تنوعت المواضيع في الكرنفال الفوتوغرافي الجماعي الأول"الإنسان والطبيعة"، الذي نظمته أخيراً جمعية الثقافة والفنون في جدة في قاعة مركز أبرق الرغامة الرئيسية، وبدت اتجاهات الفنانات والفنانون السعوديون ال 56، المشاركون في المعرض، متباينة في تفاصيلها الفردية، لكنها مجتمعة حول قواسم مشتركة يمكن تصنيفها إلى أربع فئات، ما دعا مفتتح المعرض رئيس نادي جدة الأدبي الدكتور عبدالمحسن القحطاني، وهو يتجول في المعرض برفقة وكيل وزارة الثقافة والإعلام للعلاقات الثقافية الخارجية، الدكتور أبوبكر باقادر، الذي حضر زائراً بصفته كمثقف وليس كمسؤول، دعا ذلك القحطاني إلى القول"إننا نشاهد تمظهرات جمالية لطبيعة الجزيرة العربية وإنسانها، وهذه الجماليات متأرجحة بين الألم والأمل... الألم في وجوه الرجال المسنين والكهول، والأمل في ابتسامات الأطفال الأبرياء، ممتزجة بروعة الطبيعة، سواء أكانت صحراء أم ريف أم بحراً". وفي حين انصب اهتمام الفئة الأولى من الفوتوغرافيين على الطبيعة في مساحاتها الشاسعة مثل صور عبدالله الناصر، عبير وائل، محمد باعظيم، سارة السبيعي، وفاطمة الدلجان ومحيي قاري وغيرهم، جاءت صور الفئة الثانية لصديق واصل، سوزان إسكندر، سارة كتبي، بسمة بن رافعة، عيسى عنقاوي، وفاء بريمي، جاسم الجاسم، لمياء الريمي، مروى الأفندي وسارة سلطان، مروى الأفندي هند المحمدي مهتمة بصور الرجال في مرحلة الشيخوخة خصوصاً، وكشفت صور هذه الفئة عن اهتمام معظم الفنانات المشاركات بتصوير الوجه الإنساني للرجل الكهل، في وضعيات مختلفة تفضي إلى التأمل في رحلة الإنسان في الحياة. غير أن المتمعن في صور الفئة الثالثة يلحظ رصد العدسة الحثيث للأطفال وبرائتهم مثل: صور عبدالله الحمدان، ضحى عنقاوي وعبدالعزيز مشخص، هتان عنقاوي، أحمد الجنيد، وجاسم الجاسم، ولمياء الرميحي وغيرهم. لكن صور الفئة الرابعة من المشاركين ركزت على مواضيع مختلفة وبرؤى مغايرة، كصور علي شقير، منال فلمبان، بندر اليوسف، ابتسام العقيل، علي دعبوش، نوال الثقفي، عادل العطلاني، أحمد الجنيد، وبرزت في هذه الفئة صورتين لمحمد عيسى، إذ التقطت عدسته صورة لغواص في أعماق البحر، تحيط به الشعاب المرجانية والأسماك الملونة، والأخرى لزين العابدين بن سليمان وصورته الرائعة لقرية ذي عين. وهكذا فإن الهواجس والشواغل الفنية التي يمكن رصدها، من خلال أعمال الفنانين الطاغية في جمالية لغتها الشاعرية، تنبئ باتجاهات فن التصوير الحديث الذي يقاربه الفنان السعودي. وأوضح رئيس لجنة التصوير الفوتوغرافي في جمعية الثقافة في جدة عبدالعزيز مشخص أنه"تمّ الإعلان عن المعرض منذ شهرين، واستقبلت اللجنة أكثر من 95 عملاً اختارت اللجنة منها 70 عملاً، تم طباعتها بطريقة حديثة ومميزة تبرز جماليات الصورة وحداثتها الفنية".