كشفت دراسة للسكان أجرتها الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض في نهاية العام الماضي، أن عدد سكان الرياض بلغ أربعة ملايين ومئتين وستين ألف نسمة، وشملت محافظة الدرعية ومركزي عرقة والحائر، ووفقاً لهذه الدراسة بلغت نسبة النمو السكاني خلال الفترة من 1997و2004 4.2 في المئة، بدلاً من 8.1 في المئة خلال الفترة ما بين 1991و 1997. وعزت الدراسة هذا التراجع في نسبة النمو إلى انخفاض أعداد المهاجرين إلى الرياض من المناطق السعودية المختلفة، حيث بلغ عددهم خلال الأعوام الخمسة الماضية 260 ألف مهاجر، بمتوسط 33 ألف مهاجر سنوياً، فيما كان متوسط عددهم خلال الفترة ما بين 1987و1997 يصل إلى 75 ألف مهاجر سنوياً. وتصدرت منطقة عسير المناطق المصدرة للهجرة إلى الرياض بنسبة 15 في المئة من إجمالي المهاجرين، تلتها مكةالمكرمة بنسبة 14 في المئة، فمنطقة القصيم بنسبة 12 في المئة. وأشارت النتائج إلى أن عدد السكان السعوديين بلغ 2.8 مليون نسمة، بنسبة 66 في المئة من سكان المدينة، فيما بلغ عدد غير السعوديين مليوناً وأربعمئة وستين ألف نسمة، بنسبة 34 في المئة. واتضح أن عدد الذكور السعوديين مليون وأربعمئة وثمانون ألفاً وخمسمئة نسمة، يشكلون ما نسبته 53 في المئة، بينما بلغ عدد الإناث مليوناً وثلاثمائة وتسعة عشر ألفاً وخمسمئة نسمة، يشكلن ما نسبته 47 في المئة من إجمالي السعوديين في الرياض. وفي المقابل بلغ عدد الذكور غير السعوديين على ضوء نتائج هذا المسح تسعمئة وثمانية عشر ألفاً وأربعمئة نسمة، يشكلون ما نسبته 63 في المئة، فيما بلغ عدد الإناث خمسمئة وواحد وأربعين ألفاً وستمئة نسمة، بنسبة 37 في المئة من إجمالي غير السعوديين في المدينة. أجريت هذه الدراسة خلال ال18 عاماً الماضية، وكانت نتيجة لسلسلة من الدراسات السكانية بدأت في عام 1407ه، وتواصلت في الأعوام من 1991 إلى 1997، وفي العام الماضي أجريت الدراسة الرابعة، وهو ما يعبر عن القناعة بأهمية بناء قواعد البيانات وتحديثها باستمرار، والنظر إلى ما يطرأ على الرياض من تغير سريع من حيث حجم السكان وخصائصهم، والزيادة المستمرة في مساحات المدينة الخضراء. وتتضمن الدراسة معلومات تتعلق بالسكان من حيث العدد والنوع والجنسيات والحال الوظيفية والتعليمية، ومعلومات حول الدخل والإنفاق والبطالة والهجرة وخصائص التنقل، حيث اعتُمد على عينة مختارة في كل حي من أحياء مدينة الرياض المختلفة على ضوء استبيانين، الأول خاص بالأسر، والثاني بالمجمعات السكنية، وتتضمن الاستمارة جمع معلومات عن الوحدة السكنية، من حيث خصائص المبنى، وهل المسكن مملوك لساكنيه أم غير ذلك، وأسلوب تمويل البناء، وقيمة الإيجار السنوي للمسكن إذا كان غير مملوك، والمساحات المزروعة ونظام الري. واشتملت الاستمارة على الخصائص السكانية لأفراد الأسرة ومعلومات عن الجنس والعمر والجنسية، والوضع الاجتماعي والحال الوظيفية ومستوى التحصيل العلمي، بينما اشتملت استمارة الخصائص الاقتصادية على معلومات خاصة بالوظيفة، والدخل، والإنفاق والادخار، والقطاع الاقتصادي، ونوع المهنة، ومتوسط الدخل الشهري، واهتمت استمارة خصائص البطالة بمعرفة الأسباب التي جعلت عضو الأسرة عاطلاً عن العمل، والفترة التي قضاها عاطلاً، والجهود التي بذلها للحصول على عمل، وكيف يقابل العاطل عن العمل المصروفات المعيشية. أما استمارة الهجرة الداخلية فتناولت معرفة عدد السنوات التي عاشها رب الأسرة في الرياض، ومن أي مدينة سعودية كان قدومه، وأسباب قدومه ونيته في الاستمرار في العيش في الرياض بعد انتهاء الأسباب أم لا، كما تناولت الحراك السكني داخل المدينة، وأسباب تغيير المسكن، وتتضمن الاستمارة معلومات عن الرحلات المرورية المحلية، وتسجيل كل الرحلات التي قام بها أفراد الأسرة في اليوم السابق للمقابلة، والغرض من كل رحلة وعدد الركاب ووسيلة الانتقال والوقت. وتمثل هذه الدراسات المستمرة التي تجريها الهيئة"جزءاً أساسياً ومهماً من نظام المعلومات الحضرية، الذي أنشأته لخدمة أغراض التخطيط والتطوير في المدينة، إضافة إلى ما يقدمه هذا النظام من خدمات عدة إلى الجهات الحكومية كافة، والهيئات والقطاع الخاص، وكذلك للباحثين والأكاديميين.