بدأت باحثة في إجراء دراسة علمية لظاهرة البطالة، ستقتصر على مدينة الدمام، للكشف عن أسباب تلك الظاهرة، ومدى تفاقمها، وتحديد آثارها الأسرية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية. ووزعت شيخة التميمي، التي تسعى للحصول على الماجستير في قسم الجغرافيا التابع لكلية الآداب للبنات في الدمام، استبياناً استطلاعياً على ذكور وإناث موزعين على جميع أحياء الدمام، من خلال المدارس، والكليات، والجامعات والمنازل، لتحديد الشريحة المستهدفة. وتخطط من خلال نتائج الاستبيان إلى أخذ عينات، وتحديد الأحياء المأهولة بالسكان، التي تزداد فيها نسبة البطالة. وتقول التميمي في تصريح ل"الحياة":"هناك أعداد كبيرة من الأسر تعاني البطالة، والنتائج المبدئية للاستبيان ستحفزني على متابعة الدراسة بأدق تفاصيلها، عبر اتباع أساليب البحوث والدراسات العلمية"، مضيفة"سأعتمد على النسبة والتناسب في النتائج، بعد أن أتفحص الاستبيان المكون من 14 صفحة، كل واحدة منها تحوي مجموعة من الأسئلة، وسأستبعد الإجابات الناقصة، وأجري تصفية شاملة، ثم أبدأ في الدراسة وإجراء التحاليل الرياضية، لتكون دراسة وافية وعلمية بحتة"، متوقعة الانتهاء منها في أقل من سنة من الآن. ويحوي الاستبيان في صفحته الأولى عدداً من التعليمات، لتكون الإجابات"دقيقة وذات مصداقية". وتضم بيانات الأسرة التي بينها عاطلون عن العمل. وتسأل الباحثة عن أسباب الإقامة في الدمام، ووسيلة العيش، ومصادر الدخل، وقيمة الدخل الشهري، وأسباب الانتقال للعيش في المدينة، وموقع رب الأسرة في سوق العمل - في حال كان على قيد الحياة -، إضافة إلى مستوى تعليمه، ليتم الكشف عن وضع العائل كأحد أبرز بنود الدراسة. واختصت الصفحة الثانية بمعرفة تفاصيل عن الأم زوجة رب الأسرة، لناحية: مستوى التعليم، والمهنة، والدخل الشهري، وهذا ما انطبق أيضاً على الأبناء، لمعرفة أعداد العاملين منهم، من الذكور والإناث، فضلاً عن غير العاملين. ولم تستثن الدراسة المشكلات التي تنجم عن العاطلين عن العمل، كالأعباء التي يشكلونها اقتصادياً، والحال النفسية السيئة، وكثرة الاستدانة، لعدم تمكن الأسرة من توفير جميع حاجات الفرد العاطل عن العمل، ومدى خروجه وغيابه من المنزل، وهل هناك مخاوف بين الأسرة من ارتكابه جرائم، إضافة إلى السلوكيات التي استجدت بعد أن أصبح الفرد عاطلاً عن عمله، كالسهر لساعات طويلة، وزيادة ساعات النوم، والعصبية، والأرق، واضطرابات نفسية، والسرعة في القيادة، والتفحيط، والسرقة، وشرب الخمر، وتناول المخدرات، والإصابة بالأمراض. كما تضمنت الاستفسارات عدداً من القضايا التي ستكشف عن حالات سلوكية سيئة للعاطلين عن العمل، كالعزلة، والرغبة في الهجرة، ودخول السجن، والتهاون في الواجبات الدينية، والانحرافات السلوكية. وحول جهود الأسرة الذاتية لعلاج مشكلة العاطل عن العمل، يستطلع الاستبيان الجهود التي تقوم بها الأسرة لمساعدته في البحث عن عمل آخر في مناطق داخل المملكة وخارجها، ومحاولات الاستفادة من البرامج والمنح المقدمة من القطاع الخاص. وتحوي بيانات العاطل عن العمل المعلومات الشخصية، والحال الاجتماعية، والعلمية كافة. وفي حال كانت إصابته بأمراض مزمنة، أو إعاقات، ومدى حصوله على دورات تدريبية. ووضعت الباحثة أسئلة حول دور البطالة في الطلاق - في حال حدوثه -، وأسباب التأخر عن الزواج، وعلاقة البطالة بذلك. وتتضمن الدراسة البحث في فرص العمل التي يقدمها مكتب العمل في المنطقة الشرقية، ووزارة الخدمة المدنية، والإجراءات التي يتم اتباعها، وهل كانت سبباً في البطالة. ويدرس الاستبيان بيانات لمن سبق لهم العمل. كما تتناول الدراسة الآثار الناجمة عن البطالة على المجتمع، وأبرزها الاقتصادية كارتفاع معدلات الفقر، وتدني مستويات المعيشة، وانخفاض جودة السكن، ونوعية الحياة، والقدرة الشرائية، وضعف القدرة المالية على تطوير الذات، إضافة إلى الآثار الاجتماعية والديموغرافية، المتمثلة في تأخر سن الزواج، وقلة معدلات الإنجاب، وارتفاع نسبة الهجرة الداخلية والخارجية.