زرع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على سفوح جبال عسير"الحوار الوطني الفكري الخامس"لتقديم رؤية وطنية مشتركة للتعامل مع الثقافات العالمية بعنوان:"نحن والآخر"لتنبت شجرة، تمتد فروعها إلى كل الأرض، وتظلل جبال مكةالمكرمة، التي تحتضن حواراً عالمياً بين أصحاب الديانات في سياق نداء الملك بترسيخ الأخلاق الفاضلة والقيم الإنسانية السامية المشتركة بين الشعوب والتي تهتم بشؤون الإنسان والأسرة التي تمثل النواة الأولى لأي مجتمع. ويرى المراقبون أن دعوة خادم الحرمين الشريفين إلى حوار بين أصحاب الأديان السماوية، سوف تجعل العالم يصرف النظر عن مقولة بعض المفكرين القائلة بحتمية صراع الحضارات. والتفكير بمبدأ أن الحضارات تتكامل وتتعزز ويمكن أن تتعايش إذا كان هدفها سعادة الإنسان والبشر وهو ما يدعو إليه الإسلام. الدعوة للحوار بين أتباع الديانات الأخرى، بما تحمله من تنوع ثقافي وفكري وحضاري، كان قد استشرف آفاقها المستقبلية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مبكراً، حين وجّه"مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني"منذ أكثر من ثلاثة أعوام لطرق أحد أهم الميادين فعاليةً في هذا العصر الذي تقارَب فيه العالم وتداخلت فيه المصالح والثقافات لبلورة رؤية وطنية سعودية للتعامل مع الثقافات والحضارات الإنسانية من خلال إقامة اللقاء الوطني الخامس نحن والآخر لمعالجة القضايا المشتركة بيننا وبين أمم العالم وشعوبها. ولجعل الحوار وسيلة فعالة لمعالجة المشكلات الكبرى التي تعاني منها البشرية، وجسراً متيناً يحقق تعاون الدول والمنظمات والمجتمعات على اختلاف ثقافاتها، فيما تجتمع عليه من قيم إنسانية مشتركة تحقق العدل والأمن والسلام البشري إلى جانب جعل الحوار بين أتباع الأديان والثقافات بديلاً عن دعوة الصراع التي تهدف إلى انتهاك حقوق الشعوب، وتدمير العلاقات السلمية بين المجتمعات الإنسانية وأتباع الأديان المختلفة. وتشدد الدعوات المتعقلة على البحث عن القيم الإنسانية المشتركة في تراث الحضارات والثقافات الإنسانية الأخرى وفي سلوك أتباعها، وعن النماذج الإيجابية المشرقة في حضارتنا الإسلامية، حيث التعايش المشترك، والتضامن والتراحم والتواد، وإبرازها لإشاعة روح الحوار والتسامح في الأوساط الاجتماعية العامة. وتطالب الأصوات التي تأمل بمستقبل بعيد عن الصراعات بأن يكون الحوار الطريق الأخير إلى تفهم عالمي من خلال مناقشة بعض القضايا التي تُبنَى عليها العلاقة مع الآخر في إطار الأصول والقواعد الشرعية المتعلقة بالمواثيق والوفاء بالعهود واحترام الآخر والمجادلة بالتي هي أحسن، وتوضيح رؤى وتصورات الآخرين تجاهنا، وكيفية التعامل مع الآخر، من خلال تناول مواضيع تلامس الواقع، ومسؤوليات مؤسسات المجتمع في بناء العلاقة مع الآخر في مختلف المجالات الدينية والتربوية والثقافية والإعلامية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والسياحية، واقتراح الأساليب والوسائل العلمية التي تسهم في التواصل الإيجابي مع الآخر، وذلك لصياغة رؤية وطنية تتضمن الجوانب المتعلقة بالعلاقة مع الآخر.