أجمع عدد من السعوديات على حاجتهن لقانون يحمي المرأة من استغلال السائقين وحاجتهن لوسائل مواصلات خاصة بهن تراعي حالتهن الاجتماعية والمادية، فكثير من النساء يحرمن من فرص العمل بسبب مشكلات المواصلات، على رغم حاجتهن الماسة للعمل. سالمة علي روت ل"الحياة"رحلة العذاب التي تتعرض لها كل يوم مع سائقي الأجرة، إذ قالت:"إن دخلها لا يسمح لها باستقدام سائق وكثيرا ما تقع ضحية واستغلال السائقين لمعرفتهم بحاجتها، مع عدم توافر وسائل نقل داخلي، فإما أن تقع تحت رحمة سائق أجنبي اعتاد على استغلال ظروفهن ويتعمد أن يطيل المشوار بغرض زيادة الأجرة. وذكرت حادثة حصلت لها مع احد سائقي الأجرة عندما زاد عليها ألم أسنانها ولم يكن أمامها غير ركوب أقرب سيارة أجرة من شدة الألم، لم تسأل عن قيمه المشوار لتتفاجأ عند مدخل العيادة بطلبه 80 ريالاً لمسافة ما يقارب 30 كيلو متراً، وهي لا تحمل غير 150 ريالاً، لا تكفي قيمة الكشف وما يطلبه السائق، فطلبت منه أن يأخذ 100 ريال مقابل المشوار وإعادتها إلى البيت، مروراً بأقرب صيدلية لشراء المسكنات بدل العلاج فوافق السائق. وأشارت عزيزة حكمي إلى ان أبرز مشكلات السعوديات أثناء المواصلات هي أن السائق السعودي متأثر بتربية مجتمعه ولا يستطيع الفصل بين العمل وبين كونه رجلاً سعودياً، أما السائق الأجنبي فقد تغلل داخل شريان المجتمع فأصبح يعرف أكثر مشكلات البيوت مما يسمعه من ثرثرة النساء أثناء السير، خصوصاً في ساعات الزحام والوقوف المتكرر، ومنهم من يجيد اللهجة العامية بطلاقة، والفضل يعود للمغلوبات على أمرهن، ويتظاهر البعض منهم بعدم الفهم حتى تجد الركبة راحتها في الثرثرة، إما مع رفيقتها في المقعد أو في الجوال. سعدية حسن تعمل براتب 1500 ريال لكنها تعاني من قلة المواصلات، إذ طلب السائق 700 ريال في مقابل المشوار، فقررت ترك العمل وتفضيل البطالة على أن يستغلها سائق الأجرة، وربما يرجع عدد العاطلات عن العمل إلى غلاء المواصلات داخل المدن والطرقات الرابطة بين القرى والمدن. أما سوسن موظفة فتقول:"كنت في بداية عملي أذهب للدوام مع سائق أجرة يأخذ 1300 ريال كل شهر في مقابل توصيلي من العمل إلى البيت، وراتبي الأساسي 3000 ريال فقط، وقررت ان استخدم سيارة خاصة وسائق خاص، والطامة الكبرى ان السائق يأخذ 1500 في الشهر وقسط السيارة يأخذ 900 ريال، فكم يبقى من الراتب؟ إننا نناشد الجهات المختصة بضرورة إيجاد حل او بديل، لماذا لا يكون هناك متابعة من وزارة النقل لتسهيل وتوفير المواصلات للمرأة، كي لا تكون محطة ابتزاز من ذوي النفوس الضعيفة؟".