تسبب غياب خطة واضحة لشركات النقل الجوي في المملكة لبعض المناطق وارتفاع أسعار النقل عموماً في تراجع الاقبال على شحن السيارات بين مناطق المملكة بأكثر من 20 في المئة مقارنة بالأعوام الماضية، ما ألحق بتلك الشركات خسائر كبيرة، وتراجعت إيراداتها التي تبلغ أكثر من 1.5 بليون ريال سنوياً. وأرجع عدد من العاملين في مجال نقل السيارات هذا التراجع الى عدم وجود خطة نقل جوي واضحة لبعض المناطق، والتي أصبحت تعاني من عدم توافر رحلات اليها أو إلغاء بعضها، ما جعل الكثير من المسافرين يتجهون إلى السفر بسياراتهم، ما أدى إلى تضرر شركات نقل السيارات بين المناطق. وقال المدير الإقليمي في المنطقة الوسطى لمجموعة سعيد البسامي للنقليات سليمان الطويهري ل"الحياة"إن عدم وجود خطة ثابتة للرحلات الجوية لشركات الطيران في المملكة لبعض المناطق تسبب في خسائر لشركات نقل السيارات، جراء تراجع الاقبال عليها بأكثر من 20 في المئة مقارنة بالأعوام الماضية، لافتاً إلى أن الموسم الصيفي الذي يشهد إقبالاً كبيراً على نقل السيارات خلاله ما زال في بدايته، و"نأمل أن نشهد خلال الأسابيع المقبلة استراتيجية واضحة وثابتة للرحلات الجوية لجميع مناطق المملكة، خصوصاً أن هذا سيسهم في رفع حجم العمل لدى شركات نقل السيارات". وبين أن شركات نقل السيارات في المملكة كثيرة، ويتراوح عددها بين 20 و25 شركة، ولكن التي تعمل منها بنشاط ثابت سنوياً لا يتجاوز 5 شركات، ويدور بينها تنافس كبير لتقديم افضل الخدمات لعملائها. وأكد الطويهري أن 60 في المئة من المواطنين والمقيمين يستخدمون هذه الشركات لنقل سياراتهم إلى المناطق السياحية الداخلية، وكذلك إلى بعض الدول الخليجية والعربية، لافتاً الى أن الكثير من الشركات العاملة في هذا القطاع لا تعتمد في عملها على نقل سيارات الأفراد فقط، ولكن لديها عقوداً مع شركات وقطاعات عدة سواء كانت حكومية أو خاصة. ولفت إلى أن أسعار النقل ارتفعت عن الأعوام الماضية بنسبة 20 في المئة بسبب ارتفاع اسعار قطع الغيار والزيوت وغيرها من المواد المتعلقة بالسيارات، موضحاً أن جدة وابها والقريات هي أكثر المناطق طلباً لشحن السيارات إليها. من جهته، قال مدير فرع شرق الرياض لشركة الركاب لنقل السيارات عيد رشدي إن الاقبال على شحن السيارات هذا العام تراجع بنسبة تتراوح بين 20 و30 في المئة مقارنة بالأعوام الماضية، مرجعاً السبب الى ارتفاع اسعار الشحن وكذلك اتجاه كثير من المسافرين الى السفر بسياراتهم بسبب عدم وجود رحلات جوية لبعض المناطق. وأكد أن هناك مناطق في المملكة ما زالت تشهد نشاطاً وإقبالاً من المواطنين لشحن سياراتهم اليها سنوياً منها جدة وابها، اذ تعتمد بعض الشركات في عملها على تلك المنطقتين سواء على مستوى الافراد او الشركات والقطاعات المختلفة. وتوقع رشدي أن تتراجع ربحية بعض الشركات، اضافة إلى خروج بعض منها من السوق بسبب المنافسة الشرسة وعدم قدرتها على العمل في ظل تلك الأوضاع غير المشجعة. ويرى بعض العاملين في هذا القطاع رفضوا ذكر أسمائهم أن هناك الكثير من العوائق التي يمكن أن تخرج شركات شحن سيارات عدة، ومنها زيادة الأسعار في أعمال الصيانة مقارنة بارتفاع أسعار الإطارات وقطع الغيار والصيانة ووجود التستر في هذه المهنة، ما يسبب بعض الخسائر ويخرج شركات من السوق، إضافة إلى وجود حرب أسعار تنتهجها بعض الشركات من حيث خفض السعر من دون النظر إلى الخدمات التي تقدمها الشركة من حيث المركبات والتأمين والعمالة. وأكدو أن بعض الشركات في المملكة تعاني من الركود في أعمالها في معظم أيام العام، إذ لا تتجاوز نسبة الأشغال في الأيام العادية 40 في المئة من العدد الإجمالي للناقلات التي تملكها شركات النقل.