاستثمارات السعودية في لبنان جراء توقف الحركة في كثير من المنشآت الاقتصادية بشكل عام والسياحية بشكل خاص أثناء الازمة التي استمرت اكثر من 18 شهراً بأكثر من بليون ريال. وقال ل"الحياة"ان لبنان وهو مركز السياحة العربية تعرض لشبه شلل كبير في كثير من مرافقه بسبب الأزمة، ما تسبب في خسائر للمستثمرين فيه سواء كانوا سعوديين أو خليجيين أو غيرهم من المستثمرين من مختلف أنحاء العالم، لافتاً الى ان حجم الاستثمارات السعودية التي سحبت من لبنان خلال العامين الماضيين تجاوزت 18 بليون ريال. ولفت الى ان السعودية شهدت خلال الاعوام الماضية طفرة اقتصادية كبيرة تعلمت منها كيفية ايجاد طرق صحيحة للاستثمار والعمل الجاد، وهذا ما جعل المستثمرين السعوديين يبحثون عن قنوات استثمارية متعددة، سواء داخل المملكة أو في الدول الخليجية والعربية أو غيرها من مختلف دول العالم، مشيراً الى ان لبنان كان من الدول التي تتمتع بخصائص كبيرة في القطاع السياحي والترفيهي، إذ شهدت طفرة كبيرة في ذلك المجال، ما جعلها هدفاً للكثير من المستثمرين سواء السعوديون أو غيرهم. وبيّن الحكير ان حجم الاستثمارات السعودية في لبنان حالياً لا يتجاوز 10 بلايين ريال، ولم تشهد تطوراً أو زيادة منذ سنتين بسبب الأوضاع الأمنية، وعلى رغم ذلك لم تتراجع اسعار العقارات أو المشاريع السياحية بل احتفظت بأسعارها، وتوقع انه في حال استقرار الوضع الأمني بشكل عام ستزيد الاستثمارات السعودية، وتتجاوز 20 بليون ريال خلال السنتين المقبلتين، وسيرتفع حجم الاستثمارات الخليجية إلى أكثر من 50 بليون ريال. وذكر ان مجلس الأعمال السعودي - اللبناني سينعقد خلال المرحلة المقبلة في الرياض، ثم بعد ذلك في لبنان، عقب توقّف زاد على ثلاث سنوات منذ وفاة رفيق الحريري، وعدم استقرار الوضع، إذ سيتم التركيز في الاجتماع على كيفية تهيئة الوضع الاستثماري، وكذلك مستقبل لبنان الاقتصادي والامن والاستقرار، خصوصاً في ظل التخوف الكبير من المستثمرين من تلك الأوضاع التي حدثت أخيراً، و"نأمل بأن تشهد المرحلة المقبلة عقب انتخاب الرئيس الجديد، استقراراً وانتعاشاً في جميع المجالات". وقال الحكير ان السعوديين يمثلون الفئة الأكبر من عدد السياح الإجمالي في لبنان، ومن المتوقع ان يشهد صيف هذا العام اقبالاً كبيراً على لبنان سيتخطى مليون سائح من دول الخليج فقط، منهم 500 ألف سائح من السعودية، خصوصاً في ظل تملك أعداد كبيرة منهم منازل وعقارات في هذا البلد المستهدف سياحياً من مختلف أنحاء العالم. وأشار إلى أن الاستثمارات السعودية في لبنان، تتركز في عدد من المجالات المتعلقة بالقطاع السياحي، مثل الفنادق والمطاعم والجوانب الترفيهية، أي كل ما يتعلق بالصناعة السياحية، إضافة إلى الاستثمارات العقارية وبعض الصناعات الخفيفة. ويعوّل الحكير بشكل كبير على الجانب الاقتصادي ان يعمل على إصلاح ما أفسدته السياسة في لبنان، خصوصاً أن الاقتصاد هو عصب الحياة في أي بلد. وتشير تقديرات غير رسمية إلى أن نسبة السياح السعوديين في الصيف الماضي ومرحلة الأعياد في لبنان لم تصل إلى 10 في المئة مما كانت عليه في الأحوال العادية، التي كانت تتجاوز 40 في المئة من حجم السياح. وكانت الإحصاءات غير الرسمية أشارت إلى أن المستثمرين السعوديين"تعرضوا لخسائر تجاوزت 7.5 بليون ريال في حرب تموز يوليو 2006، ما دفع عدداً منهم الى سحب استثماراته من لبنان"، إذ أثرت الأوضاع الأمنية والتوترات في لبنان بطريقة غير مباشرة في حجم تلك الاستثمارات السعودية، التي كان يمكن أن تتضاعف عشرات المرات. وصنّف مجلس الغرف السعودي الاستثمارات السعودية في لبنان الى ثلاث فئات عقارية وتجارية وخدمات، ويُعتبر الاستثمار السعودي في المجال العقاري الأكبر، إذ يقدر حجمه بنحو 300 مليون دولار، منها 85 في المئة استثمارات في الأراضي، و15 في المئة مستثمرة في مبان سكنية، علماً بأن الطلب السعودي على العقارات في لبنان انخفض كثيراً، بسبب التطورات السياسية والأمنية.