من فرط غوايتي بكِ، كأنني لم أغادرْ جوهري في عالم المثال إلى مظهري في عالم الطين إلا لِتنزرعي فِيَّ شجرةَ تفّاح. أنتِ يا أيَّتها المرأة/البحر.. لم أكنْ - وأنا الصحراويّ - لم أكنْ أستجدي الخارطةَ طريقاً يقود إلى سواحلكِ.. كانتْ رائحةُ غرقاكِ دليلي إلى هناك. تبخَّرَ نهرُ الشوقِ وهو يرافقني إليكِ فانسدَلَتْ غيمةٌ خضراء تظلّلُ خطواتي المترمِّضة. البشارة بلقائكِ كانت تنطلق كالسهم بين ضلوعي، وعندما ارتطم بها قلبي خرَّ مغشيّا عليه. لن أُدَلّلَ المعدنّ بالزخرفة، فلا خناجرَ للزينة بعدُ.. وما دامت رائحةُ الخيانةِ تشيع من مخدع (شهريار)، فلا رأفةَ بالقوارير ولا خطوةَ إلى ملكوت الندم. قَلّمِي شهوةَ القتل في أصابعي بِمقصّ الحكاية فالشهوة ذاتُ مخالب.. وتحدَّثي كي أُوقِفَ المجزرة. قصَّةٌ واحدةٌ تكفي لِتهدئة نوبةٍ من نوبات جنوني كي أمسكَ منجلي عن حصاد العذريَّة. قلا رأفةَ بالقوارير ولا خطوةَ إلى ملكوت الندم. قَلّمِي شهوةَ القتل في أصابعي بِمقصّ الحكاية فالشهوة ذاتُ مخالب.. وتحدَّثي كي أُوقِفَ المجزرة. قصَّةٌ واحدةٌ تكفي لِتهدئة نوبةٍ من نوبات جنوني كي أمسكَ منجلي عن حصاد العذريَّة. تنطّ الفكرةُ في حكاياتكِ مثل أرنبةٍ برّيّة.. يحار باصطيادها صقرُ اللهفة المنقضّ من قمَّة افتتاني بِسَرْدِك. لِحديثكِ المنثور حرّيّة الموجة.. عمق البحر.. مراهقة الزرقة.. فلماذا حين أناديكِ: يا شاعرة، تنتفخ أوداج (العروض) ويرتجف قبرُ (الخليل بن أحمد)؟ تقاعَدَتْ ورقتي وأَحَلْتُ قلمي على المعاش حينما قرَأْتكِ.. اثقبي آذان الكلمات وقرِّطيها بالتمائم .. أخاف على لغتك من الحسد. أرهفتُ سمعي في حضرة ملابسكِ حتّى سمعتُ أنينَ الخرافِ في سترتكِ الصوفِيَّةِ حين جَلَدَها الشتاءُ بِسياطٍ من القشعريرة. هل تذكرين إشارات أيدينا في فضاء الحوار.. كيف كانت تقود قطعانَ الهواء بيننا إلى مراتع الدفء حتّى انثنينا وعلى الأيدي نثارةٌ من الصوف والوبر. هل تذكرين، ونحن على (بساط الريح) كيف انحازت إلينا الجغرافيا فما انفتحت الجهات إلا على جُزُرٍ معلّقةٍ في الهواء وجبالٍ مغموسةٍ في الخضرة.. كأنَّ الخيال قد حرَّرنا من قبضة جاذبيَّة القدر. غامري بي أكثر إِذًا، حتَّى أنفرط من حتميَّة قَدَري وأنصهر في مطلق حرّيّتي .. فالمغامرةُ انعتاق. شهر زاد .. يكفيك انحيازاً للأنثى أن حسِبْتِ الوقتَ بالليالي (ألف ليلة وليلة) لِعِلْمِكِ أنّ النهارَ رَجُل. لذلك، قرَّرتُ أنْ تكون هدايايَ إليكِ بعدد أعضاءِ جسمكِ.. ما عدا الإصبع .. أخشى أن يكونَ الخاتمُ مشنقةً للحُبّ.