سأمنح الليل فجر قلبينا ناداني الحبرُ فاحترقتْ أصابع الرغبة وراحتْ تنفث من معجمها أسرار لغة أولى! *** ناداني الشعر مياهه تندفق في زئير عناصرنا أجلس إليك لأحكي عن نجمة تنسرب من سلالةٍ قصية اقتفى الشعرُ خطوها وهي تعدو في السديم يفتح الضوء لها جناحيه فتدعوك بأن تلوذ معها بوشاح معرفة قديمة *** كلما جاء مساءٌ مظلل بالغربة تجلس أنت إليّ تسألني عن كل جمرة علم: - أتكون الحكمة مرادفة للحب؟ -وكيف تأتي إلينا مراتع الطفولة نمحو بها عزلة الأيام؟ -ومن يعلم كيف يتكشف لنا بياض نقتات بهفواته؟ *** هأنذا أعلن عن بدء رحلتي منّي إليك سفراً يمتشق ملكوت الضوء يمزق غشوات كل ما بطن وما ظهر يسألنا البحر: لماذا اللجة تنزف في الهشيم وكيف يطفو في الداكرة أجاج زمن يسفح خطانا يناشدنا الينبوع أن نبَْتنيه في اندلاعات المحو أنا وأنت قبضة المنتهى لمسرى روحينا بدء التجلي لما كان من صلصال ومن نور سأمنح الليل فجر قلبينا هناك حيث لا مجال للتأويل: تساقط نيازكنا شهباً خضراء: لجنة عرفناها وأخرى لم نعرفها بعد...! رئة الوجود سألوذُ بصمتٍ كي لا أسْمَعَ صرخةَ مَوْتي هي صرْخَتُهُنَّ آلافُ الأحْياءِ من المَوْتى كُلَّ يومٍ يُضْرِمْنَ أشجارَ الهويَّة بين ضراوةِ الخُطى وريحِ الانْكِساراتِ سنابلُ الوطنِ البارِقَةِ كالتماعِ الحلْمِ لا تَكُفُّ عن الارتجافِ في حناجِرِهِنَّ عشراتُ الأعوامِ... وذاكرةُ التاريخِ ترصُدُ ما بينَ أضْلُعِهِنَّ تقيسُ ما بينَ الوريدِ والوريدْ ما برحت تأمَلُ في العثورِ على شيء ما خطيئةٍ ما تُدينُ بها زعفرانَ الحواسِ وآلهةِ الطَّيْرِ عشراتُ الأعوامِ الغائبةِ المغَيَّبَة وهنّ يُهدينَ مصابيحَ حضورِهِنَّ: إلى عرّافةِ النُّبوءات وفيضِ صحوِهِنَّ إلى محرقةِ الحًلُم عشراتُ الأعوام ِ والحِقَبِ وحدائقِ القرنفلِ تتكدَّسُ في أقبيَةِ المنازِلِ لا أحدَ ينشرُ ضياءَ أسفارِهِ و لا مأوى يتَّسِعُ لغصونٍٍ تَِئنُّ حُرْقَةَ ظِلالِها لكنها"رئةُ الوجودِ"في أضْلُعِهِنَّ تُلقي بأحمالِها كمن يرفضُ تقنيَّةَ التَّحْنيطِ تندلِعُ بِقُرْبانِ صوتِها: "هيّا اسْتُروا عُرْيَ يَباسِكُم ببياضِ شَجَري" دعوني أفكُّ ضفائرَ الكلمات وأهدي الكوْنَ فسيفساءَ فرحي هأنذا أمضي نحو القاعِ هناك حيثُ شساعةِ"الآتي" وانبثاقِ كائنٍ يخرجُ من حِقَبٍ داجنة: "أفتشدو البلادُ بشفيفِ صوتٍ على عرشِ تضاريسِها يَسْتَوي... ؟".