اكد عدد من العاملين في قطاع نقل السيارات بين مناطق المملكة تراجع النمو والعمل في هذا القطاع بنسبة تتجاوز 30 في المئة عقب الأزمة المالية العالمية التي أثرت في مختلف القطاعات الاقتصادية، مؤكدين على تعرض بعض الشركات الى خسائر كبيرة وخروج بعضها من السوق. وتشير المصادر الى ان حجم سوق نقل السيارات بالمملكة يقدر بنحو 600 مليون ريال، فيما تقدر المبالغ المتداولة فيه بقيمة تزيد على 1.5 بليون ريال، إذ يتوقع ان هناك أكثر من مليون سيارة يتم نقلها من وإلى داخل المملكة سنوياً. وقال مسؤول في احدى شركات نقل السيارات مشعل فائز الغبين ل «الحياة» ان الأزمة المالية العالمية تسببت في تراجع نمو هذا القطاع بنسبة تتجاوز 30 في المئة، إذ تراجعت السيولة لدى المستفيدين من هذا القطاع ما جعل الكثير منهم يسافر بسيارته على طريق البر عقب ان كان الكثير يقوم بنقلها عن طريق شركات النقل. وأشار الى ان فصل الصيف هو الموسم الرئيسي للكثير من الشركات العاملة في هذا القطاع إذ تقوم جميع الشركات بتشغيل أسطولها بنسبة تتجاوز 100 في المئة عقب ان كانت 40 في المئة في الأوقات الأخرى، لافتاً ان القريات وخميس مشيط وجدة هي اكثر المناطق طلباً لشحن السيارات إليها. وذكر الغبين ان الاسعار تتراوح بين 300 و500 ريال للسيارة الواحدة خلال 48 ساعة فيم يوجد هناك طلبات خاصة ومستعجلة خلال 24 ساعة يتراوح سعرها بين الف والفين ريال بحسب المدينة التي يتم إيصال السيارة إليها، كاشفاً عن وجود طلبات خاصة لبعض المعارض والوكالات لنقل سياراتها من المملكة الى الأردن وسورية ولبنان ودول الخليج وتتراوح أسعارها بين 6 آلاف و 8500 ريال. من جهته، قال مدير فرع خريص لاحد شركات نقل السيارات احمد العنزي انه مع بداية الصيف يبدأ العمل في هذا القطاع بشكل كبير إذ تشهد كل من جدة وأبها طلباً كبيراً من المواطنين، فيما تشهد القريات طلباً من المقيمين وبعض السعوديين إذ يتم تسيير اكثر من 50 رحلة يومياً الى تلك المناطق مما يجعل هناك تأخر في تسلم السيارات من أصحابها يمتد الى اكثر من 15 يوماً، لافتاً الى ان أسعار الشحن تتراوح بين 300 و 500 ريال. وكشف عن وجود رحلات خاصة لسيارات بعض الأشخاص يقدر سعرها بنحو 1500 ريال لكل من جدة وخميس مشيط و 1800 ريال للقريات، مشيراً الى ان كل من بيروت وسورية تشهد طلباً كبيراً من بعض اللبنانيين والسوريين وبعض الشخصيات من المملكة لشحن سياراتهم الى تلك الدول «شحن خاص وفي وقت قصير» إذ تصل الاسعار الى اكثر من 10 آلاف ريال للسيارة الواحدة. واكد العنزي ان هناك عقبات تعترض عمل هذا القطاع من أهمها فقد بعض المحتويات التي تشحن في السيارات، وكذلك التعامل غير المناسب من بعض العملاء، لافتاً الى ان حجم الإيرادات يصل في الصيف الى اكثر من مليون ونصف مليون ريال بعكس الفترات الأخرى التي لا يتجاوز 500 الف ريال. من جهته، يقول مدير فرع لإحدى شركات نقل السيارات في النسيم بالرياض علي الشهراني ان إجازة الصيف هي بداية النشاط لهذا القطاع إذ تشهد حركة كبيرة على كل من جدة وأبها والقريات إذ يتجاوز عدد الرحلات اليومية 20 تريلا قابلة للزيادة بحسب أسطول كل شركة. ولفت الى ان من أهم العقبات التي تعترض عمل هذا القطاع وتتسبب في تأخر الرحلات هو تعامل المرور مع السيارات الكبيرة إذ يقوم بحجزها في بعض الأوقات عند الدخول للمدينة او خروجها مما يتسبب في تأخر وصول سيارات العملاء وبالتالي نقابل بمشكلات من العملاء. وأشار الشهراني الى ان هناك شركات متخصصة في نقل السيارات تعاني من خسائر كبيرة لأسباب عدة منها الحوادث، والأمطار وغيرها من الأسباب الأخرى.