نجح المدرب الوطني القدير ناصر الجوهر في إعادة الأمان والاطمئنان إلى الشارع الرياضي السعودي في ختام الجولات التمهيدية من المرحلة الآسيوية الأولية للتأهل إلى نهائيات كأس العالم 2010 التي ستقام في جنوب أفريقيا، بعد قيادته"الأخضر"إلى انتصارين غاليين ومهمين منحاه صدارة مجموعته الرابعة بكل جدارة واقتدار، من بين بقية الفرق الثلاثة المشاركة معه في المجموعة نفسها أوزبكستان ولبنان وسنغافورة. وأبدع الجوهر في لمساته الفنية الأخيرة وخطته التدريبية التي أعادت هيبة"الأخضر"المفقودة وهويته المعهودة، التي غابت كثيراً مع المدرب البرازيلي السابق هيليو آنغوس وتحديداً في الدورة العربية التي أقيمت في مصر، ثم في اللقاءات الآسيوية الأربعة أمام سنغافورة في الرياض وأوزبكستان في طشكند ولبنان ذهاباً وإياباً في الرياض، ما جعل القيادة الرياضية تتخذ قراراً عاجلاً عن طريق الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير سلطان بن فهد بإقالة المدرب وإبعاده نهائياً عن"الأخضر"وإسناد المهمة لابن الوطن المستشار الفني في الاتحاد السعودي لكرة القدم ناصر الجوهر في خطوة سريعة لاقت ردود أفعال متباينة في الشارع الرياضي السعودي. وبالفعل اثبت الجوهر انه مدرب كبير يعرف قدرات اللاعبين ويوظفها بشكل جيد، إذ لعب لقاء سنغافورة في دور الإياب بقائمة عناصرية مثالية، وظهر الأداء بشكل مغاير وحقق الصقور الخضر الانتصار بهدفين من دون مقابل، وعادوا إلى الرياض بثلاث نقاط مهمة، وأسعد ذلك الأداء الرائع والروح المعنوية العالية الأمير سلطان بن فهد، الذي سارع إلى الاجتماع بالجوهر عقب العودة من سنغافورة وتهنئته بالمستوى والنتيجة التي بثت التفاؤل والارتياح التام بين الجماهير السعودية. وجاءت المواجهة الكروية الأهم في مشوار"الأخضر"خلال التصفيات الآسيوية الأولية أول من أمس أمام منتخب أوزبكستان في الرياض التي كان يطمح من خلالها لاعبو الأخضر إلى تحقيق الفوز بنتيجة كبيرة تكفل له تصدر مجموعته الرابعة، ورد الخسارة القاسية التي تعرضوا لها في لقاء الذهاب في طشكند بثلاثة أهداف من دون مقابل، ليتحقق ذلك على أرض الدرة استاد الملك فهد الدولي في الرياض في حضور القيادة الرياضية، إذ تجلى نجوم"الأخضر"وقدموا أداء كروياً مميزاً توجوه برباعية جميلة كانت قابلة للزيادة، واعتلى المنتخب السعودي صدارة المجموعة ونجح الجوهر في مهمته بامتياز، ليؤكد انه مدرب وطني من فئة الكبار، والأهم أن الجماهير السعودية فرحت أخيراً بتحسن النتائج وتطور أداء المنظومة الخضراء وعودة الهيبة والهوية المعروفة عن منتخب بلادها الكروي في الأعوام الماضية.