أكد السفير السعودي في لبنان عبدالعزيز خوجة أن الأوضاع الأمنية والتوترات في لبنان "أثرت في شكل غير مباشر في حجم الاستثمارات السعودية في لبنان، التي كان يمكن أن تتضاعف عشرات المرات". وأوضح أن الحكومة السعودية ممثلة بوزارة الخارجية"نصحت المواطنين ومنهم رجال الأعمال، بأهمية توخي الحذر وعدم السفر إلى لبنان، لأن الوضع غير مستقر أمنياً هناك وفي محيطه". وأعلن أن عدداً من السعوديين"يقيمون في شكل دائم في لبنان، منهم 500 عائلة سعودية تشتمل على أسر الديبلوماسيين السعوديين وأسر سعودية مقيمة في لبنان منذ فترات طويلة"، وأن"500 طالب يدرسون في الجامعات اللبنانية". وأشار الى"أن ما يزيد على 4800 سعودي دخلوا لبنان وغادروه لأغراض مختلفة في ال 45 يوماً الماضية، بحسب رصد نفذته السفارة السعودية في لبنان". وأكد رئيس مجلس إدارة الغرف التجارية الصناعية السعودية عبدالرحمن الراشد لپ"الحياة"أن للأوضاع السياسية"غير المستقرة في لبنان تأثيراً مباشراً في الاستثمارات التجارية عموماً". وعن التأثيرات السلبية في استثمارات السعوديين في لبنان، أوضح أن معظم استثمارات السعوديين في لبنان في العقارات، وفي قراءة تاريخ لبنان منذ الحرب الأهلية"لم تتأثر العقارات، ومن كان يملك عقاراً في لبنان في تلك الفترة لا يزال يملكه إلى الآن، بل إن أسعار عقارات كثيرة تضاعفت، ما يصب في مصلحة المستثمر السعودي". وأعلن الراشد أن الاستثمارات السعودية في لبنان"تمر في فترة ركود بسبب الأوضاع الأمنية والتوتر السياسي الحاصل". ونفى توقف مشاريع ممولة برؤوس أموال سعودية في لبنان، مؤكداً أن مشاريع رجال الأعمال السعوديين"لا تزال مستمرة، خصوصاً عدم إعلان لبنان منطقة حرب لتتوقف فيه المشاريع"، وشدّد على أن عجلة الاقتصاد"لا تزال قائمة والحياة تسير في شكل طبيعي". وعلى الصعيد السياحي والاستثماري، يمثل السعوديون الشريحة الأكبر من عدد السياح الإجمالي في لبنان، وأفادت تقديرات غير رسمية بأنهم يشكلون 30 في المئة من السياح العرب. وفي مجال الاستثمار، أشارت إحصاءات أخرى غير رسمية، إلى أن المستثمرين السعوديين"تعرضوا لخسائر تجاوزت 7.5 بليون ريال في حرب تموز يوليو 2006، ما دفع عدداً منهم الى سحب استثماراته من لبنان". ويُقدّر حجم استثمارات السعوديين في لبنان بنحو 16 بليون ريال، صنّفها مجلس الغرف السعودي بثلاث فئات: عقارية وتجارية وخدمات. ويُعتبر الاستثمار السعودي في المجال العقاري الأكبر، حجمه 300 مليون دولار، منها 85 في المئة استثمارات في الأراضي، و15 في المئة مستثمرة في مبان سكنية. وعلى صعيد حركة سياحة السعوديين في لبنان، أوضح متعاملون في سوق السياحة والسفر في السعودية ل"الحياة"عدم تسجيل"أي تأثير في نسبة الإقبال على حجوزات السفر إلى لبنان"، في ضوء تحذيرات وزارة الخارجية السعودية. واعتبروا أن"من المبكر معرفة مدى تأثير التحذير"، في حين ربط آخرون أسباب قلة الحجوزات إلى لبنان ب"عدم وجود مواسم للسفر في هذه الفترة". وأشاروا الى أن الأوضاع التي يعيشها لبنان منذ حرب تموز، ساهمت في شكل كبير في الحد من نسبة إقبال السعوديين على السفر إلى هناك، إذ لم تتجاوز خلال موسم الأعياد والصيف الپ10 في المئة".