اتخذت شريحة البدناء في السعودية قرارات"مصيرية"بتوديع الأجساد الضخمة، والألقاب مثل"أبو كرش"بعد اقتناعهم بضرورة العيش بأوزان تسهم في حل مشكلاتهم الصحية من جهة، والهرب من نظرات التندر والتعليقات التي"يتفنن"فيها السعوديين من الجهة الأخرى. ويأتي هذا التوجه وسط نجاح طبي سعودي شهدت له المؤسسات الاختصاصية العالمية، بعد أن كانت جراحات البدانة تقع تحت مسمى العمليات ذات نسب النجاح المتوسطة، إلا أن التجربة السعودية في السنوات الأربع الأخيرة قفزت بهذا النوع من العمليات إلى مصاف العمليات"المرغوبة"و"الآمنة". ومع ازدياد عوامل الرفاهية في المجتمع السعودي ارتفعت معدلات السمنة بحسب دراسات طبية مختلفة إلى 66 في المئة بين النساء، و52 في المئة في أوساط البالغين الرجال، و18 في المئة في أجساد المراهقين. وتدنت نسب السمنة إلى سبعة في المئة بين الأطفال الرضع، ما دفع إلى إجراء 1200 جراحة سنوياً ألف منها تجرى فقط تحت مظلة مركز الأمير سلطان لجراحة المناظير والبقية في مستشفيات خاصة وأخرى في مستشفيات خاصة وحكومية وعسكرية. ويرى رئيس مركز الأمير سلطان لجراحات المناظير الدكتور وليد بخاري أن سبب التوجه إلى هذه النوع من العمليات ازدياد الوعي عالمياً وليس محلياً فقط، وهذا يعود إلى عوامل مهمة أدت إلى هذا الإقبال الصحي. ويفند الدكتور بخاري العوامل الداعمة في توجه السعوديين إلى خسارة شحومهم:"الدراسات التي تصدر سنوياً من مؤسسات طبية اختصاصية توضح المضاعفات التي تسببها السمنة، وأبرزها التجلطات وتصلب الشرايين وسرطان القولون والأمعاء والثدي عند النساء وتآكل المفاصل وأمراضها". وتشير إحصاءات منظمة الصحة العالمية إلى وجود أكثر من بليون إنسان في العالم يعانون زيادة في الوزن، في حين يوجد أكثر من 300 مليون شخص يصنفون على أنهم يعانون السمنة، فيما تؤكد الدراسات المحلية أن السمنة تزيد 18 في المئة على جميع الشرائح في البلاد. ويتابع رائد جراحات السمنة والمناظير كلامه قائلاً:"العامل الآخر يتمثل في دور الإعلام والفضائيات، إذ كرست مفاهيم لدى الناس مفادها أن الرجل يجب أن يتمتع بالجسد العضلي الرشيق، والمرأة صاحبة القوام الرشيق، وبذلك وضعت نسباً جمالية". ويشير رئيس مركز الأمير سلطان لجراحات المناظير الذي يعد أكبر منشأة اختصاصية في الشرق الأوسط إلى العامل الأخير: وهو"برامج وزارت الصحة مثل"وازن حياتك"في السعودية، وأخرى في دول مثل الولاياتالمتحدة التي تصرف سنوياً ثلاثة بلايين دولار على جراحات البدانة، بدل أن تصرف 75 بليون دولار على علاجات مضاعفات زيادة الوزن، تندرج جميعها ضمن إطار جهود مكافحة السمنة، والوقاية من تأثيراتها الجانبية". وحول التأثيرات النفسية على مرضى السمنة المفرطة يختم الدكتور بخاري:"يعاني 1.8 في المئة من البدناء من أمراض نفسية بسبب الزيادة المفرطة في الوزن مثل الاكتئاب والانعزال، إلا أنهم سرعان ما يتخلصون منها بعد العودة إلى الأوزان الطبيعية".