هددت أسر أكثر من ستة آلاف طالب وطالبة بنقل أبنائها إلى خارج السعودية، لتمكينهم من إكمال التعليم بمستوى جيد، في حال تفعيل قرار يقضي بسحب أبنائها من المدارس العالمية الموجودة في السعودية، بعد أن أبلغوا به شفهياً من قبل إدارات تلك المدارس. وأكدت تلك الأسر أنها بصدد الرفع بشكاوى إلى القيادة السعودية، في شأن قرار صدر أخيراً يقضي بسحب الطلاب السعوديين من المدارس العالمية، التي تتبع لسفارات دول عدة، وإلحاقهم بالمدارس السعودية، ما اعتبروه قراراً مجحفاً وغير منصف، على رغم أن تلك الأسر لم تتلق حتى الآن أية خطابات رسمية في هذا الشأن، إلا أن إدارات تلك المدارس أبلغتهم شفهياً بتلك التعليمات. وأوضحت المواطنة أمل الخليفة أن المدرسة العالمية التي يدرس فيها ابنها في الصف الثالث الابتدائي، وابنتها في المرحلة التمهيدية، تضم 750 طالباً من جميع الجنسيات، من بينهم 520 طالباً سعودياً، مشيرة إلى أن إلحاق أبنائها بتلك المدرسة ليس للمظهر الاجتماعي، وإنما لما تتميز به مناهجها من القوة والجودة. وقالت الخليفة:"إن ما تعلمته في المراحل الأخيرة من الجامعة في مادتي اللغة الإنكليزية والرياضيات يتعلمه ابني الآن في المرحلة الابتدائية، ما يجعلني أبحث عن الوسيلة الأفضل والمناسبة لتعليم أبنائي"، مبدية استغرابها من اتخاذ مثل هذا القرار الذي لايخدم العملية التعليمية. وناشدت الخليفة المسؤولين في وزارة التربية والتعليم العدول عن مثل هذا القرار، وتسهيل إجراءات الموافقة على التحاق الطالب أو الطالبة بإحدى تلك المدارس، أو إيجاد البدائل المناسبة، إذ أكدت وجود أسر ستة آلاف طالب سينقلون أبناءهم للدراسة في الخارج إذا نفذ القرار، مشددة على رفضها إلحاق أبنائها بالمدارس السعودية،"لما يتعرض له الطلبة من اعتداءات جسدية ونفسية يمارسها عليهم بعض المعلمين، فيما تكتفي الوزارة بنقلهم إلى مدارس أخرى، من دون اتخاذ أية قرارات رادعة بحقهم". وأكد المواطن عبدالله يماني، أن الهدف من إلحاق ابنه بمدرسة عالمية هو الارتقاء بمستواه التعليمي والتربوي، إذ إن مثل تلك المدارس تقوّي اللغة الأجنبية لدى الطالب، خصوصاً وأن الإنكليزية باتت لغة العصر. وأضاف يماني:"اختلاط ابني بجنسيات متعددة ينمي لديه احترامه للغير، ويجعله يستوعب أنه لا يعيش في هذا الكون بمفرده، خصوصاً وأن المدرسة تضم جنسيات وأدياناً مختلفة". فيما تحاول إحدى أمهات الطلبة الملتحقين بمدارس أجنبية"فضلت عدم ذكر اسمها"، الحصول على تصريح مفتوح يخوّل إكمال تعليمه حتى الانتهاء من المرحلة الثانوية، وقالت:"إن الحصول على مثل هذه التراخيص يتم بإحدى طريقتين، تتمثل الأولى في وجود واسطة قوية، أو دفع مبالغ مالية ضخمة تصل إلى أكثر من 70 ألف ريال لأحد المحامين، مقابل نجاحه في إصدار الموافقة من الوزارة". وأضافت:"اضطررت إلى إرسال أحد أبنائي في الصف الثاني الإعدادي إلى الخارج لإكمال دراسته، بعد التأكد من أنه يعاني من صعوبة التعلم والتي يصنّفها المجتمع السعودي من ضمن الإعاقات"، لافتة إلى أنها قررت تسجيل ابنها الآخر في مدرسة عالمية، لتخوفها من تكرار معاناة الأول، خصوصاً وأن ما يعاني منه يعد وراثياً، ويحتاج إلى طرق تعليمية معينة.