كشف "المؤتمر العالمي الثالث لمكافحة السمنة"، الذي انطلق منذ أيام في الخُبر، أن إحصاءات تشير إلى أن 70% من أبناء المملكة يعانون من زيادة في الوزن وسمنة. وتساءل مشاركون في المؤتمر عن عدم تغطية التأمين الصحي لجراحات السمنة في الوقت الذي تعتبر فيه كمرض، ويغطيها التأمين في دول العالم، لوجود مرضى لا يستطيعون دفع قيمة العملية الجراحية الخاصة بها، وفقًا لصحيفة "الحياة". من جهته، قال استشاري جراحة المناظير والسمنة الدكتور عائض ربيعان القحطاني إن وزارة الصحة تضع الآن استراتيجية وطنية لمكافحة السمنة، وبدأت بإنشاء مركز وطني لجراحة السمنة في مدينة الملك فهد الطبية، ويتبعه خمسة مراكز متوزعة على مستوى المملكة. وأعرب عن أمله في أن تكون هذه المراكز وجراحات السمنة في نظام دقيق ومتابعة دقيقة أيضًا، وضمن سجل وطني مما يتيح متابعة كل الحالات ومعرفة مضاعفاتها ونتائجها. وتساءل عن عدم تغطية التأمين الصحي لجراحات السمنة بينما هي تعرف على أنها مرض، وفي دول العالم يغطيها التأمين بينما هنا لا، وهناك مرضى لا يستطيعون دفع قيمة العملية الجراحية والتي يمكن أن تتجاوز مبلغ 50 ألف ريال، وتخيل مريضاً ينام وهو جالس إذ لا يقدر على النوم مثل الناس الطبيعيين ألا تمثل السمنة الآن مرضاً ؟ إذا ما علمنا أن 47 مرضاً مرتبطة بالسمنة كمسبب لها. وحذرت دراسة حديثة من ارتفاع معدلات السمنة في المملكة إلى 70% خلال السنوات العشر الأخيرة، لافتة إلى أن "البدناء" يكلفون المملكة أكثر من 500 مليون ريال سنويا، بسبب ترددهم على المستشفيات لعلاج أمراض سببها المباشر هو زيادة الوزن، ولعل أكثرها مرض السكر الذي ينتشر بشكل كبير بين هذه الفئة. وبحسب ما نقلته صحيفة "الشرق" في عددها الصادر اليوم الثلاثاء، فإن النسبة مرتفعة لدى النساء أكثر من الرجال، ، موضحة أن 29% من الرجال يعانون من زيادة الوزن، فيما تعاني 37% من النساء من السمنة، وهي من أعلى المعدلات في العالم خصوصًا بين النساء، فهن الأكثر سمنة عالميا. كما أثبتت الدراسات أن السمنة تزيد في المنطقة الغربية بنسبة 42% تليها الوسطى بنسبة 40%، فيما تقل معدلات السمنة في المنطقة الجنوبية بنسبة 30%. وشددت على أن نسبة البدانة بين أطفال المملكة بلغت 18%، وأهم الأسباب هي الإفراط في تناول الطعام، خصوصًا الوجبات السريعة والمشروبات الغازية والأكل بين الوجبات وقلة الحركة. وخلال المؤتمر نفسه، قال وكيل الدراسات العليا والشئون الأكاديمية في جامعة الملك سعود بن عبد العزيز للعلوم الصحية الدكتور عبد المجيد العبد الكريم إن تقديرات منظمة الصحة العالمية تقول إن هناك نحو 1,6 بليون بالغ حول العالم يعانون من زيادة الوزن، وأنه وفقًا لتقديرات المنظمة نفسها فإن 60% ممن أعمارهم فوق 16 سنة يعانون من زيادة في الوزن بالمملكة، ما يجعل ترتيب السعودية ال29 بين 194 دولة. وبحسب دراسة للمكتب التنفيذي لمجلس وزارة الصحة الخليجي، بلغ عدد الوفيات بسبب أمراض السمنة بالمملكة نحو 20 ألف حالة سنويا، بينما بلغ عدد الأطفال المصابين بالسمنة في المنطقة الشرقية فقط حوالي 7 آلاف طفل. ومنذ أيام تمكن مريض السمنة المفرطة الشاب خالد شاعري من فقدان 320 كيلوجرامًا من أصل وزنه السابق البالغ 610 كيلوجرامات ليستطيع الجلوس على الكرسي لأول مرة، بعد إجرائه العملية الجراحية التي أجريت له قبل شهرين.